كونا - تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية ان محادثات أستانا للتوصل الى اتفاق سلام ينهي الأزمة السورية تشكل مضيعة للوقت في حين لا يبدو الشأن السوري أولوية في السياسة الأمريكية حاليا.هذا بحسب ما صرحت به مديرة حل النزاعات في معهد الشرق الأوسط بواشنطن رندة سليم وكذلك ما جاء في مذكرة من وزارة الخارجية الأمريكية خصت بها (كونا) بعد ان استفسرت عن الموقف الأمريكي تجاه محادثات أستانا التي عقدت جولة جديدة منها خلال الأسبوع الماضي.وفي هذا السياق قالت سليم في حديث انه رغم ان الولايات المتحدة قررت عدم المشاركة في جولة المحادثات إلا ان تركيا وإيران وروسيا حضرت الى جانب وفود من مجموعات المعارضة السورية والنظام السوري.واعتبرت سليم ان الغياب الأمريكي عن الاجتماعات يظهر بأن الولايات المتحدة "تبعد نفسها عن التورط في سوريا سياسيا ودبلوماسيا وبالتالي فإن الموضوع السوري ليس أولوية قصوى بالنسبة لإدارة الرئيس دونالد ترامب وهو ما أوضحه الرئيس بنفسه عندما قال انه يريد الخروج من هناك في انعكاس صريح لموقفه".وأشارت الى ان هذا الأمر يعكس أيضا تفهم الولايات المتحدة بأن الاجتماعات لن تقود الى العملية السياسية التي تأمل بتحقيقها في سوريا "حيث ترى ان أكبر دولتين حليفتين لنظام بشار الأسد (ايران وسوريا) تقودانها وهو ما يمثل مضيعة للوقت".ورأت سليم ان هذه الأمور كانت بمثابة تعويذة لسياسة الولايات المتحدة منذ الرئيس السابق باراك أوباما اذ أعلنت الولايات المتحدة شفهيا دعمها لإقامة فترة انتقالية وإجراء انتخابات وإعداد دستور جديد لكنها تعلم جيدا أن "جنيف" انتهت كعملية.وأوضحت انه رغم ان نظام الأسد استعاد أجزاء كبيرة من الأراضي السورية من المعارضة مؤخرا إلا ان محادثات استانا تقدمت في مجال مناطق خفض التصعيد كما كان مقررا في المحادثات السابقة التي جرت في شهر مايو.وشددت سليم على ان مستقبل سوريا "ليس بالضرورة في يد هذا البلد العربي بل في يد ثلاثة لاعبين غير عرب وهو ما يرمز بالنسبة لي الى الأمور في سوريا وفي الشرق الأوسط ككل حول من يقود السياسات في المنطقة".من جهتها أكدت وزارة الخارجية الامريكية في مذكرة ردت فيها على أسئلة من (كونا) ان واشنطن حثت المجتمعين في أستانا على إعادة توجيه الجهود الى عملية جنيف للسلام وتقديم الدعم الكامل للمبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا.وأضافت الوزارة "أن جهودنا تركز على إتاحة محادثات برعاية الأمم المتحدة في جنيف وتحقيق تقدم ملحوظ من خلال تلك المحادثات" مشيرة الى ان القنوات والمسارات الأخرى تعمل على حرف الأنظار عن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.وأكدت "اننا سنواصل مشاركتنا مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى بما فيها روسيا لتشجيع كافة الجهود الممكنة للتقدم في مسار الحل السياسي الذي حدده قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وبيان (دا نانغ) حول خفض التصعيد والذي أصدره الرئيسان ترامب وبوتين".يذكر ان الاجتماع الأخير في أستانا حضره المبعوث الأممي الى سوريا دي ميستورا بهدف لقاء وزراء خارجية تركيا وايران وروسيا للاتفاق حول تشكيل اللجنة الخاصة بوضع دستور جديد لسوريا.
مشاركة :