حرب كلامية جديدة بين طهران وواشنطن

  • 7/27/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر الرئيس ترمب تغريدة بكلمات قوية في وقت متأخر من الليل بعد أن قال الرئيس الإيراني حسن روحاني (اليمين) إن الحرب مع إيران ستكون «أما كل الحروب والسلام مع إيران أم كل السلام» (أ.ب) بقلم: جوزيف براودي في الوقت الذي تتبادل فيه القيادتان الأميركية والإيرانية التصريحات اللاذعة، يخشى معارضو نظام طهران من عملية دبلوماسية جديدة سيستغلها الملالي ببراعة. هيمنت الحرب الكلامية بين البيت الأبيض ونظام طهران على عناوين الأخبار هذا الأسبوع. وبدأ التبادل بتصريح للرئيس الإيراني حسن روحاني خلال خطاب أمام تجمع دبلوماسي دولي في 22 يوليو (تموز) في العاصمة الإيرانية قال فيه: «يجب على الأميركيين أن يفهموا أن الحرب مع إيران هي أم كل الحروب وأن السلام مع إيران هو السلام الحقيقي». ثم هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب قائلاً له: «لا تعبث بذيل الأسد لأنّك ستندم». ورد عليه ترمب لاحقاً من خلال حسابه الرسمي على «تويتر» وغرّد قائلا: «لا تهدد الولايات المتحدة بعد اليوم، وإلا سترى عواقب لم ير مثلها سوى قلة على مدى التاريخ». وأضاف: «لم نعد بلداً يتهاون مع كلماتكم المختلة بشأن العنف والموت… كن حذراً»! لم يكن بيان إدارة ترمب وحده القاسي. ففي اليوم نفسه، وأثناء ظهوره في مكتبة ومتحف رونالد ريغان الرئاسي، قال وزير الخارجية مايك بومبيو: «من يديرون إيران أشبه بالمافيا منهم بحكومة» مشيراً إلى ما وصفه بأنه ثراء فاحش وفساد بين زعماء إيران. وأضاف أن آيات الله «منافقون» ويبدو أنهم «يهتمون بالثراء أكثر من الدين» ومعتبراً أنهم يجنون ثروات طائلة على حساب معاناة شعبهم. وطالب «كل أمّة وكل دولة سئمت وتعبت من السلوك التدميري لإيران، الانضمام إلى حملة الضغط التي نشنّها. وهذا ينطبق بشكل خاص على حلفائنا في الشرق الأوسط وأوروبا، الذين أرهبهم النشاط العنيف للنظام طيلة عقود من الزمن».امرأة إيرانية تتحقق من جوالها وهي تسير خلف رسومات معادية للولايات المتحدة تصور تمثال الحرية على جدار السفارة الأميركية السابقة في طهران، في 10 مايو 2016 (غيتي). وفي صباح اليوم التالي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون إن «الرئيس ترمب أبلغني بأنه إذا فعلت إيران أي شيء سلبي فستدفع ثمناً لم تدفع مثله من قبل على الإطلاق سوى قلة من الدول». وأثار هذا التصعيد في الحرب الكلامية، بدوره، التصريح التالي من وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، الذي رد على «تويتر» في تغريدة كتبها بحروف عريضة مساء الأحد 23 يوليو: «لم نتأثر… سمع العالم قبل عدة شهور تهديداً ربما كان أقوى. ودأب الإيرانيون على سماع تهديدات لكن أكثر تحضراً على مدى 40 عاماً». وأضاف: «نحن موجودون منذ آلاف السنين وشهدنا سقوط إمبراطوريات بما فيها إمبراطوريتنا التي امتدت على مدى أطول من عمر بعض الدول. فكن حذراً». وانضم لظريف في اليوم التالي إبراهيم قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية. وأشار قاسمي إلى الضغوط الأميركية على الدول الأخرى لوقف استيراد النفط الإيراني، وعلق قائلاً: «إذا أرادت أميركا اتخاذ خطوة جادة في هذا الاتجاه، فستلقى بالتأكيد رد فعل وإجراءات مضادة مماثلة من إيران». ورأى بعض المراقبين الأميركيين، الذين سعوا لتفسير الحرب الكلامية، أن تغريدة ترمب دليل إضافي على شخصيته المتهورة والعصبية أو محاولة لصرف الانتباه عن أدائه الإشكالي عند لقائه فلاديمير بوتين في هلسنكي. وأشار آخرون إلى التصريحات المتزامنة التي أدلى بها بومبيو وبولتون على أنها دليل على حملة تشنها الإدارة الأميركية بشكلٍ منسّقٍ أكثر لإثارة ضغط الرأي العام. وفي هذه القراءة، كانت القمة الأخيرة بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تُعتبر في بعض الأحيان سبباً للتفاؤل؛ فقد جاءت هجمات ترمب الكلامية على نظام بيونغ يانغ مصحوبة بعقوبات دولية غير مسبوقة. ويبدو أن هذين العاملين معاً قد جلبا الأمم المتحدة إلى طاولة الحوار. فواشنطن الآن على بعد ثلاثة أسابيع من فرض عقوبات دولية للمرة الثانية على طهران بعد انسحاب ترمب من خطة العمل الشاملة المشتركة. وقد يكون هناك انفراج جديد في الأفق خاصة بين الضغوط المالية الجديدة والاضطرابات الداخلية المستمرة في إيران والحملة الظاهرة للحرب النفسية. ولكن يحذر كريم سجادبور، الخبير في الشأن الإيراني بمؤسسة كارنيغي انداومنت للسلام الدولي، من أنه يجب على المرء أن يكون حذراً بشأن ما يتمناه؛ فقد يغير ترمب موقفه من إطلاق التهديدات إلى الإفراط في تطاوله على طهران مما يجعل مفاوضات أوباما – كيري تبدو صعبة المنال بالمقارنة. وقال: «الحقيقة هي أن هذا الرئيس عصبي ومتهور فإما سترونه يسقط قنابل على إيران أو يحاول بناء فنادق في إيران». وفي الوقت نفسه، عبر كاتب عمود في موقع «بلومبرغ» إيلي ليك عن أسفه لأن لغة ترمب قد قللت من الفروق الدقيقة في خطاب بومبيو، الذي دعا فيه إلى تمكين وحماية الشعب الإيراني بالإضافة إلى توجيه كلمات قاسية للنظام. وفي حين ظهرت لغة بومبيو موجهة لتشجيع المواطنين الإيرانيين على مقاومة نظامهم، قد يكون ترمب ساعد دون قصد على توحيد المجتمع والدولة في طهران ضد المعتدي. وإذا أدت التهديدات، كما هو الحال في المثال الكوري الشمالي، إلى البدء بعملية دبلوماسية جديدة، فإن ترمب قد يثبت أنه سريع جداً في إبرام أي اتفاقية.

مشاركة :