فى مقال قبل ٥٠ عامًا، كتب الأنبا غريغوريوس، أسقف عام البحث العلمى والدراسات القبطية العليا، مقالًا إبان ظهورات السيدة العذراء مريم فى منطقة الزيتون.«سعدت كنيستنا وبلادنا وشرفت بظهور وتجلي أم النور مريم فى ٢ إبريل ١٩٦٨ بصورة لم يعرف لها نظير فى كل بلاد العالم شرقًا وغربًا. وقد هرع الناس إلى كنيسة الزيتون من كل مكان فى القاهرة وفى كل بلادنا. ومن غير بلادنا، وحملت الإذاعات والصحف ووكالات الأنباء الخبر السعيد إلى كل مكان فى الدنيا واهتزت له النفوس وانتعشت به الأرواح والأجساد وتدفقت على كنيسة الزيتون عشرات الآلاف من كل لون وجنس ودين ولغة، وأيقن الجميع أنهم أمام ظاهرة خطيرة ولابد أن تكون بشيرا بأمر جلل وأحداث لها خطرها بالنسبة لمستقبل كنيستنا وبلادنا وبالنسبة لمستقبل البشرية كلها.أما تجليات السيدة العذراء فى الزيتون فتتميز بأمور ثلاثة:أولا: إنها تجليات لا لشخص واحد أو عدد محدود من أفراد يرونها هم لا يراها غيرهم، بل هي تجليات لجميع الناس فقد رآها فعلا عشرات الألوف فى كل مرة. ولذلك فهي تجليات وليست مجرد ظهور.ثانيا: إن بعض تجليات أم النور تستغرق وقتًا كافيًا قد يطول أحيانا إلي بضع ساعات، حتى أمكن للبعض أن يراها مرات فى الليلة الواحدة، فإذا ابتعد عن مكان الرؤية بسبب ضغط الجماهير وتزاحمها، كان يجاهد ليعود مرة ومرات، فكان يتمكن من رؤية أم النور، ثم يفسح المجال لغيره، ثم يعود فيراها من جديد. وكان بعض الناس ممن يراها يجري إلي بيت قريبه أو صديقه يوقظه من نومه فيرتدي ملابسه ويندفع إلي المكان، فيري بدوره ما رآه غيره فيرجع مؤمنًا بحقيقة الرؤية.ثالثا: إنها تجليات متكررة متوالية متكررة لأنها:١- فى الليلة الواحدة تظهر وتتجلي عديدا من المرات، وبمناظر مختلفة وفى مواضع مختلفة من الكنيسة: فى داخل القبة الشرقية البحرية، وفى خارجها،وفى داخل القبة الغربية البحرية،وفوقها، وخارجها،وفوق القبة الكبري والوسطي، وفوق القبتين الغربية القبلية والقبة الوسطي، وفوق النخلة، وفى الفجوة بين شجرتين بالجهة القبلية للكنيسة.٢ - إنها تظهر أحيانا فى ليال متعاقبة من دون هدنة. وفى بعض الليالي التي لا تتجلي فيها تظهر بعض الظواهر الروحانية ومن بينها الحمام الأبيض الناصع المشع فى تشكيلات مختلفة، والنجوم والبخور، والسحاب المنير. وفى بعض الليالي لا يظهر شىء علي الإطلاق. ولكن عدم الظهور فى هذه الليالي يؤكد حقيقة الظهور فى الليالي التي تتجلي فيها أم النور، لأن الظروف الخارجية هي هى بعينها من حيث الإضاءة وغيرها.ولا يمكن لذلك أن نعطي رقما صحيحا لعدد مرات الظهور أو التجليات التي تمت حتي الآن. إنه لا يعيها الحصر.٣- ثم إنها تجليات متوالية، لقد مر علي بدء الظهور سنة كاملة (من ٢ أبريل سنة ١٩٦٨ إلى ٢ أبريل ١٩٦٩) وما زال تجلي العذراء والظواهر الروحية تتوالي، ولا نعرف متي يتوقف هذا الظهور أو التجلي. فإذا قلنا إن تجليات العذراء أم النور بلغت فى هذا العام المنصرم ٣٠٠ أو٤٠٠ ظهور وتجلي، فهذا التقدير تقدير خاطئ لاشك، وليس منصفا للحقيقة الواقعة. لأنه إذا كان فى بعض الليالي لا يتم ظهور واحد، ففى ليال كثيرة متوالية كانت تتم عدة تجليات فى الليلة الواحدة وإلي فترة طويلة تعقبها هدنة غير محددة لليلة واحدة أو لبضعة ليال. من كل ما سبق يتضح لنا أننا فعلا أمام ظاهرة جديدة كل الجدة لم يسبق لها نظير فى الشرق أو الغرب. وهي ظاهرة ينبغي أن ننظر إليها نظرة جادة غير هازلة، لأنها على قدر ما هي مفرحة ومثيرة بقدر ما هي جليلة وخطيرة، بل وبشيرة ونذيرة بأحداث متوقعة فى المستقبل القريب لأمتنا وبلاد الشرق الأوسط، وفى المستقبل البعيد للجنس البشري كله.
مشاركة :