قال الكاتب أليستر سلون إن الحصار المفروض على قطر لا يزال تترتب عليه عواقب غريبة خارج منطقة الخليج؛ مشيراً إلى أن الصومال يتعرض بشكل متزايد للخطر والانقسام بسبب قرارات الرياض وأبوظبي المتهورة. وأضاف الكاتب في مقال بموقع «ميدل إيست مونيتور»، إن الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد - المعروف أكثر باسم فارماجو - حاول اتباع مسار محايد بين المعسكرين، لكن خلال العام الماضي بدأت الشقوق تظهر داخلياً، وتسببت الانقسامات - المفروضة على الصومال بسبب أعمال الرياض وأبو ظبي - في تعريض الدستور الصومالي للخطر، في بلد لا يزال إلى حد كبير في مرحلة بناء الدولة لإعادة التنمية في مرحلة ما بعد الصراع.وأوضح أن المخاوف الإماراتية الأصلية من أن فارماجو فضل قطر سراً تبدو صحيحة، فقد جعل البلاد أقرب إلى الدوحة وأنقرة على عدة جبهات، وفي الوقت نفسه، فإن العديد من تدخلاته منذ ذلك الحين، بما في ذلك الاستيلاء على الأموال وشن الغارات على مساكن المسؤولين، كانت مبررة بفكرة أن الإمارات ترسل أموالاً إلى منافسيه المحليين. وأشار الكاتب إلى أن الجهود التي بذلتها شركة «موانئ دبي العالمية» لبناء ميناء في بربرة، في الدويلة المنفصلة لأرض الصومال، أدت إلى المزيد من التوترات الداخلية، واقتربت السياسة الصومالية من العنف في الأشهر الأخيرة. ورأى الكاتب أن ما تفعله الرياض وأبوظبي في الصومال يوضح تماماً كيف أن نظرتهما التي تم تعريفها بشكل أساسي من خلال كونها معادية لإيران فوق كل شيء آخر- يمكن فرضها على رأس الخصومات المحلية، مشيراً إلى أن هذه النظرة العالمية المعادية للشيعة تسببت في أزمة الخليج، لكن قطر غنية ولديها علاقات على الساحة الدولية تمكنها من مواجهة الحصار في الوقت الحالي. وتابع بالقول: أما الصومال فليس لديه ذلك؛ فالبلد فقير نسبياً، وحكومته ضعيفة وله تاريخ طويل من العنف. وقد أجبر على الاختيار بين معسكرين في الخارج، لذا يعاني انقساماً لا داعي منه. ورأى الكاتب أن وجود معسكرين للصوماليين للاختيار من بينهما ترجع بشكل واضح لقرارات الرياض وأبو ظبي المتهورة، وأن ما بدأ بحصار على الدوحة قد لا ينتهي عند هذا الحد. إن مستقبل الصومال يتوقف إلى حد كبير على إمكانية وقف مشاحنات دول مجلس التعاون الخليجي.;
مشاركة :