أعلن «الاتحاد العام التونسي للشغل» أمس إلغاء إضراباً لعمال وموظفي ديوان الطيران المدني والمطارات كان مقرراً اليوم وغداً، بعدما توصل إلى اتفاق مع الحكومة لتفادي تعطيل حركة السياحة التي تشهد انتعاشاً. وأكد الاتحاد، أكبر النقابات العمالية في تونس، في بيان أن «حرصاً على إنجاح الموسم السياحي وموسم الحج وتغليباً لمصلحة البلاد ونتيجة تلبية الطرف الوزاري لأغلب مطالب قطاع الطيران المدني والمطارات، توصلنا إلى اتفاق مهم إثر جلسة برئاسة الحكومة بحضور الكاتب العام للنقل والنقابات الأساس للطيران المدني والمطارات بالجهات والكاتب العام للحكومة ووزير النقل». وكان مسؤول نقابي أكد في وقت سابق أن موظفي ديوان الطيران المدني والمطارات التونسي يعتزمون الإضراب عن العمل «احتجاجاً على عدم احترام السلطات لالتزاماتها بعد الاتفاقات السابقة». وتباشر تونس برنامج تقشف مُتفقاً عليه مع مانحين أجانب مثل صندوق النقد الدولي، في حين يرفض المسؤولون الحكوميون مطالب الاتحاد لزيادة الأجور وسط مطالبات صندوق النقد بخفض أعداد العاملين في الجهاز الإداري المتضخم للدولة. وتحظى تونس بإشادة باعتبارها النجاح الديموقراطي الوحيد بين الدول التي شهدت انتفاضات «الربيع العربي» عام 2011، لكن الحكومات المتعاقبة منذ ذلك الحين فشلت في تقليص عجز الموازنة وخلق نمو اقتصادي. ووافق صندوق النقد عام 2016 على منح تونس قرضاً بنحو 2.8 بليون دولار. ومن شأن إضراب في المطارات أن يُلحق الضرر بقطاع السياحة التونسي، الذي يتعافى منذ شنّ مسلحون هجمات عام 2015 تسببت في مقتل عشرات الأجانب. وزار نحو 3.23 مليون سائح تونس بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو) الماضيين، بزيادة 26 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، بحسب أرقام رسمية، بينما زادت إيرادات السياحة 40 في المئة إلى 522 مليون دولار.