فنانة إسكندرانية شابة قرت اتخاذ خطوة فعلية لحل أزمة البطالة، فجمعت المخلفات القابلة لإعادة التدوير كالأخشاب والمعادن وغيرها والتي بعض منها مخلفات للمراكب والزوار، وحولتها إلى قطع فنية جميلة لها نفس طابع المياه والفنار والألوان الزرقاء في عروس البحر الأبيض المتوسط، وبعد نشرها لهذه الصور على مواقع التواصل الإجتماعي، تهافت الكثير عليها لاقتناء قطع منها من جمالها وفكرتها غير التقليدية.ويحاور «صدى البلد» الفنانة رُدينة طارق لمعرفة تفاصيل مشروعها من مخلفات المراكب والمخلفات البحرية، وتحويلها إلى قطع فنية.- قدمي نفسك .أنا رُدينه طارق (23 عاما) تخرجت من كلية الآداب جامعة الإسكندرية، قسم اللغة الإنجليزية، العام الماضي، وهوايتي الأعمال الفنية اليديوية كالتطريز، والرسم، وتدوير المخلفات بشكل فني، وهذا لا يتعارض مع عملي.- هل عملك يتناسب مع هوايتك في الفن ؟أعمل مدرسة تربية فنية ولكن بوقت جزئي، 3 أيام أسبوعيًا فقط، هذا يجعل لي متسع من الوقت لمشروعي "رودي" للأعمال الفنية.- هل تخصصتي في عمل فني محدد ؟لا أنا أحب كل ما يتعلق بالفن، سواء التطريز، أو الرسم، أو الخياطة، أو إعادة تدوير المخلفات لتصبح قطع فنية، مع المحافظة على التجديد في كل نوع منهم.- كيف تجددي في أعمالك الفنية؟أحاول تقديم كل شئ بطريقة مختلفة، مثلا التطريز، أقوم بالتطريز بشرائط الستان وليست الخيوط العادية، فيجعل من كل رسمة قطعة فنية فريدة، ورغم أنها تستهلك من 7 ساعات لثلاثة أيام حتى تنتهي إلا أن شكلها يكون مختلف وواقعي، أما الأعمال بالقماش فأصنع منها دُمى ولكن تكون قطع غير مكررة لشخصيات خيالية أو كارتونية غير متاحة في صورة دُمية.- أين تعلمتي كل هذا؟تستهويني الأعمال اليدوية منذ طفولتي، والإنترنت أصبح أكبر مكان تعليمي، وبه الكثير من الفيديوهات التعليمية للتطريز والرسم، وتعلمت الكروشيه من جدتي، ووالدتي تشجعني على تنفيذ كل الأعمال اليدوية.- متى بدأتي مشروع «رودي» ؟كانت البداية بالصدفة في عام 2011، بالتزامن مع أحداث الثورة حيث كنت أقضي الكثير من الوقت في المنزل بلا عمل، فقررت تعلم الأعمال اليدوية، وعرض أعمالي البسيطة حينها على مدونة، ومن فترة قريبة أسست صفحة على موقع فيس بوك بنفس الاسم «رودي»، وأعرض عليها أعمالي للبيع بعائد مادي.- ماذا عن مشروعك الأخير «تحويل المخلفات البحرية لقطع فنية»؟أنا كمواطنة من محافظة الإسكندرية أعاني من شكل الشواطئ خلال فترة الصيف، ليس من الزحام، ولكن من المخلفات التي يتركها الأشخاص على الشواطئ، فقررت ألا أتذمر وأن أبدأ في إيصال رسالة للاهتمام بنظافة الشواطئ من خلال فني.- ما آلية استخدام هذه المخلفات لتصبح قطع فنية؟هذه تعد المرة الأولى لاستخدام بقايا أخشاب لتصبح قطع فنية، خاصة أنني لم أستعمل المنشار من قبل، فاستعنت بصديقي وذهبنا معًا لجمع هذه المخلفات من على شواطئ الإسكندرية، ووجدت بالصدفة قطعتين بجوار بعضهما يبدوا كالمنزل، ففكرت أن يكون منزل على البحر، ثم لاحظت وجود الفنار فأضفته، كان الأمر بالصدفة ولكن استطعت من خلاله إيصال رسالتي دون أن أتحدث.- ما رسالتك من صنع هذه القطع الفنية ؟عندما استعنت بصديقي وذهبنا معًا لجمع هذه المخلفات من على شواطئ الإسكندرية، تفاجئت بـ كم القمامة والمخلفات الموجودة، ولكن الكثير منها غير قابل لإعادة التدوير، كبقايا الطعام، والمخلفات البلاستيكية، كالأكياس والزجاجات، فأناشد كل فرد سواء زائر لشاطئ أو من أصحاب المنطقة البدء في الحفاظ على المكان الذي يتواجد فيه، ليس من أجل المنظر العام فقط، ولكن حفاظا على المنظومة البيئية أيضًا وحمايتها.- هل تنوى التوسع في مشروعك لإعادة تدوير المخلفات البحرية؟سأستمر فيه بالطبع، أنا لم أتخذ سوى خطوة واحدة، وأتمنى ممن يملك السلطة أن يُعاد تدوير المخلفات من على الشواطئ المصرية بشكل عام وليس الإسكندرية فقط، فهي بمثابة ثروة مهملة.
مشاركة :