الأكراد ودمشق نحو خريطة طريق تقود إلى حكم «لامركزي» في سورية

  • 7/29/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن مجلس سورية الديموقراطية «مسد» الذي يقوده الأكراد أمس (السبت) إنه اتفق مع النظام السوري خلال اجتماع على «تشكيل لجان بين الطرفين على مختلف المستويات لتطوير المفاوضات بهدف وضع خيرطة طريق تقود إلى وضع نهاية للعنف والحربو إلى حكم «لامركزي» في البلاد.فيما أثارت المفاوضات بين الجانبين تساؤلات بالنسبة للسياسة الأميركية. وأضاف المجلس، وهو الذراع السياسية لقوات سورية الديموقراطية «قسد» المدعومة من واشنطن الولايات المتحدة، أن اللجان ستقوم أيضاً «برسم خريطة طريق تقود إلى سورية ديموقراطية لامركزية». وتُعد هذه المحادثات الأولى الرسمية العلنية بين «مسد» ودمشق لبحث مستقبل مناطق الإدارة الذاتية في الشمال السوري، في خطوة تأتي بعدما استعاد النظام مناطق واسعة من البلاد خسرها في بداية النزاع المستمر منذ 2011. وجاءت زيارة وفد «مسد» التي بدأت الخميس، إلى دمشق بدعوة من النظام السوري، وفق بيان صدر السبت عن المجلس ونشره على حسابه على «فايسبوك». وأعلن المجلس في بيانه أن هدف اللقاء هو «وضع الأسس التي تمهد لحوارات أوسع وأشمل لحل كافة المشكلات العالقة». وأسفر اجتماع عُقد الخميس، وفق البيان عن «إتخاذ قرارات بتشكيل لجان على مختلف المستويات لتطوير الحوار والمفاوضات، وصولاً إلى وضع نهاية للعنف والحرب التي أنهكت الشعب والمجتمع السوري من جهة، ورسم خريطة طريق تقود إلى سورية ديموقراطية لامركزية». ولم يوضح البيان عدد اللجان أو موعد تشكيلها أو مضمونها، كما لم يحدد مواعيد أي محادثات مقبلة. وضم وفد «مسد» قيادات سياسية وعسكرية برئاسة إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة للمجلس. وأوضح مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، أبرز مكونات «مسد»، سيهانوك ديبو، أن «ما تم الاتفاق عليه هو أن يكون هناك لجان على كافة المستويات، اقتصادية، عسكرية قانونية وسياسية وخدماتية»، مشيراً إلى أن وظيفتها «وضع خريطة طريق لتكون سورية لامركزية»، ما تحقيقه عبر الإدارة الذاتية. وقال «من المبكر جداً الحديث عن اتفاق لكن نناضل من أجل التوصل إليه، والإنطلاقة بدأت على أن تكون سورية لامركزية لكن التفاصيل ستدرسها اللجان» وهي في طور التشكيل، مشيراً إلى أن «عملية التفاوض ستكون طويلة وشاقة، لأن السلطة في دمشق وبنيتها مركبة على أساس شديد المركزية». ولم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي من دمشق. وطوال سنوات النزاع، بقيت المواجهات العسكرية على الأرض بين قوات النظام والمقاتلين الأكراد نادرة. وتصر دمشق على استرداد كافة مناطق البلاد بما فيها مناطق الأكراد، إلا أن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أعرب العام الماضي عن استعداد دمشق للحوار مع الأكراد حول إقامة «إدارة ذاتية». بعد عقود من التهميش، تصاعد نفوذ الأكراد في سورية مع انسحاب قوات النظام تدريجاً من مناطقها في العام 2012، ليعلنوا لاحقاً الإدارة الذاتية ثم النظام الفدرالي قبل نحو عامين في منطقة «روج أفا» (غرب كردستان). وشدد ديبو متحدثاً لوكالة فرانس برس على أنه «يجب التوصل إلى حل عادل للمسألة الكردية، المسألة هي إما نكون أو لا نكون، مسألة الإدارة الذاتية مكتسب تم تحقيقه عبر آلاف الشهداء». وتسيطر «قسد» التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري على نحو ثلاثين في المئة من مساحة البلاد تتركز في الشمال، لتكون بذلك ثاني قوة مسيطرة على الأرض بعد قوات النظام. وكان الرئيس المشترك للمجلس رياض درار قال الجمعة لوكالة فرانس برس «إن ليس لدى المجلس أي شروط مسبقة للتفاوض»، موضحاً أن المباحثات ستركز بالدرجة الأولى على «الجانب الخدمي في مناطق الشمال السوري، على أن تتم مناقشة الوضع السياسي والعسكري تبعاً لمجريات المحادثات». كما قال العضو الكردي في مجلس الشعب السوري»البرلمان» عمر أوسي لفرانس برس عبر الهاتف من دمشق أن المحادثات «هي الأولى العلنية مع حكومة دمشق».

مشاركة :