مؤسسة الفكر العربي تصدر تقريرها «العاشر» للتنمية الثقافية

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

قال مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس مؤسسة الفكر العربي: تقدم «مؤسسة الفكر العربي» للعام العاشر على التوالي تقريرها العربي للتنمية الثقافية، فيما يشهد الوطن العربي مزيداً من الحروب والنزاعات والخلافات السياسية، وما ينتج عنها من أزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية، تتزامن مع مشكلات بيئية، كالتصحر، وتراجع المساحات الحرجيّة، المياه وتلوثها.. ويستعرض التقرير العاشر هذه المشكلات كلها موضوعياً وبالأرقام، ويركز هذا العام على أنشطة البحث العلمي والتطور التكنولوجي والابتكار ودورها في التنمية الشاملة والمستدامة، ليعكس إيماننا بدور الفكر والعلم والثقافة في النهوض من مرارات هذا الواقع، فالتركيز على أنشطة البحث العلمي والتطور التكنولوجي والابتكار وعلاقتها بالتنمية الشاملة والمستدامة، ما هو إلا حاجة علمية تقتضيها مفاهيم العصر ومتطلباته، هذا العصر القائم على المعرفة، وعلى اقتصاد المعرفة، حيث نشأت علاقة عضوية بين عملية إنتاج المعرفة واستثمارها من جهة، والنمو الافتصادي من جهة أخرى، حيث تحتل تقنية المعلومات في هذا الإطار موقعاً محورياً ورئيساً. وعن الألفية الثالثة، وواقعها ومآلاتها، قال رئيس مؤسسة الفكر العربي: في هذه الألفية ومفاهيمها التنموية الجديدة، لم يعد تحسين نوعية الحياة، ورفع مستوى المعيشة قائمين على النمو الاقتصادي، أو مشروطين به فحسب، بشكل خاص، فالمجتمع المعرفي هو المجتمع الذي يولّد المعرفة وينشرها ويستثمرها من أجل ازدهار الأوطان ورفاهية مواطنيها، وبالتالي، لا يجوز بعد اليوم، بحسب ما يطلعنا التقرير، أن تنفق الدول العربية على التعليم من ناتجها المحلي الإجمالي أكثر ما تنفقه دول نامية كثيرة، في حين تبقى معدلات النمو الاقتصادي لديها أقل مما هي عليه في غيرها من هذه الدول.. ولا يجوز أن يبقى نقل التكنولوجيا واكتسابها محصوراً بشراء وسائل الإنتاج وخطوطه، أو أن يمثل ما ينشره الباحثون في البلدان العربية نحو 1.73 % فقط من إجمالي عدد الوثائق البحثية في مختلف دول العالم.. أو أن يصبح الشباب في بلداننا بسبب تفاقم أوضاع الفقر، وارتفاع معدلات البطالة، عبئاً مرهقاً، وخطراً داهماً، بدلاً من أن يكونوا مصدر غنى!. وفي سياق كلمة سموه عن التقرير العاشر لمؤسسة الفكر العربي، مضى قائلاً: في رصده أنشطة البحث والتطوير العلمي في البلدان العربية، بالاستناد إلى مقارنة لأدائها الماضي، وكذلك أداء بلدان أخرى في المنطقة، وقياس المكانة التي تحتلها على هذا الصعيد، يسهم التقرير إسهاماً كبيراً في توفير قاعدة من المعارف العلمية، والبيانات المنضبطة، والإحصاءات الدقيقة في المجالات العلمية المختلفة، كخطوة أولى لا غنى عنها لاقتراح التوصيات والرؤى التي تسمح للمخطط وللباحث ولصانع القرار، كل بحسب دوره، يرسم السبل الكفيلة بإخراجنا من أزمتنا. وقال رئيس مؤسسة الفكر العربي: بعدما اصبحت منظومة العلوم والتقنية جزءًا عضوياً من النسيج الثقافي للمجتمعات، يحثنا التقرير على إيلاء عناية خاصة بإستراتيجيات البحوث المستقبلية والمخصصات المكرّسة لتمويلها، وكأنه يدق بذلك ناقوس الخطر، فيحذرنا من تفويت فرصة اللحاق بالثورة المعرفية الرابعة، لأن الفرصة لا تزال متاحة أمامنا، والقرار