قبرص التركية تتمسك بالوحدة.. وأنقرة: لن نتخلى عنكم

  • 7/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اختار نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي أن تكون أولى محطاته الخارجية، بعد أيام من تعيينه، بموجب النظام الرئاسي الجديد في تركيا، إلى جمهورية شمال قبرص التركية، لمشاركة شعبها احتفالاته بالذكرى الرابعة والأربعين لـ «عملية السلام العسكرية» التي قامت بها القوات التركية عام 1974 لتحرير الجزيرة الصغيرة من انقلاب عسكري قاده نيكوس سامبسون ضد الرئيس القبرصي مكاريوس. وفي أجواء احتفالية امتزج فيها شعور القبارصة الأتراك بالتمسّك بحلم الوحدة «التشاركية»، مع رفض الانصهار في «قبرص اليونانية»؛ كان خطاب فؤاد أقطاي، نائب الرئيس التركي قوياً لا يقبل تفسيران، مردداً تحت تصفيقات وأهازيج القبارصة الأتراك، بأن أنقرة لن تتخلى عن قبرص التركية، ولن تسمح أبداً بإن يُصبح القبارصة الأتراك ضحايا لعدم الحل، أو يكونوا أقلية في دولة قبرص اليونانية. تركيا.. الوطن الأم وصديق وقت الضيق بمشاعر مفعّمة بروح الانتماء للوطن، خرج القبارصة الأتراك يوم الجمعة 20 يوليو الماضي عن بكرة أبيهم إلى شوارع الجزيرة الصغيرة، حاملين بيدٍ الرايات الوطنية لجمهورية شمال قبرص التركية، وبأخرى راية الجمهورية التركية «الوطن الأم»، كما يفخر القبارصة الأتراك بترديده أمام زوارهم، مستذكرين العالم بأن تركيا هي البلد الوحيد الذي يعترف بدولتهم رسمياً و«صديق الضيق» الذي تحرك لحماية سكان الجزيرة الصغيرة قبل 44 عاماً من محاولة انقلابية للقبارصة اليونانيين، أودت بحياة مئات الأشخاص من عائلات تركية تعرّضت لمحاولة تطهير عرقي، كما يقول القبارصة الأتراك. ذاكرة الألم! وبمدينة لفوشكا أو نيقوسيا كما يعرفها العالم، عاصمة جمهورية شمال قبرص التركية؛ شهدت «العرب» الاحتفالات الوطنية السنوية للقبارصة الأتراك، ضمن وفد يضم 18 صحافياً من دول مختلفة، بينها: الكويت، وتونس، وجنوب إفريقيا، وزيمبابوي، وصربيا، وكرواتيا، وبلغاريا، وقيرغيزيا، ودول أخرى. إلى جانب وفود لسياسيين من دولة تشاد ودول أخرى، حضروا احتفالات جمهورية شمال قبرص التركية التي لا تزال تتمسك بحلم تحقيق الوحدة مع قبرص الجنوبية اليونانية، على الرغم من استهلاك 50 عاماً في مفاوضات ماراثونية لم تتوّج بوحدة، كانت تبدو قاب قوسين أو أدنى في نظر القبارصة الأتراك، لولا «أنانية» القبارصة اليونانيين الرافضين تقاسم السلطة مع نظرائهم الأتراك، على قولهم. بدأت الاحتفالات الرسمية عند نصب أتاتورك التذكاري، بحضور رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، مصطفى أقينجي، ونائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، إلى جانب مسؤولين أتراك، وسفير أنقرة لدى نيقوسيا دريا كانباي، وعدد آخر من المسؤولين. وأطلقت المدفعية القبرصية التركية 21 طلقة، إيذاناً بانطلاق الاحتفالات، على إيقاع موسيقى حزينة، ممزوجة بخطاب وطني مدوٍ لجنود من الجيش، يذكّر الحاضرين بمجزرة تاريخية أودت بحياة المئات من مختلف الأعمار بيد قوات تابعة للقبارصة اليونانيين. وانطلقت الهتافات والأهازيج الوطنية، متجاوبة مع عروض عسكرية تحاكي اعتزاز القبارصة الأتراك بإنجازات بلدهم الذي لا يزال يتوق للاعتراف الدولي، دون التخلي عن حلم الوحدة، بمشاركة طائرات (أف - 16) التركية. نائب أردوغان: نقف بجانب القبارصة الأتراك حتى النهاية شدد نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي، على أن أنقرة ستواصل الوقوف إلى جانب القبارصة الأتراك في مفاوضاتهم لإيجاد حل لأزمة الجزيرة المنقسمة. وأوضح في لقائه مع رئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية طوفان أرهورمان، على هامش مشاركته في احتفالات عيد السلام والحرية، أنه يحمل معه سلام وتحيات الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى الشعب القبرصي الشقيق، مؤكداً