تُرى ما هو ذلك التأثير السحري للعبة إلكترونية تقود الأطفال من حالة اللهو إلى قرار التخلص من حياتهم بالانتحار؟!! ومن هو ذلك الشيطان الذي وقف وراء ابتكارها، ليستمتع بقتل الأبرياء بدم بارد؟!! مؤخرا هزت حادثة انتحار طفلة سعودية أرجاء المدينة المنورة، بسبب لعبة «الحوت الأزرق» التي تستهدف الأعمار تحت العشرين، وتقودهم إلى الانتحار بطرق بشعة، ومن بعدها شهدت اليمن أول حادث من نفس النوع لطفل يبلغ عمره 11 عاما. الطفلة السعودية الضحية تبلغ من العمر 13 عاما، وتسكن في إحدى القرى المجاورة للمدينة المنورة، وقد قامت بشنق نفسها بسبب هذه اللعبة اللعينة بحسب المعلومات الأولية، وهي ثاني حالة تشهدها المملكة العربية السعودية خلال أسبوع واحد، حيث وقعت الحادثة الأولى في أبها قبل ذلك بأيام، بعدما أقدم طفل يبلغ من العمر 12 عاما على الانتحار أيضا بعد دخوله في تحدي اللعبة. إحدى الدراسات البريطانية الحديثة خلصت إلى وجود صلة بين الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية من قبل الآباء والأمهات، والمشكلات السلوكية لدى أبنائهم، حيث أشارت إلى أن هذا السلوك من قبل الآباء يسبب الإحباط لدى الأطفال، وربما يتطور الأمر إلى نوبات من الغضب والبكاء. تلك الدراسة التي نشرت تفاصيلها صحيفة ديلي ميل البريطانية تهدف إلى قياس انخفاض التفاعل بين الآباء وأبنائهم بسبب إدمان التكنولوجيا، حيث اعترف الآباء والأمهات بإدمانهم على الأجهزة، وقال بعضهم إنها تتسبب في قطع المحادثات مع أبنائهم ثلاث مرات يوميا. وفي أمريكا تشير تقديرات حديثة إلى أن الآباء والأمهات يستخدمون أجهزة ذكية مدة تسع ساعات يوميا، ثلثها على الهواتف، وذلك وفق دراسة نشرت في مجلة أبحاث طب الأطفال. ما توصلت إليه الدراستان في كل من بريطانيا وأمريكا يثبت بالدليل العلمي والبحثي القاطع أن هناك خللا ما، أو حاجزا ما، أو مشكلة ما، بين الآباء وأبنائهم، والسبب هو إدمان الكبار للتكنولوجيا، الأمر الذي ينعكس بالطبع على سلوك الطفل، وعلى حالته النفسية. أما نحن -للأسف الشديد- فنفتقد حتى الآن في مجتمعاتنا العربية مثل هذا النوع من البحوث والدراسات، وكل ما نفعله منذ اندلاع الثورة التكنولوجية هو الاكتفاء بالولولة، وتعالي الصرخات، وإطلاق الصيحات من قبل الكبار تجاه إدمان الصغار للتكنولوجيا، ولم يحدث أن التفتنا إلى مشكلة انشغال الآباء أنفسهم عن أبنائهم، سواء بالتكنولوجيا أو بمسؤوليات الحياة. لذلك ليس من المستغرب وقوع عديد من أطفالنا ضحايا للحوت الأزرق، أو حتى البطة السوداء!!
مشاركة :