«بارقة أمل» تحفظ دماء «المعلمات».. ونسيت «المعلمين»

  • 12/21/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حل بمثابة بارقة أمل، صحيح أنه لا يقضي على المشكلة تماماً، لكنه يحد من نزف الدماء المستمر عبر عقود على طرق أصبحت مسجاة بدماء المعلمات اللائي تحولت أحلامهن بالعمل في أكرم المهن البشرية إلى كوابيس تطل على المجتمع الذي بات يرى بناته يموتن في سبيل الوصول إلى مدرسة. ويأتي قرار وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل القاضي بتخصيص دوام المعلمات اللائي يباشرن مهامهن في القرى والمناطق النائية إلى ثلاثة أيام أمس، بعد أن تشربت الطرق بدماء معلمات شابات كان همهن الأول إيصال العلم لقرى لم يتسن لأهلها الالتحاف بغطاء المدن. «أقبل رأس والدتي قبل خروجي إلى مدرستي فلا أعلم إن كنت سأعود أو لا».. هكذا تعبر المعلمة فاطمة العبيد التي قُدر لها أن تكون في إحدى السرايا العديدة التي تشد رحالها يومياً إلى مدارس تبعد عن منازلها قرابة الـ300 كلم. وتقول العبيد في حديثها لـ«الحياة»، إن الطرق الوعرة تمثل الهم والهاجس الأكبر، «فنحن نستقل مركبة عُتمت بالستائر، ولا نرى طريقنا ولكن نسمع قعقعة الإطارات في الحفر التي ملأت الطرق، وكانت وسيلة صبرنا هي محاولة إيناس بعضنا بعض بتجاذب الأحاديث». ولم يتطرق قرار الوزارة إلى أية آلية تختص بتغيير وضع المعلمين الذين يشدون رحالهم يومياً إلى تلك المناطق النائية، كما يقول المعلم سعود السعيد لـ«الحياة». ويؤكد السعيد معاناة المعلمين أيضاً من سوء الطرق التي يمرون عليها، مضيفاً: «سبق أن عايشت فقدان أحد أصدقائي الذي توفي في طريقه إلى مدرسته التي تبعد عن مكان استقراره نحو 180 كيلومتراً». ولا يكاد ينقضي أسبوع إلا وتتخلله حادثة أو أكثر وضحيتها معلمات على أحد طرق البلاد، ويكون سبب الحادثة إما إهمال قائد أو مقاول، إذ وقعت في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حادثتان مروريتان، أسفرت الأولى التي وقعت بالمخواة في منطقة الباحة (جنوب غربي المملكة) عن وفاة ثلاث معلمات وإصابة ست أخريات، بينما أدت الحادثة الثانية إلى وفاة معلمتين على أحد الطرق الواصلة بين مدينة تبوك والمحافظات والمراكز التابعة لها.

مشاركة :