نزع الفكر المتطرف من المناهج حصانة للمجتمع

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تنقية الكتب أو المطويات وبعض الكتب التعليمية وما هو في حكمها، التي تكرس الفكر الإرهابي أو المتطرف أو المذاهب الشاذة والفكر المنحرف من المكتبات والمطابع وغيرها من دور النشر ومعارض الكتب خطوة مهمة في اجتثاث هذا الفكر وتجفيفه من منابعه، كما أنه يسهم وبشكل فاعل في إنشاء أجيال متسامحة ومتفاعلة مع محيطها في جو من التسامح والانفتاح الإيجابي مع الآخر أياً كان. كما لا ننسى جهود وزارة التعليم في محاربة الفكر المتطرف، من خلال إعادة صياغة المناهج الدراسية وتطوير الكتب المدرسية، وضمان خلوها من منهج جماعة الإخوان المحظورة، ومنع الكتب المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين من جميع المدارس والجامعات، إضافة إلى إبعاد كل من يتعاطف مع الجماعة أو فكرها أو رموزها، والتوعية بخطر فكر الجماعة من خلال الأنشطة الفكرية في الجامعات والمدارس. وحول هذا الفكر وانتزاعه كان لـ»الرياض» هذا التحقيق. «الفكر المؤدلج» ويقول أستاذ الأدب الحديث والنقد في جامعة القصيم أ. د. أحمد بن صالح الطامي: إن مراحل التعليم العام هي مراحل النمو والتكوين الجسدي والعقلي والذهني والعلمي، وأعمار الطلاب في هذه المراحل هي ما بين 6-18، وهي فترة خطيرة في عمر الإنسان، خصوصا أنها تشكل مرحلتي الطفولة والمراهقة، ويكاد يتفق علماء التربية وعلم النفس على أن هذه الفترة العمرية يجب أن تخضع للرقابة والتوجيه والإشراف والمتابعة والتربية من قبل الأبوين والمدرسة على السواء.  وبين الطامي أن محتويات مكتبات مدارس التعليم العام يجب أن تُختار وتُنتقى بعناية، بما يتوافق مع مبادئ ديننا وأخلاقنا وانتمائنا الوطني، وبما يحقق الأهداف التربوية المنشودة، ويجب أن تخصع مكتبات التعليم العام للمتابعة والتحديث؛ لتزويدها بما يجد من علوم ومعارف، تسهم في بناء شخصية الطالب بناء سليما، يحصنه من الوقوع في الفكر الضال والمؤدلج.   إن سحب الكتب ذات التوجه الحزبي، أو التي تحمل فكرا باسم الدين الإسلامي الحنيف لغواية الطلاب والتأثير فيهم - أمر ضروري لحماية أبنائنا وبناتنا.   وأكد الطامي أن هذا الأمر معمول به في معظم - إن لم يكن جميع - دول العالم، وفي الدول الغربية لا تقتصر الرقابة على الكتب في مراحل التعليم العام، بل تتعداه إلى البرامج والأفلام السينمائية؛ حيث تُصنف الأفلام مثلا إلى شرائح، منها ما لا يمكن للمراهق دون الثامنة عشرة أن يشاهده، وتحرص القنوات التلفزيونية المفتوحة في الغرب على ألا تعرض أفلاما لا تصلح للمراهقين في النهار وبداية المساء.    نظرية وتطبيق من جهته، أوضح الكاتب حمد حميد الرشيدي، أن سحب الكتب أو المطويات وما هو في حكمها، التي تكرس للفكر الإرهابي أو المتطرف من المكتبات والمطابع وغيرهما من دور النشر ومعارض الكتب هو بلا شك أمر إيجابي وفِي غاية الأهمية، ويجب علينا جميعا أن نتعاون في سبيل القضاء على هذا الفكر الهدام جملة وتفصيلا؛ لأن الإرهاب والتطرف والطائفية والمذهبية وما شابهها هي عامل هدم للشعوب والأوطان، وترسخ لمبدأ الحقد والكراهية والعدوانية بينها. وأردف قائلا: كلنا نعرف - كبيرنا وصغيرنا- أن الإرهاب «لا دين له ولا وطن» كما يقول المفكرون والمثقفون