خبير عسكري للغد: المنطقة «لا تتحمل» فكرة «ناتو عربي»

  • 7/31/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشف خبير عسكري للغد، أن مساعي واشنطن لتشكيل نسخة عربية من حلف شمال الأطلسي يضم دُول الخليج ومصر والأردن للتصدي لتهديدات ونفوذ طهران، تواجه تحفظات عربية حتى الآن، وجاءت التصريحات الرسمية العربية بشأن فكرة «ناتو عربي» غامضة، وأقرب إلى «التحفظ»، ولكن من المؤكد أن الدول العربية المعنية بالفكرة، وحددتها بالاسم  مصادر البيت الأبيض، تدرس ملابسات وتداعيات هذه الفكرة، وأبعادها السياسية والعسكرية ـ بحسب تحليل الخبير العسكري اللواء محمود عبد اللطيف ـ مؤكدا للغد، أن «المناخ العام المضطرب في المنطقة» لا يتحمل المساعي الأمريكية لتشكيل ما يشبه تحالفا عسكريا موجها لأعداء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وبـ «إسناد عربي»، كما أن الدول العربية لا تريد ولا تسعى بالطبع لأن تكون «جغرافية مواجهة» في ظل التوترات الراهنة.      وأوضح الخبير العسكري، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تسعى منذ بدايات ولاية ترامب للتخفف من أعباء المواجهات الخارجية، وصرحت مرارا بأن الولايات المتحدة لن تتحمل تكلفة حماية الحلفاء والأصدقاء، وعليهم «تحمّل نفقات تمويل الحماية الأمريكية»، ولذلك  يسعى البيت الأبيض لتعزيز التعاون مع البلدان العربية ( 6 + 2 ) بخصوص الدفاع الصاروخي، والتدريب العسكري، ومكافحة الإرهاب، وقضايا أخرى مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية، وفي إطار تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض، بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو «ناتو عربي»، مؤكدين في نفس الوقت، أن إدارة ترامب تأمل في أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتا اسم «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي» خلال قمة تقرر مبدئيا أن تعقد في واشنطن  يومي 12 و13 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.     وقال الخبير العسكري للغد : إن  أهداف الولايات المتحدة وراء طرح فكرة «ناتو عربي»، كشف عنها صراحة وبوضوح، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: بأن «تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي سيشكل حصنا في مواجهة العدوان والإرهاب والتطرف الإيراني، وسوف يرسي السلام بالشرق الأوسط»، وموضحا أنه لا يزال غير مؤكد ما إذا كانت هذه الخطة الأمنية ستكتمل بحلول منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل  أم لا.       ويرى الخبير العسكري، اللواء عبد اللطيف، أن الدول العربية لن تتخذ قرارا بشأن «الناتو العربي» قبل الدراسة المعمقة للفكرة وأهدافها والتحركات على الصعيد الجيو سياسي، والتمويل، والقواعد، وأيضا دراسة النتائج والتداعيات السياسية للفكرة، وكذلك الأزمات والقضايا الساخنة في المنطقة العربية، إلى جانب الأخذ في الاعتبار العلاقات مع دول الجوار الإقليمي، وغيرها من نقاط تخضع للدراسات على المستويين العسكري والسياسي.. مستبعدا  تشكيل تحالف الناتو العربي، ومشيرا إلى اخفاق واجهاض مبادرات مشابهة من جانب حكومات أمريكية، في الماضي.     وتابع للغد، إن مصر سبق أن طرحت مشروع تشكيل قوات عربية مشتركة، لحل الأزمات والدفاع عن سيادة الدول العربية، وعقدت اجتماعات رؤوساء أركان الجيوش العربية بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، ثم «نامت» الفكرة لأسباب غير معلنة، رغم أن هذا المشروع يحمل هوية عربية، وبعيدا عن ملابسات الصراع بين السنة والشيعة، ويحقق للدول العربية قوة ردع عربية.     وفي نفس السياق،  استعرض الباحث في إدارة الأزمات والأمن الاقليمي، الدكتور أحمد أبوزيد، التجارب السابقة لتشكيل مظلة أمنية إقليمية جديدة أو تحالف عسكري لمجابهة التهديدات الأمنية والإرهاب والتهديدات الإقليمية، مؤكدا أن أكثر هذه الدعوات جدية كانت دعوة مصر التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام الزعماء العرب خلال القمة العربية في شرم الشيخ، في شهر مارس/ آذار 2015، والتي عُقدت بالفعل عدة اجتماعات عسكرية ودبلوماسية رفيعة المستوى لتنفيذها واقرار بروتوكول تشكيلها ولكنها جمدت لمزيد من التشاور وحتى الآن لازالت حبيسة الأدراج.     وقال «أبو زيد»، إن الدعوة الأمريكية لتشكيل ما يسمى «ناتو عربي»، دعوة ليست جديدة ولكنها لا تزال غامضة وغير واضحة ومحاطة بكثير من المحاذير، وذلك بعد أن كشفت «رويترز» نقلا عن مسؤولين أمريكيين وعرب، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمضي قدما في مساع لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج العربية ومصر والأردن بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة.  وأضاف: إن مدى نجاح هذا التحالف في مواجهة ايران سيعتمد على مدى وحدة رؤية وإدراك تلك الدول للتهديد الايراني، خاصة أن دول الخليج ومصر والأردن ليست على درجة واحدة من الخصومة والعداء مع إيران، كما أن الكويت لديها علاقات متوازنة مع إيران وأكيد قطر وهي دولة في مجلس التعاون الخليجي خارج المنظومة حاليا ما يعني ضرورة حل الازمة لضمان وقوفها مع الاصطفاف الجديد.. ويرى الباحث في إدارة الأزمات والأمن الاقليمي، أن مثل هذا النوع من الدعوات الأمريكية يعد شكلا من أشكال تحميل العبء لطرف آخر، ووضعه على عاتق دول المنطقة، وفي نفس الوقت لا يراعي وجود لاعب رئيس جديد في المنطقة وهو روسيا وهي بالتأكيد ليست ضد ايران.

مشاركة :