نورة ناصر المليفي | الديوان الجديد للفنانة التشكيلية والأديبة ثريا البقصمي يحمل عنوان «عباءة عشق على كتف القمر»، وهو من إصدارات دار مسارات للنشر والتوزيع، ويقع في 102 صفحة من الحجم المتوسط. أما وجه الغلاف فهو عبارة عن لوحة تشكيلية للأديبة ذاتها الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي. اللوحة المختارة للغلاف تتفق ومضمون الديوان الذي عبرت من خلاله الأديبة عن حاجة الأنثى للآخر في كل الأعمار، ومن دونه تشعر بالوحدة القاتلة. احتوى الديوان على مقدمة موجزة أوضحت ثريا البقصمي أن الديوان نتاج الاستقرار في مدينة برايتون: «معظم هذه النصوص الشعرية كتبتها في صيف 2016 بمقهى كافيه دي نيرو في مدينة برايتون حيث كانت أدواتي فنجان قهوة ودفتر صغير وقلم». الحب عند الرجل وقد نلمس نظرية ثريا البقصمي في الحب عند الرجل في قصيدة «كلمة»، فهو عندما يقول كلمة أحبك فهو يرددها بعد أن حفظها من دون أن يدرك معناها: هو من حفظ كلمة أحبك بعد أن سرقها من قواميس العشق زينها بالأحاجي المبهمة فغدت باهتة واهية كصورته الغاربة في بحور الذاكرة فالحب عند الرجل قناع، ومن هنا جاءت قصيدتها «أقنعة»: نزع أقنعته الواحد تلو الآخر قناع للضحك وآخر للبكاء وآخر للكراهية وجه معذب بالصقيع بعد ضياع دفء زيف الأقنعة العشق عند ثريا البقصمي العشق عند ثريا البقصمي ما هو إلا لغة تتمثل في العيون والعشق عند الصبايا ينسف الخجل ففي قصيدة فيضان تقول البقصمي: العشق فيضان اجتاح وجنات الصبايا الخجل خدعة قديمة ابتدعتها الجدات أغبى الأمنيات هكذا جاءت قصيدة أغبى الأمنيات، وأوضحت ثريا البقصمي من خلالها أن أغبى الأمنيات أن تبني المرأة أحلامها على رجل فجميعهم من واحد «رجل يرحل لحضن امرأة أخرى» سرقته صدفة: لمن أكتب للرجل الذي رحل للمرأة التي سرقته للذكريات الممزقة للأيام القاتمة لنافذة تحولت لجدار لباب ضاعت مفاتيحه لغربة روح ووحشة قبر يحتضن أغبى الأمنيات ويمر الحزن في حياتنا أحيانا نتجاهل الأسباب ولا نركز عليها كي لا نخسر الآخرين. تقول البقصمي: قلبي قيثارة مقطوعة الأوتار لا تصدر نغما الحزن أغنية معدومة الصوت كلماتها مبهمة كأسباب ولادتها هزيمة: وقد يهزم المرء في الحياة بسبب طيبته ونقائه، تقول ثريا البقصمي: أنا المهزومة خلف بوابات الزمن أسلحتي مطاطية لم تصنع للحرب معاركي الكبيرة خسرتها معاركي الصغيرة تقزمت لبست رداء (دون كيخوت) لأصارع طواحين الهواء لأحكي لأحفادي أساطير وهمية عن معارك الورق ولكن هذه الطيبة لا تعني الضعف فما زالت القوة تنبع من الداخل، تقول البقصمي: أفكاري ماتت واقفة كأشجاري رمادية تظللها سحب عقيمة فضاء وأحيانا تقبل المرأة بالواقع المرير وتقبل السعادة الوهمية أفضل من ألا تأتي هذه السعادة إطلاقا: اقتربي مني أيتها السعادة الوهمية اندسي تحت أعطافي احتويني انزعي عني عباءة أحزاني قبلي كتفي المنهك لتنمو أجنحتي فأحلق من جديد في فضاء كلماتك ويبقى الألم هو الواقع الذي نعيشه: عربة الزمن بعجلاتها الخشبية تمشط طرقات روحي الوعرة يتطاير حصى الألم ليفقأ عين الحقيقة لا شيء يوقفها لامحة تنتظرها هي مجنونة متهورة مسكونة بسرعة شهب منتحرة
مشاركة :