«مستشفى» للدمى في روما يرمّم كنوزاً من أزمنة غابرة

  • 8/4/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يستوقف المارة في قلب روما مشهد بقايا دمى مكدسة خلف واجهة محل صغير، إذ يقف هؤلاء مدهوشين أمام التشكيلة الواسعة من الألعاب الصغيرة التي تخصصت عائلة سكواتريتي، مالكة الموقع، بإصلاحها منذ ما يزيد عن ستة عقود. وعمل أفراد عائلة سكواتريتي كممثلين في مسارح نابولي قبل أن تدفعهم الأوضاع المالية الصعبة بنتيجة الحرب العالمية الثانية، إلى تغيير مسارهم المهني. وهم افتتحوا هذا المحل عام 1953 لإصلاح القطع العائدة إلى العائلات الميسورة، والتي أتت عليها الحرب. غير أنها تخصصت سريعاً في الدمى القديمة لسد النقص في هذا المجال منذ أن أصبحت هذه المقتنيات محببة لدى هواة الجمع. ويعود بعض هذه الدمى الى القرن التاسع عشر. ويقول فيديريكو سكواتريتي: «مع الطفرة الاقتصادية في ستينات القرن العشرين، أخذ نشاطنا حجماً كبيراً، إذ بدأنا نسعى إلى إصلاح القطع القديمة مع ظهور أوائل محبي الجمع، ما أدى إلى تطور متجرنا». ويدير هذا الرجل الخمسيني المحل الذي عملت فيه جدته ووالداه وعمه وأقرباؤه. بين الخزف وورق اللؤلؤ والورق المقوى والشمع، يبدو المحترف كأنه من زمن غابر، إذ يعج بالقطع التي تركها الزبائن بما فيها الدمى ومجسمات الجنود والألعاب المكسيكية التقليدية. ويضيف سكواتريتي: «القاسم المشترك بين هذه القطع هو الأعين الغائرة لأن الأطفال يغرزون عيني الدمية دائماً بأصابعهم». لكن يتعذر أحياناً إصلاح بعضها بسبب عدم توافر قطع الغيار المطلوبة. هذه الدمى تستقر عند واجهة المحل وعلى الرفوف وفي القبو الفريد المملوء بالقطع الصغيرة المأخوذة من ألعاب قديمة مشلعة. ووفقاً لعائلة سكواتريتي، لم يعد هناك سوى قلة من مرممي الدمى مثلهم في إيطاليا. كما أن الزبائن يقصدون محلهم من أنحاء أيطاليا وأحياناً من مدن ومناطق في الخارج بينها لندن وأفريقيا. وقد استقطب المحل الصغير أميرات ومفكرين وممثلين، لكن القائمين عليه يدركون أن أيامه معدودة. ويقر سكواتريتي بأن «الأمور تتغير وتتحول وتتطور وتنتهي. من الطبيعي أن لكل حقبة نهاية، لقد حاولنا إطالة عمر حقبتنا إلى أقصى حد، لكن لكل شيء نهاية».

مشاركة :