المعادلة في غزة: «الهدوء مقابل الهدوء.. والقصف بالقصف»

  • 3/26/2019
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل استمرار جهود الوفد الأمني المصري الذي لا يزال يجرى اتصالات مع الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية من أجل التأكيد على سريان الهدوء في قطاع غزة، تظل المعادلة القائمة حاليا تحت عنوان “الهدوء بالهدوء و القصف بالقصف”. وكانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أعلنت منذ الليلة الماضية استجابتها للوساطة المصرية لوقف إطلاق النار، والتزامها بالتهدئة طالما التزم بها الاحتلال الإسرائيلي. ودعا رئيس حزب ميرتس الإسرائيلي ” تامار زاندبرغ”، حكومة نتنياهو إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسعى منه فورًا إلى تسوية واسعة تشمل إعادة بناء قطاع غزة، وفتح المعابر وبدء مفاوضات للتوصل إلى تسوية سياسية،   مفاوضات تحت النار وقال المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي “هناك جهود مصرية واضحة من أجل تثبيت تهدئة هدفها واضح وهو منع التصعيد وتطور الأحداث”. وتجري هذه المفاوضات للمرة الأولى تحت النار، على حد تعبير مرداوي الذي أضاف “الظروف والحاجة وزحمة المواعيد وشدة وطأة تأثيرها تفرض على الجانبين القبول بإجرائها وعدم مغادرة المربع دون التوصل لحلول تحقق الاحتياجات الملحة لكل طرف”. وأوضح مرداوي أن الفلسطينيين يريدون كسر الحصار وإلزام العدو بالتعهدات وإنهاء الإجراءات القمعية في السجون. وقال “من جهة ثانية.. فإن الاحتلال يريد تفادي نتائج يوم السبت والمسيرة المليونية ووقف الإرباك الليلي والاطمئنان على سير الانتخابات في ظل هدوء يخدم نتنياهو ولا يضره”.   أقل من حرب وأكثر من مواجهة من جهته وصف الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع في مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، بأن ما يجرى أقل من حرب وأكثر من مواجهة عادية قد تمتد اثارها مستقبلاً، لافتا إلى أن التحرك العسكري ضد قطاع غزة مرتبط بعملية انهاك حماس داخلياً، وذلك على الأرجح بعد طرح صفقة القرن التي لا مكان لحماس فيها. وحول معادلة الهدوء بالهدوء قال مناع “أعتقد بأن المفاوضات حول التهدئة غزة ما زالت جارية على قدم وساق، والاحتلال يسعى جاهداً لربطها بيوم 30/3 يوم الأرض ومرور عام على مسيرات العودة، كي يضمن الهدوء النسبي على الحدود، الأمر الذي ترفضه حماس. ورجح مناع احتمالية التصعيد، إذ لا تزال مظاهره موجودة، مثل قطع نتنياهو زيارته للولايات المتحدة، وتعطيل الدراسة في الجنوب، وإغلاق شاطئ عسقلان. وأضاف ” منذ بداية الوساطات المصرية والأممية، كانت التوقعات تشير الى نجاحها، ولا سيما في ظل عدم الرغبة الواضحة لجميع الأطراف في خوض اي مواجهة جديدة، لكن الملفت للنظر هو الصمت الإسرائيلي حول الاتفاق الذي جاء بعد ساعات من بداية القصف، بالإضافة الى حالة التخبط التي برزت في الإعلام العبري، لكن تصريحات بعض الساسة في اسرائيل أشارت إلى وجود اتفاق مخجل بالنسبة لهم، مما دفع نتنياهو إلى إلغاء فكرة تقصير زيارته الى واشنطن كما أعلن في وقت سابق، أما فيما يتعلق بالفصائل فكانت على موقف واضح وموحد والتي عبرت عن التزامها بالتهدئة مادام التزمت إسرائيل بها”. وبلغت الغارات التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 50 غارة استهدفت بالقصف بنايات سكنية ومقرات مدنية ومواقع للمقاومة وأراضي زراعية فلسطينية، وأسفرت عن قرابة 10 إصابات بين الفلسطينيين.

مشاركة :