كشف محلل سياسي أن تشكيل الناتو العربي لن يقود فقط للتصدي لأنشطة إيران في المنطقة ووقف دعمها للإرهاب، بل سيعمل على تغيير ميزان القوة في المنطقة ويجعل الدول العربية تفرض واقعا جديدا عبر القوة العسكرية لتفرض شروطها في أي اتفاق قد تقدم عليه الإدارة الأميركية مع إيران وليس كما حدث إبان عهد أوباما. وأكد خالد الزعتر، المحلل السياسي لــ "الرياض"، أن المشروعات الإيرانية التوسعية والفوضوية المستهدف الأول منها هي الدول العربية، ولذلك فإن الدول العربية هي المعني الأول بمواجهة المشروعات الإيرانية ومن هنا يبرز جوهر الفكرة التي تتحدث عن تشكيل تحالف الناتو العربي، بخاصة بعد أن أثبتت التحالفات العسكرية العربية قدرة على مواجهة الأطماع الإيرانية، في الوقت الذي يمكن النظر للحالة اليمنية بأنها تشكل النواة الأولى والتي نجحت التحالفات العسكرية في نقل العمل العربي المشترك إلى سياق أكبر من خطاب التنديد والاستنكار إلى العمل على الأرض. وأوضح أن تشكيل الناتو العربي هو البداية الفعلية نحو تطوير العمل العربي المشترك الذي ظل محصورا داخل إطار الخطابات ومتابعة الملفات العربية من دون وجود إدارة فعلية لها، ولذلك فإن العمل العسكري سوف يساهم في إنعاش الجامعة العربية لتصبح إدارة فاعلة في العمل العربي المشترك، بدلا من حالة الخمول السياسي والتعطيل العسكري لدورها، وهو ما جعلها تتخلى عن مهامها الرئيسة في إدارة الملفات العربية، لتصبح في موقف المتفرج بعد تسليم الملفات العربية إلى المنظمات الدولية التي ساهمت في استمرارية الفوضى وتقاعسها في حماية الشرعية العربية كما يحدث في اليمن. أما عن مشاركة المملكة في تشكيل الناتو فقال الزعتر إن المملكة هي أول من حرك المياه الراكدة في العمل العربي المشترك عبر قيادة التحالف العربي في اليمن لدعم الشرعية، هذا التحالف الذي أثبت نجاح التحالفات العربية في مواجهة المشروعات الفوضوية الإيرانية، والذي أصبح ينظر له بأنه أصبح النواة الرئيسة للتحالفات العسكرية العربية، ولذلك لا أستبعد المشاركة السعودية في الناتو العربي وذلك يعود لأمرين: الأول هو أن هذه الفكرة تتطابق مع الإصرار السعودي على تطوير العمل العربي المشترك والارتقاء به لمواجهة التحديات التي تعيشها المنطقة، أما الأمر الآخر وهو يعود لما تملكه الرياض من خبرات في إدارة التحالفات العربية العسكرية بسبب قيادتها للتحالف العربي في اليمن والذي يعمل على ثلاثة محاور سياسية وإنسانية وعسكرية.
مشاركة :