جدة – مهند قحطان قوافل الشاحنات بتوحشها على الطريق ، باتت ظاهرة يومية تخنق العديد من الطرق الرئيسية، رغم الأنظمة وتعليمات المرور التي تنظم حركتها داخل المدن خاصة خلال أوقات الذروة ، إلا أن الأمر يبدو وكأنه لايعني سائقي الشاحنات المتكدسة على جوانب بعض الطرق وداخل أحياء سكنية لاتزال على هامش التنظيم. فمن المسؤول عن فوضى الشاحنات على مدار اليوم والليلة ، وتغولها على سلامة السيارات الصغيرة التي لاحول لها ولاقوة أمام هذا الغول المتمثل في الشاحنات، وهو ما نناقشه في التالي: في مدينة جدة العديد من الطرق السريعة والرئيسية التي تجلب الصداع بسبب فوضى السير وكثرة الشاحنات ، ومنها طريق الحرمين وكوبري الميناء وغيرهما من الطرق التي تضرب العشوائية في أطنابها ، وتزايد مخاطر السير خاصة في اوقات الذروة عند خروج الموظفين ، حيث هول المركبات والشاحنات المرعبة وهي تجوب الطرق الرئيسية دون هوادة بأحجامها وحمولاتها المختلفة والمحصلة في النهاية هو الخطر الذي يحدق بقائدي المركبات الصغيرة التي تمر بجوارها بكل حذر ورعب. وقال عدد من قائدي المركبات أن الشاحنات غالبا ما تكون محملة ببضائع يتم جلبها من الأحواش على الطريق السريع او من المناطق المجاورة لمحافظة جدة، ومنها كوابل وأسلاك الكهرباء ، وفي بعض الحالات لاتلتزم الشاحنات بوسائل السلامة في النقل مما يهدد سلامة السيارات الصغيرة خلفها باحتمالات تطاير أو تساقط اجزاء من حمولاتها أ أو عدم التزام قائدي الشاحنات بقواعد السير والحارات المخصصة على الطرق. حول ذلك يقول مازن المباركي: لاحظت قبل عدة ايام شاحنة محملة بصناديق الفلين بشكل غير منظم وحمولة عالية ، مما ادى إلى هروب المركبات القريبة منها وايضا من كان يسيرون خلفها وذلك بسبب تطاير مجموعة من الصناديق أثناء سير الشاحنة على طريق الحرمين، ولايزال مسلسل إهمال تحميل البضائع مستمرا ولكن هذه المرة كان من العيار الثقيل، كما لاحظت إحدى الشاحنات التي تنقل المركبات بسرعة جنونية بطريق الحرمين، متجها إلى جهة جسر الميناء في جنوب جدة. وأضاف أن هناك مخالفات بالجملة نشاهدها على طرق جدة السريعة والفرعية وتشكل خطرا كبيرا على مستخدمي الطرق الآخرين، ومن المعروف أن الشاحنات لها اوقات معينة للتحرك في الشوارع الرئيسية ويجب الالتزام بها ، كما يجب على قائدي الشاحنات استخدام كافة وسائل السلامة واحترام حق الطريق للمركبات الأخرى . وقال نواف خالد المطري: كثيرا ما شاهدت شاحنات محملة على طريق الحرمين دون وضع ساتر يغطيها ويحجبها ، ونفاجأ بتطاير الحمولة على أصحاب السيارات الأخرى أثناء سيرها، والأمر لا يتوقف على ذلك فحسب بل الخطر عندما يؤدي إلى حوادث مرورية وايضا تلف اجزاء المركبات المجاورة مثل الاطارات او تكسر الزجاج ، مشيرا إلى أن بعض دبابات النقل الصغيرة تخالف انظمة السلامة وتحمل حمولات كبيرة وبات طريق الحرمين مرتعا خصبا للشاحنات والدبابات التي تخالف في طريقة تحميل البضائع والخردوات. * ناقلات الوقود من جانبه أوضح سالم حلواني موظف بالمنطقة الصناعية جنوب مدينة جدة أنه يستخدم طريق الحرمين يوميا، ويلاحظ أن مخالفات الشاحنات في طرق جدة أصبحت منتشرة وبصورة مخيفة، ولم يقتصر الأمر على هذا فحسب بل بات الأمر شيئا عاديا بالنسبة لسائقيها، وأضاف الحلواني أن صهاريج الوقود يجب أن تلتزم تماما بالتعليمات المرورية وبأعلى وسائل السلامة ، حيث يتوجس منها البعض خيفة ويحاولوا الابتعاد عنها بكل وسيلة ، منبها إلى أن مثل هذه المخالفات تعتبر وسيلة لوقوع الكوارث خاصة من بعض الشاحنات التي تحمل على متنها بضائع الخردوات سواء حديد أو غيره. من جانبه أوضح قائد مركبة أجرة أن المشكلة لا يتوقف عند الشاحنات التي تحمل معدات ثقيلة فحسب موضحا أنه سبق أن شاهد شاحنة عليها حمولة كبيرة من المشروبات الغازية ، وحدث أن تهاوت الشاحنة على الطريق بصورة عشوائية وتناثرت العلب الأمر الذي سبب ارتباكا مروريا تسبب في حوادث اصطدام على الخط السريع ، واتضح فيما بعد أن السائق لم يقم بإحكام اغلاق ابواب صندوق الشاحنة جيدا . واضاف أن حالات تساقط الحمولات لاتتوقف وكثيرا ماتتكرر خاصة شمال جدة باتجاه طريق الأمير ماجد حيث يوجد العديد من مركبة (دباب) تحمل الخردوات والعديد منها يتوقف دائما في منتصف الطريق وذلك بسبب سقوط البضائع بسبب كثرة الأحمال عليها من سلع واثاث وخبز جاف وغير ذلك. ومن جهته يقول عبدالمحسن قاضي أن مثل هذه المخالفات تعد جريمة في بعض الدول، حيث تصل في بعض الأحيان إلى مصادرة الشاحنة من صاحبها، وطي قيد السائق إذ إن مشهد البضاعة أو الخردوات مكشوفة وغير محكمة التربيط أمر مخالف لأبسط قواعد المرور والسير. ويضيف أن هناك شاحنات تقوم بنقل خرسانة البناء والحصى الصغير وخلال سيرها يتساقط الحصى على السيارات الأخرى، مطالبا بأن يكون هناك مسار خاص للشاحنات عموما أو استحداث خطة سير تمنع حوادث لا يحمد عقباها، بالإضافة إلى معالجة وضع ناقلات الوقود التي أصبحت مصدر خطر. متسائلا: لماذا لا يتم التشديد على هؤلاء السائقين وتطبيق العقوبات بحقهم ، و توعيتهم عن طريق رسائل الجوال بالأنظمة المتبعة في طرق السير، والتي ستحد من هذه الظاهرة بشكل كبير. من جهته قال احد قائدي الشاحنات محمد المنصري: أننا نقوم بالالتزام بأوقات المرور وهذا اهم شيء بالنسبة لنا، واضاف أننا نخاف ونتوتر من المركبات الصغيرة التي تضايقنا في اوقات مرورنا مما يسبب ازدحاما كبيرا، ولأننا نتأخر في بعض الأحيان نضطر إلى الاستعجال مما قد يسبب تطايرا من الحمولة خصوصا الخفيفة مثل صناديق الفلين او الاسلاك او الاتربة.
مشاركة :