شيماء عويضة تكتب: أين خصوصيتى؟!

  • 7/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت حياة البنت مثل البضائع المعروضة في المحلات، لا تمتلك أي نوع من أنواع الخصوصية، كل من يمر يطلع عليها ويتحدث عنها ويعاينها، ثم يعطي تقريرا كاملا ولا يقدرها إلا بالقليل، على سبيل المثال، اذا تحدثت مع أحد زملائها بالعمل أو الجامعة، لابد من اتهامها بوجود علاقة غير شريفة بينهما، اما إذا جلست على فيس بوك او أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) لساعات طويلة فلابد ان تكون تتحدث مع شاب، ولا يدركون أنه من الممكن انها تقوم بعمل شيء ما في غاية الأهمية. وإذا اضطرت الخروج لقضاء شيء ما وعادت الى البيت في وقت متأخرا فلابد أيضا انها كانت بالخارج في مكان سيء السمعة أو لمقابلة شاب، ويقومون بإلقاء التهم عليها فمنهم من يقول إن الأهل لن يجتهدوا في تربيتها او انها فتاة مهملة ومستهترة ولم لا تجلس في البيت ويأتي من يصرف عليها.أما اذا أنهت دراستها سواء كانت جامعية او تعليم فني، تبدأ التساؤلات.. لماذا لم تتزوج حتى الآن؟ بالتأكيد انها تعاني من عيب ما أو من الممكن لانها ليست جميلة أو ليست غنية أو تعليمها محدود أو لأن أخلاقها ليست صالحة.تتحدث الناس عن غيرها "بدون حياء" بدون خوف من الله سبحانه وتعالى "بدون أي دليل أو مبرر" تخترع العلل والبراهين للحصول على كذبة لم يكن لها اي أساس من الصحة، كذبة صنعها خيالهم وصدقها عقلهم بكل طيب نفس وراحة ضمير وكل هذا من اجل النميمة والتسلية فقط.اقتحام خصوصية الغير إن دل على شيء فانما يدل على تدني الأخلاق ومستوى الوعي لدى بعض الناس، فالتدخل فيما لايعنينا عادة سيئة يجب التخلص منها بكل الطرق المتاحة فيعد مرضا نفسيا مزمنا.تقول إحدى الصديقات "انها كانت تعاني من مشكلة ما في حياتها فظلت في حالة اكتئاب شديدة لمدة شهر كامل في تلك الفترة انقطعت أخبارها تماما حتى عن أقرب الناس إليها، وأصبحت لا تتحدث معهم بالمرة، حتى علمت اقرب صديقة لها بهذا الأمر المزعج وبدلا من أن تقف بجانبها ظلت تبحث عن سبب حدوث ذلك ومن اي شيء تعاني بالتحديد، حتى أدركت أنها تعرضت لمشاكل أسرية ما، ولكن هي أخذت هذه الأخبار وظلت تألف الحكايات وتقول للناس إنها عانت من هذا المرض النفسي بسبب ترك خطيبها، الذي تركها لأنها ليست جميلة ولا تصلح للزواج، وأكدت الفتاة انها بذلك تسببت لها ولأسرتها إحراج شديد بين الناس.يجب أن تسأل نفسك عدة أسئلة وتقوم بالإجابة عليها...ماذا تفعل لو كنت موضع من تتحدث عنه ؟ما الاضرار التي تتسبب فيها اذا قمت بذلك؟ما عقوبة الله سبحانه وتعالى على ذلك؟اذا قمت بالإجابة على هذه الأسئلة.. لم ولن تقم بهذه الفعلة الشنيعة التي يعاقب عليها الله سبحانه وتعالى والقانون أيضا.يجب أن تضع أيضا في عين الاعتبار انك عندما تتحدث عن غيرك فانك لا توذيه هو فقط بل تؤذي كل من حوله حتي نفسك واولادك لان الله لا يترك حقا ضائعا إلا ورده لصاحبه.

مشاركة :