والسياسيون في مقولتهم المشهورة، وهو قضية عالمية (دولية) لا تخص شعبا دون آخر، وإنما تعم الجميع، وليس هناك من يختلف حول شناعتها وكراهتها ووجوب إيقاع أكبر العقوبات الرادعة في حق مقترفيها في جميع بلدان العالم الحديث، مهما كانت دياناتها وأعراقها ولغاتها، نعم.. قد نختلف في الهوية والدين أو العرق أو اللغة من شعب أو أمة  إلى أخرى، ولكن الإرهاب ومحاربته هو قضية العالم الْيَوْم، وهو هدفنا الذي لا نختلف عليه أبدا، ومحاربته واجب على الجميع. إذن.. الإرهاب والتطرف هو منهج منحرف عن الفطرة الإنسانية في مسلكه، وشاذ عن الصواب في مضمونه، ومرفوض من قبل البشرية نظرية وتطبيقا، فكلنا نتفق حول شناعته وكرهه وبغضه، وليس هناك إنسان يختلف معنا فيما نحب ونكره إلا إذا كان إنسانا مريضا، أو غير سَوِيٍّ، ولا يتمتع بالحس والإدراك السليم، ويبلغ هذا الأمر ذروته من الخطورة حين تتم تغذية أفكار أبنائنا وناشئتنا بالفكر المتطرف. وأضاف الرشيدي قائلا إن التكريس في مناهجنا التعليمية أو أساليبنا التربوية أو بما ينشره عنه معتنقوه من كتب ومطبوعات تؤيده أو تدعمه بأي شكل من الأشكال، حتى تنمو حشائش هذا الفكر الخبيث في نفوس أجيالنا الجديدة، وتعشعش في عقولهم مع مرور الزمن، ما ينتج عنه - فيما بعد - أن يتبنى بعضهم هذا الفكر الموبوء بالحقد وبغض الآخر والانتقام منه بلا سبب، وأن يصبحوا زمرة من زمر الشر والعياذ بالله! بدلا من تربيتهم على ثقافة الحوار والتصالح والتسامح مع غيرهم من أبناء الشعوب الأخرى! ولا شك أن ثقافة الحوار والتسامح والتصالح ونبذ التطرّف والتزمت في الرأي  والعنف في القول أو الفعل هي من المبادئ السامية، التي قام عليها الإسلام والشريعة الإسلامية منذ أن وجدت. «الفكر الإخواني» وأكد الكاتب والروائي براك البلوي، ضرورة القيام بمثل هذه الخطوة، وفي هذا الوقت تحديداً؛ لاجتثاث الأفكار التي تدعو إلى العنف والتشدد، فالفكر الإخواني الإرهابي اتضح جليا - بما لا يدع مجالا للشك - أنه فكر هدام له علاقات مشبوهة مع أعداء الأمة، فنحن في مرحلة تغيير وبناء دولة قوية اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وما حدث من قرار بخصوص سحب كتب الإخوان، هو الحدث الطبيعي والضروري للبناء الفكري المعتدل للنشء والمجتمع كله. الرصاص الحقيقي وقال الكاتب والروائي جابر محمد مدخلي: إن قيام الدولة بإقفال الباب الفكري أمام المتطرف والإرهابي بسحب سمومه وسحره الفكري من منابع التغذية الفكرية الوطنية الخالصة الواعية والمسالمة ذات النور، يعتبر ضربة فاعلة ومجللة واستباقية لكل ما يبعثه متطرف أو إخواني أو إرهابي منبوذ؛ فالكتاب لا يقل تأثيرا عن الأسلحة والمتفجرات، لكنه يقوم بدور خال من الرصاص الحقيقي، دور أكثر تأثيرا من ذلك. ولعل سحب كتب هذه الفئة الضالة يعد إنجازا تجب مواصلته، ورفع الحجاب عن كل من يخطط في السر، أو يحاول ساعيا من خلال العبارة المكتوبة أو التغريد المدسوس فيه السم لتلميع صورته، أو الحفاظ على مكانته، فهذه الفئة حين يُغلق أمامها باب لا تيأس، بل تبدأ في تغيير جلدها ومكرها وخبثها .. حفظ الله الوطن والكون منهم ومن شرورهم. د. الطامي: الرقابة والتوجيه مهمتان للأجيال القادمة الرشيدي: التطرف عامل هدم للشعوب والأوطان مدخلي: التغذية الفكرية الوطنية هي الحل

مشاركة :