يعتبر الصنوبر من المكسرات المفيدة واللذيذة في نفس الوقت، وهو بذور شجرة الصنوبر الرائعة المنظر، ويسهل تناوله بعد جمع البذور وتقشيرها، كما يمكن تخزينها بالقشر واستخدمها وقت الحاجة.وتحتوي بذور الصنوبر على نسبة جيدة من البروتينات والألياف الغذائية، بالإضافة إلى العناصر الغذائية الصحية ومنها الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمواد المضادة للأكسدة، وبعض المعادن والفيتامينات المهمة، ومعدلات ضخمة من الزيوت، ولذلك فهي تباع بأسعار غالية.ويزرع الصنوبر في البلاد المعتدلة والباردة، ويستخدم بكثرة في المطابخ العربية والإيطالية، ويدخل في بعض الصناعات الدوائية والعلاجية، كما تستعمل أشجاره في صناعة الأخشاب الجيدة والأثاث المنزلي المقاوم للميكروبات والجراثيم.ويوجد أنواع من الصنوبر منها الحلبي الذي يتميز بالخشب الأبيض المصفر وداخله اللون البني، والنوع الثاني هو الصنوبر البروتي ويتسم بالخشب القاسي والثقيل، ونوع آخر وهو الثمري الذي ينقسم إلى أنواع أخرى مثل الثمري التركي والثمري الصيني، بالإضافة إلى أنواع الصنوبر الأمريكي والمكسيكي والكوري الذي ينتشر في قارة آسيا.ونتناول في هذا الموضوع فوائد الصنوبر بالنسبة للصحة عموما، وللجوانب الجمالية المختلفة، والصناعات التي يدخل في إنتاجها وكذلك الأدوية والعلاجات، والأمراض التي يقي منها.الاستخدام والقيمة الغذائيةيدخل الصنوبر في عمل أنواع كثيرة من الحلويات مثل البقلاوة والمشروبات كالجلاب والعصائر والتمر، والسلطات والعديد من طرق الطهي، وذلك لأنه يمثل قيمة غذائية كبيرة، ويفضل البعض تناوله بشكل طازج بعد تقشير البذور.ويضاف الصنوبر إلى الأطعمة المختلفة ومنها الأرز والدجاج، والحمص باللحمة والصنوبر وفتة الحمص، ودجاج بالصنوبر مع الفطر، ويوضع مع الكبة المحشية باللحم وفتة اللبن، وغيرها من الأطعمة المتنوعةوتدخل أشجار الصنوبر في صناعة أدوات المطبخ والأثاث المنزلي والديكورات، بل ويستخرج منها بعض العطور بسبب رائحتها الجميلة، ويستعمل زيت الصنوبر في علاج بعض المشاكل المرضية.ويتعرض للتلف ويفسد عند تخزينه لفترات طويلة، بسب صعوبة تخزينه، وتقل فوائدة كلما طالت فترة تخزينه أيضا، نتيجة وجود كميات كبيرة من الزيوت، ولذلك له طرق تخزين معينة وإجراءات صارمة.تحتوي بذور الصنوبر على معدلات جيدة من الفيتامينات ومنها فيتامين «سي» وفيتامين «أ» وفيتامين «ب» وفيتامين «ب3» وفيتامين «د» وفيتامين «ك» وفيتامين «هـ».كما يعتبر مصدراً غنياً لكميات كبيرة من بعض المعادن الضرورية للصحة والجسم، مثل الحديد والكالسيوم والصوديوم والمنجنيز والماغنسيوم والفسفور والزنك والنحاس، بالإضافة إلى أنه مصدر غني بالبروتينات والألياف الصحية والدهون غير المشبعة. صحة القلب والعينيساهم تناول الصنوبر في الوقاية من مشاكل وأمراض القلب، نتيجة احتوائه على العديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة القلب وكذلك الأوعية الدموية، ومنها الأحماض الدهنية غير المسبعة الأحادية، بالإضافة إلى فيتامين «هـ» وفيتامين «ك» ومعدن المغنيسيوم والمنجنيز.