نشبت حرب كلامية بين دمشق وموسكو وواشنطن، الخميس، إثر شن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق ضربات جوية ضد قوات موالية للحكومة السورية بذريعة قيامها بـ"هجوم غير مبرر" على مقر قيادة قوات سوريا الديمقراطية الكردية في دير الزور، وطالبت دمشق العالم بإدانة تلك "المجزرة". وقالت قيادة التحالف في بيان، إن "قوات موالية للحكومة السورية، شنت هجوما غير مبرر على مقر لقوات سوريا الديمقراطية أثناء وجود جنود للتحالف بالمقر، يعملون كمستشارين ومساعدين وقوات مرافقة مع شركاؤنا بقوات سوريا الديمقراطية، مشيرة إلى أن الهجوم وقع على بعد 8 كيلومترات شرق خط مناطق تخفيف حدة التصعيد المتفق عليه على نهر الفرات"، وأضاف البيان: "نفذ التحالف ضربات ضد القوات المهاجمة دفاعا عن التحالف والقوات الشريكة وردا على العمل العدواني الذي استهدف شركاء في مهمة التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي"، وشدد التحالف في بيانه على أن "مهمته الرئيسية في سوريا هي محاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، لكنها تحتفظ بحق الدفاع عن النفس في حال تعرضها لأي خطر"، ولم يشر البيان إلى معلومات عن وقوع ضحايا نتيجة الحادث.وفي المقابل، وصفت وزارة الخارجية السورية الضربة الجوية الأمريكية بأنها عدوان جديد وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ووجهت الوزارة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي حول "المجزرة الوحشية" التي ارتكبتها قوات ما يسمى "التحالف الدولي"، وقالت وزارة الخارجية في الرسالة إن "هذا العدوان الجديد الذي يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية ودعما مباشرا وموصوفا للإرهاب يؤكد طبيعة النوايا الأمريكية الدنيئة ضد سيادة سورية ووحدة أرضها وشعبها"، وطالبت الخارجية "بإدانة هذه المجزرة وتحميل التحالف الدولي المسؤولية عنها وإلزامه بوقف جرائمه واعتداءاته التي تسببت بمقتل وجرح آلاف المدنيين من آطفال ونساء وشيوخ وتدمير البنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة".وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا أن مجلس الأمن الدولي رفض إدانة هجوم التحالف، وقال المندوب للصحفيين "لقد حرمنا مرة أخرى من أن يدلي مجلس الأمن ببيان فيما يتعلق بالهجوم الأخير على دمشق. تضرر مكتب مبيعاتنا وقبلها البعثة الإنسانية، لقد اقترحنا (على أعضاء مجلس الأمن) نص، لكنهم رفضوا، قالوا لنا أنهم ليسوا مستعدين لقبوله. هذا يبعث الأسف، ويحدث دائمًا"، وأشار مبعوث روسيا في الأمم المتحدة إلى أن هجوم التحالف بقيادة أمريكا على مقاتلين موالين لسوريا "مؤسف" و"سنطالب بتفسير ما حدث". وزعمت وزارة الدفاع الأمريكية، "البنتاجون"، أن التحالف الدولي أبلغ روسيا مسبقا بالضربة التي سيوجهها للقوات الموالية للجيش السوري، وذكرت الناطقة باسم "البنتاجون"، دانا وايت، أن الوزارة على تواصل دائم مع روسيا لتفادي حوادث الاصطدام في سوريا، وقالت:"التحالف لاحظ ازدياد في قوات تدعم النظام السوري، على مدى أسبوع. والمسئولون في التحالف أبلغوا الروس عن وجود قوات سوريا الديمقراطية لتفادي الحوادث قبل وقوع الضربة"، وأضافت: "البنتاجون يعتبر قرار روسيا عدم مهاجمة قوات التحالف بعد الضربة على القوات الموالية للجيش السوري، قرارا موفقا"، وتابعت: "البنتاجون لا يعرف ما إذا كان العسكريون الروس تعرضوا للقصف بسبب ضربة التحالف على القوات الموالية للجيش السوري". من جانبها، صرحت وزارة الدفاع الروسية أن قصف الولايات المتحدة للقوات الموالية للحكومة السورية أظهر حقيقة عدم سعي الولايات المتحدة لمكافحة "داعش"، بل للاستيلاء على "الأصول الاقتصادية"في البلاد، وأشارت الوزارة إلى أن ضربة التحالف الدولي، أسفرت عن إصابة 25 مقاتل موال للحكومة السورية، كما لفتت الانتباه إلى أن عدم تنسيق القوات الموالية للجيش السوري تحركاتها الاستطلاعية مع روسيا كان سببا لوقوع حادث قصف التحالف لهذه القوات، وأكدت وزارة الدفاع على عدم وجود عسكريين روسيين في هذه المنطقة من دير الزور السورية، وأعلنت وزارة الدفاع أن القيادة الروسية في قاعدة حميميم الجوية أجرت من خلال القنوات القائمة محادثات مع ممثلين عن مقر التحالف الدولي بعد الضربة الأمريكية ضد القوات الموالية للجيش السوري.
مشاركة :