الشارقة: فدوى إبراهيمودعنا قبل عام من لندن ولسان حاله يقول «باي باي لندن»، إنه الغائب الحاضر عبدالحسين عبدالرضا الذي يصادف اليوم الذكرى الأولى لرحيله في أحد مستشفيات لندن إثر مشاكل في القلب، وسبقت وفاته جلطة قلبية وتراجعت على إثرها حالته الصحية. ويعتبر عبدالرضا واحداً من مؤسسي الحركة الفنية والمسرحية في الكويت، لامست أعماله قلوب كل مشاهديه من منطقة الخليج والوطن العربي بحسها الفكاهي الساخر من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.كانت آخر الأعمال الفنية التي ظهر فيها عبدالرضا مسلسل «سيلفي 3» وقدم في حلقتين شخصية مسن يبحث عمن يتبرع له بقلب بعنوان «قلب أبوي»، وبدا محافظاً على روحه العفوية في الأداء، كما سبقه مسلسل كوميدي بعنوان «العافور». عبدالرضا بقي ذلك الرجل الساخر المحب للابتسامة، أحبه كل من حوله ومن عمل معه، وفي فيديو صوره الفنان طارق العلي خلال زيارته للمستشفى وهو على سرير المرض قبل وفاته، أحب أن يطمئن جمهوره عليه، فبادره عبدالرضا قائلاً وممازحاً: ما حد ممرضني غيرك، مما أثار ضحك العلي.وجدد عدد من الفنانين نعيهم وترحمهم على الفنان الراحل، وكتب طارق العلي: الله يصبرنا على فراقك والله يطول بعمر رفقاء دربك. ونشر محمد جابر الملقب بالعيدروسي صوراً جمعته بالراحل وكتب: ذكرى رحيل رفيق الدرب الله يرحمه ويغمد روحه الجنة. كما نعاه الفنان والمخرج مناف عبدال وكتب: رحمك الله بوعدنان. كما نعته الفنانة العراقية ميس كمر التي أدت معه دور البطولة في مسلسل «العافور». وكتب الفنان أحمد إيراج: مهما نقول والله قليل الله يرحمك.واستذكره كل من الفنانين سعيد سالم وحبيب غلوم بصور جمعتهما بالراحل. ونوه غلوم عبر حسابه على «إنستجرام» بأن علاقته توطدت بالراحل عبدالحسين عبدالرضا خلال مشاركته إياه مسلسل «مرمر زماني».بدأ عبد الحسين عبد الرضا مسيرته الفنية مقتبل ستينيات القرن الماضي، في جعبته أكثر من 30 عملاً تلفزيونياً و33 عملاً مسرحياً، وراوح فيها بين الأوبريتات الغنائية والأداء المتميز والطاقة وروح الفكاهة اللاذعة، حتى صنف رائداً من رواد المسرح. وخلال مسيرته الفنية كان همه معالجة القضايا الاجتماعية بكل تجرد، بل وانتقد كل شيء من حوله، وهو ما ترجم بشكل واضح في مسرحيته الشهيرة «سيف العرب» التي جاء سياقها مناقشاً دخول الجيش العراقي للكويت، فتارة هو ينتقد الحالة وتارة ينتقد الذات، فهدفه هو إمتاع وإضحاك الجمهور.مثل عبدالحسين عبدالرضا أدواراً تراجيدية حينما كان العرض التلفزيوني باللونين الأسود والأبيض، وبحسب تصريحاته في أحد اللقاءات التلفزيونية فإن تلك الأعمال اندثرت، لتحل محلها أعماله الكوميدية والتي أول ما يخطر ببال مستمعه بعد تلك المرحلة مسلسلا «درب الزلق» و«الأقدار»، وقال إن تحوله للكوميديا جاء لاعتقاده أن الأدوار التراجيدية أكثر سهولة كون الإنسان بطبيعته عاطفياً ومن الممكن أن يحزن وأن تدمع عيناه من بكاء طفل صغير، وهو ما جعله يغير مساره الفني ليتوجه للكوميديا، فإضحاك المشاهد هو الأصعب وهو ما توجه إليه. وعرف عبدالحسين عبد الرضا بأنه من الفنانين الذين أتقنوا الخروج على النص في مسرحياته، فحصد تفاعل جمهوره بعفويته وسرعة بديهته ونكتته، وأشار عبدالرضا إلى أن حفظ المشاهد وتجسيدها وإلقاءها قد يكون جيداً في حال المشاهد القصيرة، أما المشاهد الطويلة فيحتاج فيها الفنانون على الخشبة أن يستمتعوا بها أيضاً وليس فقط إمتاع الجمهور، فيأتي هنا الخروج على النص. ووجه عبدالرضا في لقاء له نصيحة من القلب لمحبيه وللجميع بعدم الانسياق وراء آفة التدخين، حيث ظهر في أحد لقاءاته التلفزيونية مدخناً وعاب على نفسه هذه العادة السيئة.
مشاركة :