إجادة الضرب - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 12/20/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الآلة الكاتبة ذات الشريط ، الذي نصفه أحمر والنصف الثاني أسود ، عماد كل دائرة حكومية . وإلى جانب الآلة يوجد دائما مزيل الحبر ، وهو من ماركات مختلفة لغزارة الطلب عليه . ! . ويستعمل لتصحيح الخطأ . ولأن عطل الآلة يحول دون اتمام العمل اليومي فقد أكثرت الدوائر من توظيف كتّاب الآلة ، ودخل المسمى ضمن جداول الخدمة المدنية . ومهارة الطابع وسرعته هما سلاحه الحقيقي في المنافسة للفوز بترقية أو انتداب صحبة الوزير أو الوكيل . قد يأتي ضمن فوائد دخول الإنترنت إلى منازلنا في السنوات الأخيرة اضطرار الجيل الجديد من الشباب والشابات على تعلم "الضرب" على الآلة الكاتبة. ولا يستطيع المرء التعامل مع هذا المستحدث دون معرفة الكتابة على الآلة. بما يدخل ضمن ذلك من النقط والأحرف الكبيرة والأحرف الصغيرة والفوارز والشولة وعلامات الوقف الصغرى والكبرى والتنضيد وادخال نص جديد ضمن الموضوع. وكان ضمن متطلبات الحصول على وظيفة "كاتب آلة" إجادة الضرب..! على الآلة الكاتبة، وقليل من السعوديين يقبل على وظيفة مسماها الوظيفي مغلق.. مثل كاتب آلة. أعرف اثنين من كبار موظفي الدولة بدآ حياتهما العملية ككاتبي آلة.. وانتهى بهما المطاف إلى وكيلَي وزارة، وهذا لاشك مكتسب اجتماعي وعملي. لكن بعد صدور نظام الموظفين العام صار من الصعب على كاتب الآلة التدرّج. أولاً لأن النظام قال هذا وثانياً أن رئيس الدائرة لم يكن ليستغني عن كاتب آلة ليرفّعه إلى "مدير مساعد". وكان كاتب الآلة يصطدم بمعوقات كثيرة منها انتهاء الشريط "البكرة" أو عدم تأمين حبر تصحيح كافٍ لعمل التصحيح اللازم بين سطر وآخر. العقدة - فيما أراه - ظلّت معنا. ولازالت معظم المؤسسات والدوائر تضع شرط "معالجة المعلومات" على الكمبيوتر، ضمن الإعلان عن وظيفة. حلّت "المعالجة" محل "الضرب".! لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net

مشاركة :