طهران - وكالات - في تصاعد للاحتجاجات الغاضبة المستمرة منذ نحو 5 أيام في مدن إيرانية عدة، هاجم متظاهرون ليل أول من أمس حوزة علمية في منطقة كرج القريبة من طهران، ما يؤشر على احتمال توسع التظاهرات وتمددها تعبيراً عن الاستياء الشعبي من الوضع الاقتصادي الذي يتوقع أن يتدهور أكثر مع عودة العقوبات الأميركية اعتباراً من الثلاثاء المقبل.وخلال الأيام الماضية، خرجت تظاهرات ضمت المئات في مدن إيرانية مثل شيراز في الجنوب والأحواز في الجنوب الغربي ومشهد في الشمال الشرقي وكرج قرب طهران، مع تنامي الغضب إزاء النظام السياسي جراء الضائقة الاقتصادية.وقال مدير حوزة مدينة اجتهاد حجة الإسلام هندياني إن «نحو 500 متظاهر هاجموا المدرسة نحو الساعة التاسعة مساء (الجمعة الماضي) محاولين كسر أبوابها وإحراق أشياء فيها». وأضاف ان المحتجين «كانوا يحملون حجارة وكسروا كل نوافذ قاعة الصلاة وهم يرددون شعارات ضد النظام»، موضحاً أن الشرطة قامت بتفريقهم واعتقلت عدداً منهم.وإلى طهران، أظهرت مقاطع فيديو مشاركة المئات في تظاهرات بمدن أخرى مثل أصفهان وشيراز ومشهد، وسط هتافات ضد النظام، فيما وقعت صدامات بين المحتجين وقوات الأمن في بعض المناطق.وتطرقت السلطات الإيرانية لماماً إلى التظاهرات التي تخرج احتجاجاً على الوضع الاقتصادي، بالإضافة إلى حالة أوسع من الغضب إزاء النظام السياسي.وأظهرت تسجيلات فيديو نشرها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، أشخاصاً يسيرون في شوارع مدن عدة ويهتفون «الموت للديكتاتور» وشعارات أخرى من بينها هتافات مناهضة للتدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة.وخلال احتجاجات سابقة، ركزت وسائل الإعلام المحافظة على مهاجمة رموز حساسة مثل المباني الدينية بهدف تشويه صورة المحتجين.لكن حكومة الرئيس حسن روحاني تواجه كذلك معارضة من أبرز رجال الدين المحافظين الذين يعارضون التعاون مع الغرب ويمكن أن يستفيدوا من أي حراك غاضب ضد الفساد للتخلص منه.ونشر موقع «أخبار قم» المحافظ تسجيلاً لمسيرة احتجاج في مدينة مشهد بعد صلاة الجمعة، أول من أمس، يقول فيه الخطيب للحشد «أكثر نوابكم لا يكترثون بمشكلات الشعب... أكثرهم لديهم جوازات سفر وعائلاتهم تعيش في الخارج. على القضاء أن يعثر عليهم ويوقفهم»، في حين هتف الحشد «الله أكبر».وفي واشنطن، أكدت وزارة الخارجية الأميركية، عبر حسابها باللغة الفارسية على موقع «تويتر»، أن «من حق شعب إيران تقرير مسار بلاده في نهاية المطاف، وأميركا تساند صوت الشعب الإيراني الذي يتم تجاهله منذ وقت طويل».وحتى الآن، توحي التسجيلات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن احتجاجات الأيام الماضية أصغر بكثير وأضيق نطاقاً من تلك التي جرت في ديسمبر 2017 ويناير 2018 وشملت عشرات المدن والبلدات وقتل خلالها 25 شخصاً. لكن الإيرانيين يترقبون بقلق ما ستكون عليه التداعيات الاقتصادية لإعادة فرض العقوبات الأميركية ابتداء من الثلاثاء المقبل بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في 2015 مع القوى الكبرى، وتوعّدها بفرض عقوبات يكون لها «أبعد الاثر» على إيران على مرحلتين في 7 أغسطس الجاري و5 نوفمبر المقبل.وأدى تنامي العداء الأميركي إلى إضعاف الريال الإيراني الذي فقد قرابة ثلثي قيمته خلال ستة أشهر.