من ثمة يعود علينا، فإما مواجهة التحديات المصيرية من فقر وبطالة، وهجرات، وتوترات سياسية، واضطرابات مجتمعية، مستعينين بمنظومة كاملة ومتكاملة، تبدأ بالبحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار، وصولاً إلى التنمية الشاملة والمستدامة، أو نبقى أسرى تبعية تكون الثقافة العلمية فيها ضحية تقاعسنا، كما يوصينا التقرير بسياسات تنموية في المستقبل قادرة على نشر مدخلات العلوم والتكنولوجيا، وترويج الابتكار على صعيد المجتمعات المحلية العربية، بعد ما تولت دراسة هذا الواقع، نخبة من المفكرين والباحثين والمختصين العرب.. جاء ذلك في كلمة سموه الاستهلالية، لتقرير مؤسسة الفكر العربي»، للتنمية الثقافية، الذي صدر بعنوان: «الابتكار أو الاندثار: البحث العلمي العربي: واقعه وتحدياته وآفاقه»، للعلم 1017 - 2018 حيث جاء التقرير في ثلاث وأربعين وخمسمائة صفحة من القطع الكبير، متضمناً خمسة فصول، ضم كل منها باقة معرفية من البحوث المتخصصة في خمسة محاور رئيسة تضمنها التقرير. وقد حمل الفصل الأول من التقرير عنوان: «البحوث العلمية والتعليم العالي رافعة الابتكار والتنمية»، متضمناً خمسة بحوث علمية جاءت على النحو التالي: البحث العلمي في الدول العربية، لعمر البزري؛ بينما جاء ثاني البحوث لرمزي سلامة، بعنوان: واقع التعليم العالي في الدول العربية؛ أما الثالث فعن: نماذج منشودة للتعليم العالي العربي، لمحمد الربيعي؛ أما الرابع فقدمه محمد المعزوز، بعنوان: واقع العلوم الاجتماعية العربية؛ بينما جاء آخر بحوث هذا الفصل عن: المبادئ الأخلاقية في البحث العلمي، قدمه معين حمزة ونايف سعادة؛ حيث تناولت بحوث هذا الفصل أداء اقتصاديات البلدان العربية، وواقع البحوث والتعليم العالي، كرافعة للتعليم والابتكار، والتنمية الشاملة والمستدامة، راصداً أبرز التحديات التي تواجه منظومات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وكيفية التصدي لها في المستقبل، فضلاً عن نتاج المؤسسات العاملة من ضمن حقول العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وما يعتري مسيرة البحوث العلمية، على الصعيدين العالمي والعربي، من تجاوزات وعدم التزام بالمبادئ الأخلاقية. فيما جاء الفصل الثاني من التقرير عن: «الثقافة والتوجهات العملية المتاحة»، متضمنا ثلاثة بحوث، أولها بعنوان: قراءة في حال الثقافة العلمية العربية، لخضر الشيباني؛ بينما قدم محمد مراياتي بحثاً بعنوان: العربية ومردودها على البحث والتطور، وبحث لمحمد نور الدين أفادية، بعنوان: في العلم المفتوح والمشاع الإبداعي؛ حيث عنيت دراسات هذا الفصل بالثقافة والتوجهات العلمية المتاحة، مناقشاً مفهوم الثقافة التنموية، وتفاعلها مع قضايا الأمن الفكري، إلى جانب القضايا الجوهرية المتصلة بالثقافة العلمية العربية وآفاق تطورها المستقبلي، ودور اللغة في التنمية المستدامة وانتشار الأدوات الرقمية، ودور التكنولوجيا الرقمية كوسيلة رئيسة للبحث العلمي والابتكار، تفضي إلى ما يدعى بـ(العلم المفتوح)، أو (المشاع الإبداعي الخلاّق)، بوصفه عاملاً من عوامل التنمية الاقتصادية والتغيير الاجتماعي والنهوض الثقافي. أما ثالث فصول التقرير فقد حمل عنوان: «الابتكار والتطوير التكنولوجي»، متضمناً ثلاثة بحوث، كان أولها عن: سياسات العلوم والتقانة والابتكار العربية، لعمر البزري؛ فيما قدم سهيل مارين بحثاً بعنوان: الابتكار