«هدير» تحول مخلفات الطبيعة إلى أعمال فنية: قشر البيض يتحول إلى أباجورة

  • 2/25/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بفكرة بسيطة وغير مكلفة صنعت ما لم يخطر على بال أحد، مستغلةً تغاضى الغالبية عن مخلفات الطبيعة كقشر البيض وقرون الغزلان وجذوع الشجر وغيرها، لتجد مساحتها الخاصة المشجعة على الإبداع، والانفراد بلون نادر مشاهدته داخل مصر. باستعمال الأدوات السابقة، تمكنت الشابة هدير ناصر من تقديم أعمال فنية لقيت ردود أفعال طيبة، فاستبدلت الورق بقشر البيض حتى ترسم عليه البورتريه، كما عملت على النحت فيه لإنتاج مختلف الأشكال، إضافةً إلى المخلفات الأخرى التى غيرت مسارها من الإهمال إلى إحيائها بابتكار. تحب «هدير» منذ صغرها الرسم لكنها لم تستطع مزاولته، وعليه بدأت التعلم عن طريق بعض الحصص خلال المرحلة الثانوية، وما إن تمكنت من ممارستها بشكل طيب حتى رغبت فى الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لكنها لم تستطع تجاوز امتحان القدرات بها، ليؤول مصيرها إلى التجارة. بعد تخرجها، عملت «هدير» فى شؤون الطلبة بإحدى الجامعات الخاصة بالإسكندرية، ثم حصلت على دبلوم تربوى حتى تتمكن من العمل بالمدارس، لتصبح معلمة للغة الإنجليزية فى مرحلة رياض الأطفال، واكتشفت اعتماد هذه الفئة على النماذج الصغيرة المتعلقة بالرسم والألعاب، لتبدأ فى تعلم البورتريه. تردف «هدير» روايتها لـ«المصرى لايت»، قائلةً إنها بموجب ما سبق شرعت فى رسم البورتريهات على الورق، ثم طورت من نفسها لتكون أعمالها على جذوع الشجر، مستغلةً فى هذا كثرة بيض النعام المتواجد فى مزرعة والدها، لتطوعه لصالح أعمالها الفنية قبل 3 أعوام. إبداع «هدير» على بيض النعام ينتج عنه رسم بورتريهات وأعمال هندسية، بجانب الحفر فى بعضها بغرض صنع أباجورة، وأحيانًا تضعه على مسندٍ نحاسى وخشبى، خاصةً أن قشر بيض النعام أقوى 20 مرة من بيض الدجاج العادى. استعملت «هدير» الشنيور للإبداع على البيض، رغم معاناتها فى بادئ الأمر نتيجة تكسر القشر، كما تعتمد على ألوان مشابهة للفلوماستر، وبتكرار المحاولات أصبح الأمر سهلًا عليها وأكثر دقة فى الشكل النهائى. بجوار بيض النعام، تستغل «هدير» كذلك قرون الغزلان وجذوع الأشجار، وتصنع منها مسندًا للمجهورات، وريش النعام والطاووس تحوله إلى «دريمكاتشر» بعد صبغه، بجانب ريش الدجاج الوادى لجودته فى خدمة فنها. اتخذت «هدير» نشاطها كهواية بعيدة عن مجال عملها، إلا أن رد فعل المحيطين بها وعائلتها شجعها على تدشين صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وخلاله فوجئت بردود الأفعال الطيبة، خاصةً أنها اعتبرت ما تقدمه «دون المستوى» حسب قولها. قشور بيض النعام قبل استغلالها من قِبَل «هدير» كانت تُطحن وتوضع ضمن أطعمة الحيوانات لأنها من مصادر البروتين، كما لها عدة استخدامات منها فى المطاعم لفائدتها فى صناعة المخبوزات كما هو الحال فى فرنسا: «حتى ترابها مصدر غنى بالبروتين». طوعت «هدير» مهارتها فى تعليم الصغار فى عملها برياض الأطفال، فتجلب إليهم جزءًا من جذع الشجر لتعلمهم بشكل عملى، ونفس الحال لبيض النعام لتوضح الفروق بينها وبين الخاصة بالدجاج. تتمنى «هدير» أن يتفهم الجميع إمكانية استعمال هذه المواد، كبيض النعام والريش، لأن استخدامها فى الديكور يضفى عليها طابعًا مختلفًا، كما أن المنتج يكون مصريًا 100% حتى التغليف، بدلًا من شراء الأجنبى منها.

مشاركة :