أن تركيا تقف مع الشعب القبرصي التركي في مختلف الظروف. وستواصل الوقوف إلى النهاية بجانب القبارصة الأتراك في مساعيهم لإيجاد حل لأزمة الجزيرة. وفي خطاب ألقاه في بداية الاحتفالات الرسمية، استهله بتهنئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجمهورية شمال قبرص التركية، قال فؤاد أقطاي: «قد أثبتت تركيا الضامنة، للعالم بأسره، في ذلك اليوم، أنها ستؤيد القبارصة الأتراك تحت أي ظرف من الظروف، بالإضافة إلى ذلك، ساعدت عملية السلام في تعزيز السلام والاستقرار في منطقتنا». وخاطب أقطاي العالم قائلاً: «للأسف، ما زال الجانب القبرصي اليوناني يرى نفسه المالك الوحيد للجزيرة، ولا يريد أن يشارك السلطة السياسية مع الشعب القبرصي التركي. نفس الموقف القبرصي اليوناني قد تسبب مرة أخرى في هذه العملية، التي تهدف إلى إقامة شراكة فيدرالية، للانهيار كما فعلت في الأوقات السابقة». وتابع قائلاً: «إن العقلية القبرصية اليونانية التي تهدف إلى إدماج القبارصة الأتراك في دولتهم المزعومة لم تتغير منذ انهيار مؤتمر قبرص قبل عام واحد. وللأسف لا يتوخى الجانب القبرصي اليوناني شراكة مع القبارصة الأتراك على أساس المساواة السياسية في المستقبل. إن أي جهد للتوصل إلى تسوية سلمية لا يمكن أن ينجح إلا إذا استند إلى الحقائق القائمة في الجزيرة. لا يمكن التوصل إلى أية تسوية إلا من خلال التفاوض والدبلوماسية والتوفيق». وأضاف: «كما أكد السيد الرئيس في 10 يوليو، خلال زيارته للجمهورية التركية لشمال قبرص، أن تركيا لن تسمح أبداً للقبارصة الأتراك بأن يصبحوا ضحايا لعدم الحل. لن تسمح تركيا أبداً للقبارصة الأتراك بأن يكونوا أقلية في الدولة القبرصية اليونانية». الرئيس أقينجي: تحميل الأمم المتحدة المسؤولية نفسها لطرفي الصراع ظلم كبير قال مصطفى أقينجي، رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، في خطاب له أمام المئات من الحاضرين من المواطنين القبارصة الأتراك، وسياسيين من دول عربية وإفريقية، إلى جانب صحافيين من 18 دولة: «إن الحملة العسكرية التي جرت في 20 يوليو منعت ضم الجزيرة إلى اليونان، كما ساهمت في عودة زعماء اليونان الذين انتخبوا من قبل القبارصة الأتراك إلى مناصبهم مجدداً، وسقوط المجلس العسكري في اليونان، وتولي حكومة مدنية إدارة البلاد». وأشار إلى أن «الجانب اليوناني يحاول دائماً كتابة التاريخ المعاصر منذ 20 يوليو، ولكن الحقيقة بدأت قبلها بخمسة أيام في 15 يوليو 1974؛ حيث قام ضباط في المجلس العسكري الفاشي في اليونان بانقلاب عسكري، وإسقاط حكومة مكاريوس، وتنصيب اليوناني الفاشي نيكوس سامبسون بدلاً منه». ونوّه بأن «الأمم المتحدة والأطراف الأخرى رأت كيف أفشل الجانب اليوناني المفاوضات القبرصية الأخيرة التي جرت العام الماضي في سويسرا»، معتبراً أن «تحميل تقرير الأمم المتحدة الطرفين اليوناني والتركي نفس المسؤولية عن فشل المفاوضات ظلم كبير»، مؤكداً دعم بلاده التوصل إلى حل في جزيرة قبرص، وأن هذا لا يرتبط بهم وح 20 يوليو.. ذكرى التحرير 20 يوليو؛ هو ذكرى «عملية السلام» العسكرية التي نفذتها تركيا في قبرص عام 1974، بعد أن شهدت الجزيرة انقلاباً عسكرياً قاده نيكوس سامبسون، على الرئيس القبرصي «مكاريوس» في الـ 15 من الشهر ذاته، بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، وبعد فترة من استهداف المجموعات المسلحة اليونانية سكان الجزيرة من الأتراك، بدءاً من مطلع عام 1963 حتى عام 1974. وانتهت العملية العسكرية في 22 يوليو 1974 بوقف لإطلاق النار. وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في قبرص، في 14 أغسطس، ونجحت العمليتان العسكريتان في تحقيق أهدافهما، حيث أبرمت اتفاقية تبادل للأسرى بين الجانبين في 16 سبتمبر 1974. وتم تأسيس جمهورية قبرص التركية في الشطر الشمالي من الجزيرة، ذي الغالبية التركية، في 13 فبراير 1975.;

مشاركة :