واصلت قوافل الحجيح تدفقها على المدينة المنورة في جو روحاني ملؤه السكينة والخشوع، فرحين بما وفقهم الله له من زيارة للأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، محاطين بإمكانات خدمية وقوى بشرية وآلية كبيرة، هيأتها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، حيث شهد المسجد النبوي، والطرقات المؤدية له تحرك جحافل ضيوف الرحمن الذين امتلأ بهم الحرم الشريف وأروقته وساحاته مبتهلين إلى الله سبحانه أن يقبل وفادتهم، وييسر حجهم، ويحفظ البلاد المقدسة بقيادتها وشعبها لما وفروه من خدمات وما هيؤوه من استعدادات. لقد شغف المسجد النبوي الأرواح فكان المقصد الأول للحجيج يؤدون الفرائض والنوافل، ويتضرعون في الروضة الشريفة، ويقفون بالمواجهة الطاهرة، أكفا ضارعة إلى الرب جل جلاله، تالية لآيات كتابه الكريم، ذاكرة ولاهجة، حلما قديما أسفرت الأيام عنه، وأذن الله بتحقيقه، في كل موقع بمدينة النور، مساجد ومواقع ومآثر تروي حبا خالدا لكل ناسك وزائر، ومع انطلاقة الموسم الأول شهدت تلك البقاع توافد الحجاج مستعيدين الذكريات العطرة، والصور النقية للسيرة النبويّة. ومن أشهر المساجد التي تلازم الأفئدة أول مسجد أسس على التقوى «مسجد قباء»، وكذلك: مسجد الجمعة، الفتح، القبلتين، الغمامة، مسجد الإجابة، وأبو بكر الصديق رضي الله عنه، وغيرها من المساجد التاريخية التي يطول حصرها، أما المزارات الأخرى فتتقدمها مواقع المعارك الشهيرة في الإسلام كموقع معركة أحد والخندق وغيرهما، ويمثل البقيع المدفن الأول لأهالي طيبة الطيبة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أقرب الأماكن التاريخية للحرم الشريف، إذ يقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وتبلغ مساحته أكثر من 180 ألف م2، ضاما بين جنبيه رفات آلاف من آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ومن المعالم الجغرافية المشهورة والمذكورة في السير والمصادر: جبل أحد، عير، الجماوات، والأحمية كحمى النقيع والربذة، والأودية كالعقيق وبطحان ورانوناء ووادي القرى وغيرها. حاج يلقي الحب لحمام المدينة فرحة مسنة بالوصول إلى المدينة المنورة ضيوف الرحمن ملبين في ميقات ذي الحليفة زوار في مسجد قباء زوار يستنطقون التاريخ في معلم أحد حيث دارت رحى المعركة الخالدة
مشاركة :