قصف متبادل بين «حماس» وإسرائيل يربك مساعي التهدئة في غزة

  • 8/9/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القدس المحتلة - أ ف ب - بدا أمس ان ملف التهدئة بين «حماس» وإسرائيل مفتوح على كل الاحتمالات. فما أن صرح قيادي في الحركة بأن محادثات الوساطة بلغت «مرحلة متقدمة»، حتى وقع تصعيد متبادل بين إسرائيل و»حماس» أربك مساعي التهدئة ووضعها في مهب الريح، في وقت أعلن المكتب السياسي لـ «حماس» أن الحركة لن تدفع أي ثمن سياسي مقابل رفع الحصار الإسرائيلي، مبدياً الاستعداد للتفاوض على صفقة تبادل أسرى مع اسرائيل عبر طرف ثالث. على خط موازٍ، اجتمع الرئيس محمود عباس مع العاهل الأردني عبدالله الثاني في عمان. وبدأ التدهور أمس بمقتل فلسطينيين بقصف إسرائيلي، أعقبه مساء أمس إطلاق 8 قذائف من قطاع غزة استهدفت سديروت جنوب إسرائيل، في ما يعتقد انه مسعى من «حماس» لتثبيت معادلة «القصف مقابل القصف، والدم مقابل الدم». وما لبث الجيش الاسرائيلي أن قصف مواقع لـ «حماس». يأتي هذا التصعيد بعد وقت قصير من إعلان المكتب السياسي لـ «حماس» في بيان، عقب سلسلة اجتماعات بحضور أعضائه من الخارج في غزة، أنه يتعامل مع «الجهود المبذولة من كل الأطراف المعنية بعقل وقلب مفتوحين، اعتباراً لمصالح شعبنا، وحرصاً على إنهاء الحصار الظالم... ونؤكد أنه لا أثمان سياسية لذلك، ولا تنازل عن حقنا في سلاحنا ومقاومتنا، والوحدة الجغرافية والسياسية بين الضفة (الغربية) والقطاع». كما أكد «استمرار شعبنا في مسيرات العودة وتطويرها حتى تحقق أهدافها، وفي المقدمة منها كسر الحصار». وأشار الى أن «وفد الحركة الذي توجه إلى القاهرة أمس «حمل رؤية الحركة النابعة من الرؤية الوطنية الجامعة، التي تسعى إلى تحقيق مصالحة حقيقية ووحدة وطنية قائمة على الشراكة الكاملة في بناء النظام السياسي والمؤسسات الوطنية وإنجاز برنامج وطني مشترك». وأكد أنه «جاهز للتفاوض غير المباشر لإنجاز صفقة تبادل أسرى مشرفة». وكان القيادي في «حماس» خليل الحية قال في وقت سابق أمس إن المحادثات التي تتوسط فيها الأمم المتحدة ومصر للتوصل إلى اتفاق لتهدئة مع إسرائيل «في مراحل متقدمة، وإن شاء الله نقطف ثماراً طيباً، نعود به الى شعبنا على طريق إنهاء الحصار ومعاناة شعبنا الفلسطيني في غزة». وأدلى نائب إسرائيلي بتصريحات مشابهة، متوقعاً انفراجة بعد مواجهات مستمرة منذ أربعة أشهر فجرت تهديدات متبادلة بالحرب. كما توقع وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان أمس أن «تكون هناك مسارات سرية لا يعلم بها الوزراء للتوصل إلى اتفاق مع حماس». وقال لموقع «واينت» العبري، إن إسرائيل ترفض أي تهدئة لا تشمل حل قضية المواطنيْن الإسرائيليين وجثتي الجنديين الأسرى في قطاع غزة، «إضافة إلى منع تعزيز قوة حماس». وأضاف أن التسوية يجب أن تشير بوضوح الى «تهدئة مطلقة»، وأن إسرائيل «لن تساوم على مواصلة إطلاق البالونات والطائرات الورقية الحارقة، كما يجب أن تشمل وقف الخطوات الإرهابية الأسبوعية (المسيرات الشعبية) أيام الجمعة». في هذه الأثناء، أكد العاهل الأردني خلال استقباله الرئيس الفلسطيني في عمان أمس، استمرار الأردن في بذل الجهود، بالتنسيق مع الأطراف المعنية، لإعادة إطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. ودعا إلى تسوية قضية القدس ضمن قضايا الوضع النهائي باعتبارها مفتاح السلام في المنطقة. ووفقاً لبيان صدر عن الديوان الملكي، فإن اللقاء أشار إلى ضرورة ان يدعم المجتمع الدولي دور «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) لتمكينها من الاستمرار في تقديم خدماتها للاجئين. وتوجه عباس لاحقاً الى قطر في زيارة قال مسؤولون فلسطينيون إنها تهدف الى مطالبتها بالضغط على «حماس». تأتي هذه التطورات في وقت تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة نقل أعدها الاتحاد الأوروبي لربط الضفة بالقدس وغزة عبر موانئ جوية وبحرية ومد سكك حديد وشق طرق السيارات، من دون علم إسرائيل. وقالت المصادر إن الخطة تدخل ضمن إطار برنامج وضعه الاتحاد الأوروبي ويستمر لعام 2045، ويهدف الى خلق بنية تحتية ضخمة لربط مدن الضفة، بما فيها المنطقة «ج» الخاضعة لسيطرة إسرائيل، بالقدس الشرقية وقطاع غزة بالاتفاق مع الفلسطينيين، موضحة أن الجانب الإسرائيلي ليس على أدنى علم بهذه الخطة. وعلّق وزير الاتصالات الإسرائيلي يسرائيل كاتس على الخطة: «أوضحت أن غزة لن تتصل مع الضفة، وكل هذه الخطط مجرد حبر على ورق وغير مقبولة». وقال النائب عن حزب «البيت اليهودي» موتي يوغيف إن خطة الاتحاد الأوروبي التي تم الكشف عنها خلال مناقشة في لجنة ترأستها «الإدارة المدنية الإسرائيلية» هي «فعلاً خطة رئيسة خاصة بهم، ويخطط لها الاتحاد الأوروبي من وراء ظهورنا لإقامة دولة فلسطينية غير موجودة».

مشاركة :