يسرا الخشاب | بينما غضب الشارع الكويتي بأكمله على حملة الشهادات المزورة، وطالب باقتلاع تلك الآفة من جذورها، اتخذت أغلب القوى الطلابية بالبلاد موقف المتفرج على الأحداث، ولم تصدر حتى بيانا لاستنكار الأمر أو بيان موقفها تجاهه، رغم مرور عدة أيام على تفجّر قضية الشهادات المزورة، وتفاعل كثير من مؤسسات المجتمع معها. وكانت القوائم الطلابية وفروع اتحاد الطلبة تسارعت للتدخل في كثير من القضايا والتعليق على مجريات الأحداث بالبلاد، لكن غاب دورها في أحد أكثر الوقائع أهمية ومساساً بمستقبل الشباب، بل انشغلت بالاستعداد للانتخابات المقبلة ساعية إلى محاصرة المستجدين المقبولين مؤخراً و تزكية المنسقين والأعضاء، الأمر الذي عكس عدم الاهتمام بالقضايا الجوهرية. موقف أفضل ورغم البيان الهزيل الصادر من الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة فرع الجامعة، والاعلان المتأخر عن تشكيل لجنة من قبل اتحاد مصر، و«ريتويت» الوسط الديموقراطي بالعلوم الاجتماعية لعريضة تطلب من الحكومة عدم التقاعس ازاء القضية، بدا موقفهم أفضل ممن تجاهلوا الأمر أو بثوا مقاطع لشيلاتهم التي تعزز القبلية، وتنافسوا في ترديد الشعارات الحماسية للانتخابات، في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع كارثة علمية. ولم تكن الاتهامات التي طالت بعض الأساتذة دافعاً لتحريك القوى الطلابية، سواء القوائم أو الجمعيات لاتخاذ ردة فعل، بينما هب كثير من الطلبة للدفاع عن أساتذتهم الذين نشروا شهاداتهم وصور لأطروحاتهم وسيرتهم الذاتية لمحاربة الاشاعات التي روجتها حسابات على «تويتر». ادعاءات بعض القوى الطلابية بالاهتمام بقضايا المجتمع والسعي إلى تطويره فندتها مواقفهم السلبية تجاه الأحداث التي يمر بها المجتمع عامة، وقطاع التعليم خاصة، فالانشغال بالبحث عن الأصوات والتكسب الانتخابي، جعل الالتفات لهموم المجتمع آخر أولويات تلك القوائم، وربما اعتادت على تعزيز الانقسام بالحشد القبلي والطائفي، وليس التعاون لما فيه مصلحة الوطن.
مشاركة :