ويفيد الصنوبر أيضا في منع الإصابة بالجلطات، ويعالج مشكلة ارتفاع الكوليسترول الضار في الجسم، ويحمي من الإصابة بالسكتات الدماغية، ولذلك فهو يمثل عاملاً قوياً في صيانة عضلة القلب، كما أنه يحتوي على حمض الأولييك الذي يعزز صحة القلب، بالإضافة إلى أنه يعتبر مصدراً جيداً لمضادات الأكسدة، التي تقضي على تأثير الجذور الحرة التي تعوق عملية تدفق الدم.يساعد تناول الصنوبر على الوقاية من مرض فقر الدم، وذلك بسبب احتوائه على كميات كبيرة من معدن الحديد، والذي له دور كبير في إنتاج مكونات الدم بشكل صحي، وبالتالي يحمي من الإصابة بالأنيميا، كما يتوفر به معدن النحاس الذي يعمل على تحسين امتصاص الحديد داخل الأمعاء.يقي الصنوبر من الإصابة بمشاكل وأمراض العيون، فهو مصدر جيد للحصول على مادة اللوتين، وهي من مركبات الكاروتين الذي يعزز صحة العين ويحميها من الأمراض.لعلاج الجهاز التنفسي ومطهريستخدم الصنوبر في علاج أمراض ومشاكل الصدر والجهاز التنفسي، ويخلص الشخص من مشكلة السعال، فيوجد وصفة طبيعية للشفاء من السعال، والتي تعتمد على نقع حوالي 300 جرام من براعم شجرة الصنوبر في لتر من الماء، ويترك لفترة تصل إلى 4 ساعات، ويتم تناوله 4 مرات على مدار اليوم.كما يستعمل الصنوبر كنوع من المطهرات ومنعش للجلد، ويستعمله طبيب الأسنان في وقف نزيف اللثة بعد إجراء عمليات خلع الأسنان، ويمكن كذلك استخدامه في تسكين المغص وله خواص جيدة في طرد الديدان.يعمل الصنوبر على تحسين الطاقة داخل الجسم، فهو مصدر جيد للعناصر الغذائية التي تعزز وجود الطاقة الداخلية، ومنها الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، بالإضافة إلى الحديد والمعادن التي تمنع الشعور بحالة الإرهاق والتعب.يعتبر الصنوبر مصدراً رائعاً للبروتينات التي تضم أفضل أنواع الأحماض الأمينية الرئيسية والصحية للجسم، والمهمة في بناء العضلات القوية وترميم أنسجة الجسم بصورة فعالة وسريعة، كما يزيد الصنوبر من الخصوبة بشكل كبير، نتيجة احتوائه على الزنك المفيد في هذه العملية.جهاز المناعة والاكتئابيعمل تناول بذور الصنوبر على تحسين صحة جهاز المناعي وتعزيز وظائفه، ليقوم بحماية الجسم من الأمراض المنتشرة، حيث يشتمل على كميات ضخمة من الفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة للصحة العامة.وتكشف بعض الدراسات أن للصنوبر دوراً كبيراً في التخلص من حالات الاكتئاب والتوتر والقلق والإجهاد، كما يساهم في الحصول على النوم العميق والهادئ والتخلص من اضطرابات النوم، وذلك بفضل وجود معدلات عالية من المغنسيوم في هذه البذور.يعزز تناول الصنوبر من صحة الجهاز العصبي للشخص، ويحافظ على القدرات العقلية، ومنها تقوية الذاكرة وتحسين التعلم والإدراك، بسبب وجود كميات كبيرة من عنصر الحديد والفيتامينات التي تساعد على ذلك.يفيد تناول الصنوبر الأشخاص الذين يعانون مرض السكري، لأنه يعد مصدراً جيداً للدهون الأحادية غير مشبعة، والتي تساهم في عملية تنظيم السكر في الدم وحماية المرضى من غيبوبة السكر الخطيرة.