واشنطن، طهران (الاتحاد، وكالات) أكد البيت الأبيض أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده للقاء نظيره الإيراني حسن روحاني لن يغير عزم الإدارة الأميركية على تصعيد العقوبات، وحدة الخطاب تجاه إيران لتحقيق هدف معلن هو السعي لإحداث تغييرات في سلوك الحكومة الإيرانية، وقال في بيان: «إنه حتى على الرغم من أن الرئيس منفتح على الحوار والمفاوضات، فإن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات أو ستستعيد العلاقات الدبلوماسية والتجارية». وكان ترامب قد قال مساء أمس الأول: «إنه مستعد للاجتماع مع روحاني بدون شروط مسبقة»، وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي: «سأجتمع بالتأكيد مع المسؤولين في إيران إذا أرادوا الاجتماع.. لا أعلم إن كانوا مستعدين بعد.. أنهيت الاتفاق النووي مع إيران. كان اتفاقاً سخيفاً. أعتقد أنهم سيرغبون في الاجتماع على الأرجح في نهاية المطاف، وأنا مستعد للقاء في أي وقت يرغبون فيه». وتابع قائلاً: «إذا استطعنا عمل شيء بناء وليس ورقة نفايات مثل الاتفاق الآخر فإنني بالتأكيد مستعد للاجتماع»، معتبراً أن ذلك سيكون جيداً للولايات المتحدة وإيران والعالم. وأوضح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جاريت ماركيز أن أي تخفيف للعقوبات لن يكون ممكناً إلا إذا كانت هناك تغيرات ملموسة وواضحة ومستدامة في سياسات طهران، وقال: «إن الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات لإلغاء العقوبات وإعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية بالكامل، والسماح لإيران بتطوير التكنولوجيا، ودعم إعادة دمج الاقتصاد الإيراني في النظام الاقتصادي الدولي، لكن هذه المرونة ممكنة فقط في حال كانت هناك تغييرات ملموسة ومثبتة ودائمة. وحتى ذلك الحين، ستزداد العقوبات ثِقلاً إذا لم يغير النظام الإيراني مساره». من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو: «إن لقاء القمة بين ترامب وروحاني قد يحصل في حال أظهر الإيرانيون أنهم مستعدون لإجراء تغييرات جوهرية في طريقة معاملة شعبهم، والحد من سلوكهم الخبيث في الشرق الأوسط، وإظهار انفتاحهم على اتفاق نووي يمنع حقاً الانتشار النووي». وأضاف لمحطة «سي.أن.بي.سي» التلفزيونية: «يريد الرئيس الاجتماع مع أشخاص لحل المشاكل». ورأى أنه من المفيد أن العملة الإيرانية تنخفض بقوة وقال: «إننا لا نبحث عن الانهيار أو ما شابه ذلك إلا أن ما نطلبه هو تغيير في تصرفات النظام الإيراني بالمنطقة، فمن غير المقبول قصف الرياض بالصواريخ، كما لا يجوز تسليح الناس في العراق وسوريا وحزب الله اللبناني ولا يمكن قتال الميليشيات العراقية»، وأضاف: «هذا السلوك غير مقبول من إيران، وهذه هي التغييرات التي نسعى إليها، ونحن نأمل أن ينظر النظام الإيراني إلى هذه الأمور بالطريقة نفسها، وأن يغير سلوكه». في المقابل، قال حميد أبو طالبي، مستشار الرئيس الإيراني: «إن عقد أي لقاء مع ترامب رهن بعودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، والتوقف عن لغتها العدائية تجاه طهران». فيما قال روحاني: «إن طهران لا تسعى لإحداث توترات في المنطقة أو عرقلة تدفق النفط الخليجي، لكنها لن تتخلى عن حقها في تصدير النفط». وقال قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال حسين خانزادي: «إن بقاء مضيق هرمز مفتوحاً مرهون بتأمين المصالح الإيرانية، ووفاء المجتمع الدولي بتعهداته حيال إيران». ووسط استمرار الإضراب العام للبازار وإغلاق أسواق رئيسة في طهران ومختلف المحافظات الإيرانية، انطلقت تظاهرات أمس في أصفهان، احتجاجاً على تدهور الأوضاع الاقتصادية، وانهيار الريال، بمشاركة أصحاب محلات البازار وسائقي الشاحنات وسيارات النقل وجموع من المدنيين، وفق ما أفاد ناشطون تداولوا صوراً بهذا الشأن على «تويتر» لاسيما احتجاجات منطقتي شابور وأمير كبير في أصفهان، والتي رددت هتافات «الموت للديکتاتور». فيما استمرت حالة الشلل بالأسواق المركزية في مدن وتبریز والري ومشهد وتربت حيدرية وقزوين وزرين شهر لاسيما بعد تراجع سعر الريال إلى 130 ألفاً مقابل الدولار، أي بخسارة 20% من قيمته في غضون يومين.
مشاركة :