قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم‏:‏ «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»‏. وكل رب عمل مسؤول عن موظفية يحفظ حقوقهم ويدافع عنها. وفي قطاع التعليم العالي: مديرو الجامعات مسؤولون عن موظفيه من أعضاء هيئة تعليمية وإدارية، ووزير التعليم العالي مسؤول عن قطاعه التعليمي التابع له، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ونحتاج إجابة عاجلة له: أين هؤلاء عندما فوجئنا بقرار استقطاع بدل الحاسب الآلي من قبل وزارة المالية وهي الجهة التي لا تملك سلطة رئاسية على الجهات الحكومية الأخرى، إنما تتصرف في حدود صلاحياتها وفهمها للأنظمة بما لا يعتدي على غيرها من أنظمة الدولة الأخرى - وهذه البداية - بدون أن تقدم لنا أية مبررات أو أسباب مقنعة لاستقطاعه، وكأننا الطبقة الدنيا من المجتمع التي لا تفقه من أمرها شيئاً والتي من المطلوب أن تنفذ بدون أن تسأل أو تستفسر!! كيف توافقون على إيقاف بدل الحاسب الآلي وأنتم تفرضونه علينا في كل خطوة نخطوها داخل حرم الجامعة وخارجها سواء بتسيير العملية التعليمية (شرح، تصحيح، رصد، متابعة، مقررات، فهرسة...الخ)، والمعاملات الإدارية والبحثية وفي الجودة والاعتماد الأكاديمي للصعود للقمة والحصول على الاعتماد الأكاديمي تحت شعار "جامعة الكترونية، وجامعة بلا ورق". والجدير بالذكر؛ أصبحت الجامعات الآن بجهد أعضائها تعمل بنسبة 80 % فأكثر إلكترونياً ضمن خطة استراتيجية معدة لهذا الهدف، بالرغم من أن مهمة عضو هيئة التدريس الأساسية وخاصة في التخصصات الأدبية توصيل المادة العلمية شفهياً، وأصبحنا نحولها إلكترونياً وعملياً وتعليماً عن بعد وما إلى ذلك للرفع من قيمة المادة العلمية والوصول للعالمية. أهذه هي مكافأتنا لجهودنا الدؤوبة؟ فنحن نواجه الحاسب الآلي يومياً حتى في الإجازات الأسبوعية بما لا يقل عن ست ساعات يومياً. ألا يعتبر هذا ضرراً بالصحة العامة – ألم بالعيون وصداع مرافق-؟ فقانوناً هناك بدل طبيعة عمل في نظام الخدمة المدنية، يصرف لأصحاب الوظائف التي تتسم بصعوبة العمل كوظائف النسخ والتعرض للخطر والخسارة، بنسبة %20 وهذا حق آخر لنا لا بد من المطالبة به والحفاظ عليه. وختاماً؛ إن كانت وزارة المالية تريد توفير مبلغ معين – والله أعلم الأسباب الكامنة خلف هذا التوفير بالرغم من شيوع خبر فائض متوقع في ميزانية المملكة بمقدار 61 ملياراً لعام 2014م "جريدة اليوم، العدد 15158"-، فالأجدر بها البحث عن مجالات أخرى غير مستحقة، بدلا من استقطاع بدل الحاسب الآلي (%20) الذي يعد بمثابة الدم بالوريد في العملية التعليمية، وبدل طبيعة عمل وإضرار بالصحة وهي الأولى بصرفها واستحقاقها. احفظوا حقوقنا وأنصفونا بارك الله فيكم، فهَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ؟.