يعتبر تناول الصنوبر مثالياً لتحسين صحة الجهاز الهضمي والتخلص من المشاكل التي تواجهه، حيث تحميه وتعالجه من الالتهابات والتقرحات وتسكن الألم، وتخلصه من الغازات والانتفاخ وتحافظ على صحة القولون.تشير دراسة حديثة إلى أن تناول الصنوبر يعمل على الوقاية من الإصابة بأمراض السرطان ومكافحة الأورام، ومنها سرطانات الثدي والبروستاتا والجلد والمعدة والقولون، ويوفر للجسم حالة من الحيوية والنشاط واليقظة.الشباب الدائم والجماليساعد تناول الصنوبر على استمرار حالة الشباب الدائم لفترات طويلة من العمر، ويضفي حالة من الجمال والحيوية لما يقدمه للبشرة والشعر، لأنه يحتوي على مركبات وخواص مضادة للشيخوخة، ومنها المواد المضادة للأكسدة، والتي لها دور كبير في القضاء على الجذور الحرة أو تحييد تأثيرها المضر، والذي يصل إلى غالبية أنسجة وخلايا الجسم ويصيبها بالضعف والتلف والشيخوخة، مما يعجل من ظهور التجاعيد والخطوط والوصول إلى الشيخوخة المبكرة.وتتميز بذور الصنوبر باحتوائها على أنواع من مضادات الأكسدة التي لها إمكانات رائعة في مكافحة الإجهاد التأكسدي والشقوق الحرة، ومنها فيتامين «إي» والكاروتينات واللوتين والليكوبين والكاتيكاينيوفر تناول الصنوبر خاصية ترطيب البشرة، والذي ينعكس في صورة نضارة وتألق وجاذبية وتوهج للبشرة، بفعل تأثير المعادن المغذية والصحية للبشرة مع مضادات الأكسدة التي ذكرناها، مع معالجة البثور والحبوب والتجاعيد والهالات السوداء.يحافظ تناول الصنوبر على صحة الشعر ويمنع تساقطه وتقصفه، وهي المشكلة التي تعاني منها الكثير من السيدات، فهو يعمل على زيادة نمو خصلات الشعر ويقويها ويزيد من كثافة الشعر، بفضل وجود كميات كبيرة من فيتامين «هـ» في هذه البذور، بجانب المغذيات الأخرى الضرورية للشعر مع مضادات الأكسدة أيضا. التخلص من البدانةتشير دراسة جديدة إلى دور بذور الصنوبر في عملية التخسيس والتخلص من الوزن الزائد في الجسم، وذلك نتيجة وجود كميات كبيرة من حمض البيوليك الدهني، والذي يعمل بصورة كبيرة على تقليل الشهية، من خلال إفراز هورمونات كبح الشهية، وبالتالي يمنع الشخص من تناول كميات كبيرة من الطعام، وحرق المزيد من السعرات الحرارية.وتنصح الدراسة بضرورة إدخال الصنوبر ضمن الجدول الغذائي للأشخاص الذين يعانون البدانة أو الوزن الزائد، لأنه يأتي بنتيجة جيدة وملحوظة خلال أيام قليلة.وكشفت دراسة أخرى أن الصنوبر يحتوي على بعض الخصائص المضادة للميكروبات والجراثيم والفطريات، إضافة إلى بعض المميزات الأخرى في تحسين صحة العظام والأسنان ومنع الإصابة بمرض الهشاشة.وتحذر دراسة حديثة من الإفراط في تناول الصنوبر رغم فوائدة المتعددة، لأنه يمكن أن يترك بعض الأضرار الجانبية، فعلى سبيل المثال يحدث تأثيرات سلبية لمن يعانون حساسية الصنوبر.ويؤدي الإفراط في تناوله الصنوبر إلى الإحساس بحالة من المرارة داخل الفم، كما يضر الأشخاص الذين يعانون النحافة بسبب تقليله للشهية بصورة كبيرة.وينصح بعدم تناوله أثناء فترات الحمل أو الرضاعة الطبيعية بالنسبة للسيدات الحوامل أو اللاتي يقمن بالرضاعة الطبيعية، وذلك لعدم معرفة تأثيره في الجنين أو الرضيع، ولا تتوفر أبحاث في هذا الصدد يمكن الاعتماد عليها.
مشاركة :