وآليات تحفيزه واستثماره، فيما جاء بحث لمعتز خورشيد، عن: المردود التنموي لمنظومة البحث والابتكار؛ حيث استعرضت أبحاث هذا الفصل الابتكار والتطور التكنولوجي، مستقرئاً بعض السياسات التي وضعتها بعض الدول العربية بغية تطوير قدراتها في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، لينتهي إلى تخصيص مساحة كبيرة للمناهج المتبعة في قياس المردود التنموي لمنظومات البحث العلمي والتطور التكنولوجي والابتكارات العربية، وتحديد موقع الدول العربية على خارطة العلوم والتكنولوجيا العالمية. تلاه رابع فصول التقرير، الذي تضمن خمسة بحوث جاءت كما يلي: قراءة في نقل التكنولوجيا والدبلوماسية العلمين، لمنيف الزعبي؛ اقتصاد الإنتاج المعتمد على المعرفة، لعاطف قبرصي؛ الذكاء الاصطناعي والروبوتيات، لعبد الإله الديو جي؛ الملكية الفكرية وحقوق منتجي العلم والتكنولوجيا، لمحمود محمد صقر؛ قراءة في التعاون العلمي العربي الأوروبي، لجواد الخراز؛ حيث تبحث دراسات هذا الفصل من التقرير في آليات بناء اقتصاد المعرفة، بدء من ملف العلوم والتكنولوجيا والابتكار في البلدان العربية، ولا سيما الجامعات فيها، وضرورة الارتقاء بإسهامات القطاعات المرتكزة على المعرفة في الاقتصاد، مروراً بالدور المتنامي للذكاء الاصطناعي والروبوتات، والآثار التنموية لبراءات الاختراع، وصولاً إلى أهمية التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، ضمن كل واحد من البلدان العربية، وفيما بينها، ومع دول العالم. كما تضمن خامس فصول تقرير مؤسسة الفكر العربي، العاشر، ثمانية بحوث، جاء تحت العنوان الرئيسي: «البحوث في خدمة المجتمع»، حيث حمل البحث الأول عنوان: الموارد البيئية والتنمية المستدامة العربية، لنجيب صعب؛ فيما جاء ثاني البحوث بعنوان: في أوضاع الصحة العامة العربية، لعمر الديوه جي؛ أما ثالث البحوث فعن: علماؤنا في الخارج وبناء الشراكات، لمحمد نجيب عبد الواحد؛ فبحث لساري حنفي، بعنوان: في أحوال الجماعة العلمية العربية؛ ثم بحث لفاديا كيوان، عن: المرأة العربية في المشهد العلمي والتكنولوجي؛ تلاه بحث قدمه مها البخيت زكي، بعنوان: المرأة العربية وإنتاج المعارف العلمية؛ ثم بحث لعبد الله سليمان القفاري، عن: الإعلام العلمي ودوره في بناء الثقافة العربية؛ فيما جاء آخر البحوث في هذا الفصل بعنوان: الإعلام العلمي العربي الرقمي، لعماد عاشور، حيث أعقب هذا الفصل خاتمة التقرير، التي دونها: معين حمزة وعمر البزري، تحت عنوان: الرؤية.. والموارد والجدوى. وقد جاء هذا الفصل من التقرير في سياق توجهات خطة التنمية المستدامة لعام 2030، ومن خلال التركيز على أهمية البحوث ودورها في خدمة المجتمع، حيث يعنى هذا الفصل بهذه الجوانب، منطلقاً من ضرورات تحقيق أهداف التنمية المستدامة عربياً، ولا سيما على مستوى البيئة والموارد الطبيعية، متضمناً كذلك قراءة نقدية لوضع الصحة العامة في العالم العربي، ومحللاً -أيضاً - نزف المخزون العلمي العربي المتفاقم وآثاره، والنماذج التي يمكن للعلوم الاجتماعية في البلدان العربية وأنشطة البحث المتصلة بها تبنيها، حيث أفرد هذا الفصل من تقرير مؤسسة الفكر العربي حيزاً مهماً لإسهام المرأة العربية في إنتاج المعرفة العلمية والتكنولوجية، كما أفرد مساحة مماثلة لحال الإعلام العلمي عربياً، مستقرئاً التطور الحاصل في الإعلام العلمي العربي الرقمي.

مشاركة :