في ذكرى وفاته.. مقتطفات من أشعار عبدالوهاب البياتي

  • 8/3/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أسهم الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي، والذي تحلّ ذكرى وفاته في مثل هذا اليوم من عام 1999م، في نهضة الشعر العربي وتأسيس مدرسة الشعر العربي الجديد بالعراق. وامتزج شعره بالتراث والرموز الصوفية والأسطورية التى شكلت إحدى ملامح حضوره الشعري وحداثته.وفي ذكرى وفاته تنشر "البوابة نيوز" مقتطفات من أشعاره، ومنها: قصيدة "مذكرات رجل مجهول"، ومن كلماتها:أنا عامل أدعى سعيدمن الجنوبأبواي ماتا في طريقهما إلى قبر الحسينوكان عمري آنذاكسنتين ما أقسى الحياةوأبشع الليل الطويلوالموت في الريف العراقي الحزينوكان جدي لا يزالكالكوكب الخاوي على قيد الحياةأعرفت معنى أن تكون؟متسولا عريان في أرجاء عالمنا الكبير!وذقت طعم اليتم مثلي وضياع؟أعرف معنى أن تكون؟لصا تطارده الظلاموالخوف عبر مقابر الريف الحزين!إني لأخجل أن أعري هكذا بؤسي أمام الآخرينوأن أرى متسولًا عريان في أرجاء عالمنا الكبيروأن أمرغ ذكرياتي في الترابفنحن يا مولاي قوم طيبونبسطاء يمنعنا الحياء من الوقوفأبدًا على أبواب قصرك جائعينومات جدي كالغراب مع الخريفكالجرذ كالصرصور مات مع الخريففدفنته في ظل نخلتنا وباركت الحياةفنحن يا مولاي نحن الكادحينننسى كما تنسى بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير.ومن قصيدة "مسافر بلا حقائب" يقول فيها:من لا مكانلا وجه لا تاريخ لي من لا مكانتحت السماء وفي عويل الريح أسمعها تناديني:تعال"!لا وجه لا تاريخ.. أسمعها تناديني "تعال"!عبر التلالمستنقع التاريخ يعبره رجالعدد الرمالوالأرض ما زالت، وما زال الرجاليلهو بهم عبث الظلالمستنقع التاريخ والأرض الحزينة والرجالعبر التلالولعل قد مرت علي.. على آلاف الليالوأنا- سدى- في الريح أسمعها تناديني "تعال"عبر التلالوأنا وآلاف السنينمتثائب، ضجر، حزينمن لا مكانتحت السماءفي داخلي نفسي تموت بلا رجاءوأنا آلاف السنينمتثائب ضجر حزينسأكون! لا جدوى سأبقى دائمًا من لا مكانلا وجه لا تاريخ لي من لا مكانالضوء يصدمني وضوضاء المدينة من بعيدنَفسُ الحياة يعيد رصف طريقها سأم جديدأقوى من الموت العنيدسأم جديدوأسير لا ألوي على شيء وآلاف السنينلا شيء ينتظر المسافر غير حاضره الحزينوحل وطينوعيون آلاف الجنادب والسنينوتلوح أسوار المدينة أي نفع أرتجيه؟من عالم ما زال والأمس الكريهيحيا وليس يقول: "إيه"يحيا على جِيف معطرة الجباهنفس الحياة يعيد رصف طريقها سأم جديدأقوى من الموت العنيدتحت السماءبلا رجاءفي داخلي نفسي تموتكالعنكبوتنفسي تموتوعلى الجدارضوء النهاريمتص أعوامي ويبصقها دمًا ضوء النهارأبدًا لأجلي لم يكن هذا النهارالباب أغلق الهم يكن هذا النهارأبدًا لأجلي لم يكن هذا النهارسأكون! لا جدوى سأبقى دائمًا من لا مكانلا وجه لا تاريخ لي من لا مكانومن قصيدة "صلوات" التي يقول فيها:داروا مع الشمس فانهارت عزائمهم وعاد أولهم ينعى على الثانيوسارق النار لم يبرح كعادته يسابق الريح من حان إلى حانولم تزل لعنة الآباء تتبعه وتحجب الأرض عن مصباحه القانيولم تزل في السجون السود رائحة وفي الملاجئ من تاريخه العانيمشاعل كلما الطافوت أطفأها عادت تضيء على أشلاء إنسانعصر البطولات قد ولّى وها أنذا أعود من عالم الموتى بخذلانوحدي احترقت! أنا وحدي! وكم عبرت بي الشموس ولم تحفل بأحزانيإني غفرت لهم إني رثيت لهم! إني تركت لهم يا رب أكفاني!فلتلعب الصدفة العيماء لعبتها فقد بصقت على قيدي وسجانيوما عليّ إذا عادوا بخيبتهم وعاد أولهم ينعى على الثاني.

مشاركة :