اتهم الديموقراطيون الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ «التضليل»، بعدما أقرّ بأن نجله التقى محامية روسية في «برج ترامب» عام 2016 للحصول على «معلومات» عن منافسته في انتخابات الرئاسة تلك السنة هيلاري كلينتون، وإن اعتبر الأمر «مشروعاً». وتطرّق ترامب إلى الاجتماع بين نجله دونالد جونيور والمحامية الروسية ناتاليا فيسيلنيتسكايا المرتبطة بالكرملين، بعدما أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن الرئيس يخفي اكتئابه من احتمال أن يكون نجله عرّض نفسه لمساءلة قضائية، بلقائه فيسيلنيتسكايا. وكتب ترامب على «تويتر»: «أنباء كاذبة، وتقرير مفبرك بالكامل، أنني قلق في شأن اجتماع عقده ابني الرائع، دونالد، في برج ترامب. كان الهدف من اللقاء الحصول على معلومات عن منافس، وهذا أمر مشروع تماماً ويمارس طيلة الوقت في السياسة، ولم يؤدِ الى أي شيء. لم أعلم به». وجدّد انتقاده روبرت مولر، واصفاً التحقيق الذي يتولاه في شأن «تدخل» روسيا في انتخابات 2016 واحتمال تواطئها مع حملة الرئيس الجمهوري، بأنه «حملة الملاحقات الأكثر تحيّزاً في تاريخ بلادنا»، يتخلّلها «فساد وأكاذيب». ويبدو أن ترامب بدّل روايته للاجتماع الذي يُعتبر محورياً بالنسبة إلى التحقيق، إذ يختلف تفسيره للقاء عما قاله قبل 13 شهراً، بعدما ورد في بيان أملاه الرئيس وصدر باسم نجله البكر دونالد ترامب جونيور: «ناقشنا في الأساس برنامجاً حول تبنّي أطفال روس، كان نشطاً وشعبياً لدى عائلات أميركية منذ سنوات». ولاحقاً أقرّ دونالد جونيور بأنه وافق على لقاء فيسيلنيتسكايا على أمل نيله معلومات تمسّ كلينتون، مستدركاً أن اللقاء لم يُفضِ الى أي شيء. ووجّه محامو الرئيس مذكرة إلى مولر، ورد فيها أن ترامب أملى البيان الصادر باسم نجله، مستدركين أنه «مقتضب ولكن دقيق». واعترف جاي سيكولو، محامي ترامب، بتبديل تفسير الاجتماع، قائلاً: «كانت معلوماتي مغلوطة. ارتكبت خطأً في تصريحي. هذه الأمور تحصل عندما تكون أمام ملفات مشابهة». وشدد على أن اللقاء لا ينتهك أي قانون، لكن خبراء قانونيين لفتوا إلى اتهامات جنائية محتملة، بما في ذلك التآمر على الولايات المتحدة والمساعدة والتحريض على مؤامرة. وعلى رغم نفيه على «تويتر»، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن ترامب أعرب عن قلقه من احتمال أن يواجه نجله مسألة قانونية، ولو اعتقد بأنه لم يرتكب أي خطأ. أما النائب آدم شيف، أبرز عضو ديموقراطي في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، فكتب على «تويتر»، مخاطباً ترامب: «عرض الروس معلومات مؤذية بالنسبة إلى منافستك. حملتك قبلت ذلك، والروس سلّموا» المعلومات. وتابع: «ثم ضلّلت البلد في شأن الهدف من الاجتماع في برج ترامب، عندما بات معروفاً. تقول الآن إنك لم تعرف مسبقاً (بحصوله). لا شيء من ذلك طبيعي أو موثوق». في موسكو، أوردت وسائل إعلام روسية أن السيناتور الجمهوري الأميركي راند بول دعا نواباً روساً إلى زيارة واشنطن. ونقلت عنه قوله بعد لقائه نواباً روساً: «وجّهنا دعوة إلى أعضاء لجنة الشؤون الخارجية لزيارة الولايات المتحدة، لإجراء محادثات معنا في واشنطن. أعتقد بأن هذا الأمر بالغ الأهمية». وأشار إلى أن الهدف من الزيارة هو «إطلاق حوار» و «تحسين العلاقات» بين الجانبين.