ولم يتضح بعد كيف سينعكس كل هذا على الحياة اليومية للإيرانيين، لكن ديبلوماسية غربية في طهران تتابع التطورات الاقتصادية، أكدت أن أسعار المواد الغذائية الأساسية تشهد بالفعل ارتفاعاً. وسط هذه الأجواء، من المقرر أن يمثل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، أمام لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) للإجابة عن أسئلة النواب.واستدعى مجلس الشورى وزراء الخارجية والأمن والاتصالات والتكنولوجيا لاستجوابهم في بعض القضايا ومنها السياسة الخارجية والتواصل الاجتماعي وغيرها.وحسب وكالة «إرنا»، سيقدم ظريف للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية تقريراً عن مستجدات ملف الاتفاق النووي وسيجيب عن أسئلة تتعلق بالسياسة الخارجية.كما سيحضر وزير الأمن سيد محمود علوي أمام اللجنة ذاتها اليوم الأحد للإجابة عن سؤال اثنين من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي وسيقدم تقريراً للجنة حول بعض القضايا.ومن المقرر أن يمثل أمام لجنة الأمن يوم الثلاثاء المقبل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات محمد جواد أذري جهرمي للإجابة عن سؤال أحد أعضاء مجلس الشورى. «الحوار مع أميركا ليس محرّماً» إيران ترحب بأي وساطة مع السعودية طهران - وكالات - أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، أمس، عن قرب افتتاح مكتب رعاية المصالح الإيرانية في السعودية.وأكد في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الإيرانية «إرنا» أن الفريق القنصلي الإيراني الذي يتكون من 10 أشخاص، ذهب حالياً لأداء بمناسك الحج ومتابعة أعماله في إطار بعثة الحج الإيرانية.وشدد على أن إيران أكدت مراراً أنها مستعدة للحوار مع بلدان المنطقة وفي مقدمها السعودية، مضيفاً «كما أننا لم نرفض اقتراح أي بلد أعلن عن استعداده للعب دور الوساطة بين إيران والسعودية».وفي حين كرر قاسمي التأكيد أن بلاده «ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة تحت الضغوط»، أعلن المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الايراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أن «طهران لا تعتبر الحوار مع أميركا أمراً محرماً أو محظوراً»، بيد أنه شدد على أن «لا معنى لأي حوار في ظل سلوك أميركي عدواني». البيت الأبيض: «الناتو العربي» سدٌ بوجه العدوان الإيراني أوضح البيت الأبيض أن ما يسمى بـ«التحالف الإستراتيجي للشرق الأوسط» (الناتو العربي) سيكون بمثابة سد في وجه ما وصفه بـ «العدوان الإيراني والإرهاب والتطرف».وفي معرض رده على استفسار لقناة «الجزيرة» الفضائية، أشار الناطق باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إلى أن هذا التحالف، الذي وصفته وسائل إعلام بأنه نسخة عربية عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، سيسعى لإحلال الاستقرار بالشرق الأوسط، وسيوفر فرصة للولايات المتحدة للعمل عن كثب مع الشركاء في المنطقة لدعم الأمن والتعاون السياسي والاقتصادي فيها.وشدد البيت الأبيض على أن هذا التحالف سيساعد أيضاً في تخفيف العبء المالي على الولايات المتحدة، وبناء قدرات الشركاء في الشرق الأوسط.وكانت مصادر أميركية ذكرت في وقت سابق أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم جمع قادة التحالف في قمة تعقد خلال 12 و13 من أكتوبر المقبل في واشنطن.
مشاركة :