القدس – أحمد عبدالفتاح| بعد يومين من التصعيد العسكري المفاجئ، والوقوف على حافة الانفجار الشامل بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وإسرائيل، نجحت مساعي الوساطة التي قادتها مصر ونيكولاي ملادينوف مبعوث الامم المتحدة لعملية السلام، بوقف اطلاق النار، حيث ساد الهدوء الحذر أمس القطاع المحاصر والبلدات الاسرائيلية المحيطة به، ولم تسجل اي خروقات من الطرفين. وبينما نفت إسرائيل التوصل لاتفاق جديد على التهدئة، أعلن ملادينوف عن التوصل إلى تهدئة بين حماس وإسرائيل، وابلغ مكتبه المراسلين السياسيين لوسائل الإعلام الإسرائيلية أنه فعلاً تم التوصل لاتفاق بموافقة تل أبيب، ولكن ليست «تهدئة طويلة الأمد» التي يعمل عليها. الأمر عينه اكده القيادي في حماس إسماعيل البردويل، حيث اعلن عبر صفحته على «فيسبوك» عن التوصل الى اتفاق تهدئة بوساطة مصرية وأممية، دخلت حيز التنفيذ الساعة الحادية عشرة قبل منتصف ليل الخميس. غير ان القيادة السياسية الاسرائيلية ما زالت تنكر ذلك وتنفي التوصل الى اتفاق، موضحة «ان الهدوء سيقابل بالهدوء». وقالت ان المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية «الكابنيت» أمر الجيش بمواصلة العمل ضد الإرهاب بكل قوة وبلا هوادة. ولكن مصادر إسرائيلية قدرت ان احتمالات وقوع مواجهات واسعة في قطاع غزة في هذه المرحلة قد تراجع بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أن التعليمات التي صدرت عن اجتماع «الكابنيت» تضمنت أن «وقف النار من جانب حماس يمنع القيام بحملة عسكرية واسعة النطاق». في وقت قال مسؤول إن إسرائيل تعمدت قصف «أهداف نوعية» في غزة، الامر الذي دفع حركة حماس الى الطلب عن طريق مصر وقف إطلاق النار. وبحسب تقديرات الأجهزة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية، فإن حماس فضلت إنهاء الجولة القتالية الحالية في أعقاب الخسائر التي تسببت بها الهجمات الإسرائيلية الاخيرة. كما دعت قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال مستوطني بلدات محيط قطاع غزة إلى العودة لحياتهم الطبيعية بشكل جزئي، وعودة عمل خط القطار بين مدينتي عسقلان وسديروت، مؤكدة أن «امتحان الهدوء سيكون يوم الجمعة عند الجدار في إشارة إلى تظاهرات مسيرة العودة التي تنظم كل يوم جمعة باتجاه السياج المحيط بقطاع غزة». واعتبرت أن «كل حدث قد يؤدي إلى جولة عنف جديدة قد تكون أقسى من سابقتها، لذلك ستبقى حالة التأهب قائمة في غلاف غزة وفي مستوطنات الجنوب». غير ان الغزاويين لم يستسلموا وأحيوا، أمس، الجمعة العشرين من مسيرات العودة التي حملت عنوان «الحرية والحياة» قرب «السياج الفاصل» شرق القطاع. واستشهد مسعف فلسطيني وآخر مدني بنيران جنود اسرائيليين خلال مواجهات، اندلعت على طول الحدود، وفق ما افادت وزارة الصحة في القطاع. وقال المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة «استشهد المسعف المتطوع عبدالله القططي برصاصة في الصدر شرق رفح»، لافتا الى ان عدد الجرحى في صفوف الفلسطينيين تجاوز المئة، وبينهم حالة خطرة. في سياق متصل، حذّر الاتحاد الاوروبي امس من «قرب» اندلاع نزاع جديد بين اسرائيل وغزة بعد المواجهات الاخيرة. وقالت متحدثة باسم الاتحاد للشؤون الخارجية في بيان ان «تصعيد العنف في الايام الاخيرة أدى، في شكل خطير، الى تقريب غزة وإسرائيل من نزاع جديد». في الغضون، قالت مصادر فلسطينية ان القاهرة ستواصل مساعيها لجهة العمل على التوصل لاتفاق على تهدئة طويلة الامد. ومن المقرر ان تشهد العاصمة المصرية، مع مطلع الأسبوع، سلسلة اجتماعات لمواصلة بحث الاقتراحات المصرية.
مشاركة :