صديقك من صَدَقَك ﻻ‌ من صادَقك

  • 7/31/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تعلمنا من تجارب الحياة الشيء الكثير ومن أهمها صداقة الأصدقاء البعض طبعاً وليس الكل لأنه لا يجوز التعميم وخاصة في العلاقات بين الأصدقاء فمنهم من تسعد وتسر لصداقته وتعتبره مثل الأخ لك الذي لم تلده أمك وهذا أعز الأصدقاء وأصدقهم وأوفاهم وأقربهم إلي قلبك . ومنهم الصديق المؤقت صديق المصلحة والصديق الذي لا تعرف مصداقيته ولا تعرف إن كان صادقاً معك وصديق لك ولذلك يجب عليك الحذر من صداقته . وتعلمنا من تجارب الحياة أننا عضينا أصابع الندم بالصداقة التي تضايقت بصداقته سنوات وسنوات أو الصداقة المؤقتة التي تندم علي معرفتك به كصديق لتكتشف أنه لا يستحق أن يكون صديقاً لك لأنه صديق المصلحة ولا فرق بينه وبين الصديق الذي لا تعرفه جيداً إلا عندما تسافر معه وفي حينها تكتشف أنه صديق الأنانية وحب الذات الذي يعكر متعة السفر وتنتظر اليوم الذي ترجع فيه إلي بلدك . وتعلمنا من تجارب الحياة أن نكون حذرين في اختيار الأصدقاء وأن نبتعد عن مجاملتهم في صداقتنا معهم وخاصة المجاملة الخجولة إذا كنت تتسامح وتتعاطف مع الصديق الذي تعرفت عليه وخاصة الأصدقاء الذين تلتقي معهم في البلدان التي تسافر إليها والذين إذا كنت طيباً يستغلون طيبتك ومجاملتك الخجولة ليستفيد من صداقتك في مصلحته ويتركك دون أي سبب ويبتعد عنك وإذا عنده تليفون نقال تعرف رقمه يظل دائماً صامتاً حتى لا يرد عليك إذا اتصلت معه وعرف أنه رقمك إلى جانب تجاهل رسائل الواتساب التي ترسلها إليه لا يعيرها أي اهتمام .آخر الكلام : كلكم مررتم بتجاربكم في الحياة عند الأصدقاء الذين صادقتموهم وندمتم بل تمنيتم لو أنكم لم تصادقونهم . إن أخطر الأصدقاء أصدقاء النميمة والحش والقيل والقال عنك بكلام ما أنزل الله به من سلطان والتلذذ عندما ينتقدك بالسوء التي تصلك وتسمعها من الآخرين الذين يقولون لك إن صديقك فلان الفلاني يتكلم عنك بكلام لا نصدقه نحن عنك لأننا نعرفك معرفة جيدة لا يصح أن يقال عنك مثل هذا الكلام . ومثل هؤلاء ابتلي المجتمع بهم لأنهم لا يقدرون الصداقة الحقة المبنية علي الصدق بالقول عنك وأنت تعرفهم جيداً ولا تقدر إلا أن تقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وتطلب الهداية لهم . وعندما تلتقي بهم يأخذونك بالأحضان والتقبيل الذي يحمل بين طياته النفاق المؤقت ينتهي بعد مغادرتكم بعد انتهاء اللقاء بينكما وهذه الصداقة هي صداقة الصداقة وليست صداقة الصدق معك . يبقي أن نقول أن هناك أصدقاء نعتز ونفخر بهم وبصداقتهم ومثل ما يقول المثل الدارج (تحطهم علي الجرح يبرى) وهؤلاء الأصدقاء هم الأصدقاء الحقيقيين وهم نادرين في هذا الزمن الرمادي وإن كانت لا تزال الدنيا فيها خير بمعرفتك لهم وبصداقتهم الحقة والتي كنت تتمني لو كنت تعرفهم منذ زمان طويل لتسعد بصداقتك معهم . يبقي القول خليكم حذرين في صداقتكم ولا تصدقوا الكلام المعسول الذي تسمعونه من الذين يتقربون منكم ليكونوا أصدقاء مؤقتين لكم لأنكم كما قلنا ونكرر ستندمون علي معرفتهم وصداقتهم . وسلامتكم . بدر عبد الله المديرسal-modaires@hotmail.com

مشاركة :