غادرت الكويت يوم 9/15، بعد أن وصل العراقيون إلى بيتي وطلبوني بالاسم، واتجهت إلى الرياض، وبدأت مع الأخ عبدالمحسن العثمان وإياد الشارخ نرتب لإصدار نشرة إعلامية يومية للكويتيين في المملكة العربية السعودية، ثم سمعنا أن طارق السويدان أنشأ الهيئة العالمية للتضامن مع الكويت، وطلب منا افتتاحها في الرياض، وهذا ما حصل، حيث كانت نشرتها اليومية مصدراً للأخبار والتواصل مع أهل الكويت، بعدها غادرت لحضور مؤتمر جدة في أكتوبر 1990، وهناك كاد عقد المؤتمر ينفرط بسبب إصرار المعارضة على أن تتضمن كلمة الحكومة وعداً بتنفيذ مطالبها المشروعة، ورفض الشيخ سعد لبعض هذه المطالب، وقال بكل حزم إنه مستعد أن يلغي المؤتمر، ولا يخضع لهذه الشروط، وكان أهمها التعهد بالعمل بدستور 62 بعد التحرير، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ومعاقبة المتسببين بالغزو! وهنا طلب عبدالله العلي المطوع من المعارضة المجتمعين في غرفة عبدالعزيز الصقر في قصر المؤتمرات بجدة أن يمنح فرصة لرأب الصدع وحل الإشكال، وفعلاً تحرك مع مجموعة صغيرة، أذكر منهم يوسف الحجي وأحمد الجاسر، وتنقل بين غرفة الصقر وغرفة الشيخ سعد، وقبل الفجر توصلوا إلى تفاهم وسط قبل به الجميع! * كان للتيار الإسلامي في الكويت دور بارز في مواجهة الاحتلال العراقي الغاشم، وتمكن بمشاركة مختلف ألوان الطيف الكويتي من تعرية النظام العراقي في الخارج وكشف حقيقته للعالم! وفي لندن، قام اتحاد طلبة الكويت بإدارة هذا التحرّك، وشكّل مع الجالية الكويتية المتواجدة هناك لجنة Free Kuwait، وعملوا عدة مسيرات جابت شوارع المدن الإنكليزية، تشرح جرائم صدام في الكويت، وفي دولة الإمارات نظّم اتحاد طلبة الكويت مؤتمراً شعبياً، حضره ممثلون من أكثر من مئة منظمة طلابية، وتشرفت بالمشاركة فيه، حيث تم تسليط الضوء على دحض افتراءات النظام البعثي في العراق. * شكل مؤتمر جدة الهيئة الاستشارية العليا، برئاسة الشيخ سعدالعبدالله وتم اختياري عضواً فيها، حيث شكلت الوفود الشعبية لزيارة جميع دول العالم، لشرح أبعاد الغزو الغاشم وحقيقته، ثم كان قدري أن أكون ضمن الوفد الشعبي الذي زار سوريا والأردن ولبنان ومصر واليمن والسودان، وكان الوفد برئاسة أحمد السقاف، وعضوية محمد مساعد الصالح، وأحمد الربعي، وسعود العصيمي، ومحمدالصقر، وعبدالباقي النوري، وأحمد الخطيب، الذي اعتذر عن المشاركة في هذا الوفد! وأذكر أنني ذهبت مع محمد الصالح، وقابلنا الإخوان المسلمين في الأردن للاستفسار عن موقفهم، وتبيان وجهة نظرنا، ومع الأسف كان موقفهم متخاذلاً وغير مقنع، وكانوا يصرون على خروج القوات الأجنبية من الجزيرة قبل كل شيء، ثم بعد ذلك يخرج صدام من الكويت! بعدها كتبت مقالاً عن هذه المقابلة، ولعل هذا من الأمور التي ساهمت في اتخاذ قرار فك الارتباط مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وتشكيل الحركة الدستورية الإسلامية في مؤتمرها الأول، الذي عقدته يوم 3 ــ 1 ــ 1991. * الحديث يطول في هذا الموضوع، ولا يكفيه مقال أو أكثر، ولكن أردت أن أبين أن مواقف التيار الإسلامي الكويتي من الغزو ليس فيها منّة، بل هي واجب شرعي ووطني وأخلاقي، ولكنني أكتب في هذا الموضوع، بعد أن رأيت الفجور في الخصومة عند البعض وتزوير الحقائق لإظهار هذا التيار على غير حقيقته! ونتمنى من النقاد أن يتقوا الله وينصفونا عند الحديث عنا! البطل محمد مبارك الفجي كان صديقاً مقرباً لصدام قبل الغزو الغاشم، وكانت كل أمواله مستثمرة بالملايين في العراق، وفوجئ بالغزو، ولم يتردد في تشكيل جبهة للمقاومة المسلحة ضد القوات العراقية في الكويت، ولم يفكر في مصالحه وملايينه، وكان يقول: «ما عقب الكويت ديرة»! وبعد التحرير كان محمد الفجي قد خسر كل ما يملك من أموال وتجارة، حتى سكنه الخاص! واليوم مع الأسف إن هذا البطل، الذي ضحى للديرة بكل ما يملك، لا يجد من بعض المعنيين فيها إلا الصدود والنكران! مبارك فهد الدويله
مشاركة :