دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» اليوم (الإثنين) بنغلادش إلى تحسين ظروف معيشة الروهينغا الذين تستقبلهم في أكبر مخيم للاجئين في العالم، والتخلي عن خطة نقل أعداد كبيرة منهم إلى جزيرة معرضة للفيضانات. وقال مدير شؤون اللاجئين لدى المنظمة بيل فريليك للصحافيين في بانكوك بمناسبة نشر تقرير جديد عن الأوضاع في المخيمات، إن «ما يعنيه أن يعيش الناس ملتصقين ببعضهم البعض، لا سيما إذا كان هذا سيستمر لفترة ستطول وتطول، هو أنها ستكون حاضنة للأمراض المعدية، والاضطرابات الاجتماعية، مثل العنف الأسري على سبيل المثال، وأمور أخرى مثل الحرائق». ويبلغ متوسط المساحة المخصصة للشخص الواحد في مخيم كوكس بازار الضخم على سبيل المثال 10.7 أمتار مربعة، وهي مساحة قليلة مقارنة مع 45 متراً مربعاً هي المساحة المعيارية للشخص الواحد في مخيمات اللاجئين، وفقاً للتقرير الذي يستند إلى عشرات المقابلات مع لاجئين روهينغا ومسؤولين ومنظمات غير حكومية ووكالات الأمم المتحدة أجريت في أيار (مايو) الماضي. وأضاف فريليك أن «ما هو مطلوب على الفور هو عملية نقل»، مشيرا إلى مخاطر إضافية تتمثل في الانهيارات الأرضية خلال موسم الأمطار الموسمية. لكن جمعية حقوق الإنسان حضت بنغلادش أيضا على التخلي عن خطة لنقل حوالى 100 ألف من الروهينغا إلى جزيرة في خليج البنغال تسمى «باسان تشار». وسمع اللاجئون شائعات عن خطة لنقلهم إلى جزيرة من الطمي النهري غير مأهولة معرضة باستمرار لعوامل المد والفيضان، ولم يبدوا أي اهتمام بالذهاب إلى هناك. وأشار فريليك إلى أن بنغلادش قامت بعمل رائع من خلال استقبالها اللاجئين، لكن نقلهم من دون موافقتهم يمكن أن «يغير هذا الإحساس بالثقة والشعور بالامتنان بين عشية وضحاها». وحددت «هيومان رايتس ووتش» ستة مواقع مناسبة في منطقة خالية يمكن أن تستوعب 263 ألف شخص. ورفعت توصيات أخرى إلى السلطات لمنح الروهينغا وضعية اللاجئين القانونيين، والسماح لهم بمزيد من حرية الحركة، وإتاحة فرص أفضل للتعليم، وبناء ملاجئ للأعاصير. ودعا التقرير الحكومات المانحة والوكالات والمنظمات غير الحكومية إلى زيادة مساهماتها للمساعدة في تحسين الظروف. وقالت إن «نداء لجمع 136.6 مليون دولار لبناء مراكز إيواء وشراء مواد غير غذائية لم يحصل سوى على تجاوب بنسبة 14 في المئة اعتباراً من الشهر الماضي». وقال مفوض اللاجئين في بنغلادش أبو الكلام للجمعية إن «الحكومة تعمل على نقل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مناطق أفضل». لكنه أضاف أن «كثيرين يترددون في الذهاب قبل معرفة ظروف المواقع». ويعيش حوالى مليون من الروهنينغا المسلمين في جنوب بنغلادش، بعد ما أجبر 700 ألف منهم على الهرب من ميانمار في صيف 2017، إثر حملة شنها الجيش في ميانمار على هذه الأقلية المحرومة من الجنسية، ووصفتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة بأنها «تطهير عرقي». وتحدث اللاجئون الهاربون عن عمليات اغتصاب وقتل وتعذيب وعن طردهم من قراهم التي تم تجريف المئات منها وتسويتها بالأرض، لكن ميانمار تنفي كل الاتهامات بارتكاب فظائع، وتؤكد أنها كانت تدافع عن نفسها ضد مقاتلي الروهينغا الذين شنوا هجمات قاتلة على مراكز الشرطة. ووقعت بنغلادش وميانمار سابقاً اتفاقا لاعادة اللاجئين، لكن الروهينغا يرفضون العودة من دون ضمانات للسلامة والحقوق، بما في ذلك حرية التنقل والمواطنة، وينتظرون في هذه الأثناء في مخيمات مكتظة حيث يعيشون في أكواخ واهية من الخيزران، متلاصقة فوق تلال موحلة في ظروف صعبة.
مشاركة :