قبل نحو ثلاثة أيام من حلول الذكرى الخامسة لفض اعتصام أنصار جماعة "الإخوان" في رابعة العدوية 14 أغسطس 2013، نجحت قوات الأمن المصرية في إحباط محاولة انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً من تفجير نفسه داخل كنيسة العذراء في منطقة مسطرد بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة)، أمس، وإبعاده عن المنطقة التي شهدت وجودا قبطيا مكثفا. وقال مصدر أمني، إن الإرهابي قتل أثناء محاولته تفجير نفسه بالقرب من الكنيسة، لكن لم يتعرض أي من المواطنين لإصابات، خصوصا أن قوات الأمن المحيطة بالكنيسة نجحت في منع الإرهابي من الوصول إلى مدخلها وأردته قتيلا في الحال، وكان هناك بعض المسيحيين يؤدون صلاتهم داخل الكنيسة قبل الهجوم بلحظات. وأشار المصدر إلى أن الإرهابي كان يستهدف تجمعات تحتفل بمولد "العذراء" بالكنيسة، الذي بدأ الثلاثاء واختتم أمس، لكن يقظة رجال الأمن، وشدة الإجراءات حالت دون تقدم الإرهابي الذي اضطر إلى تفجير حزامه الناسف أعلى كوبري مسطرد، الأمر الذي حال دون وقوع قتلى أو إصابات. من جهته، قال مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمد نور الدين، لـ"الجريدة"، إن "المحاولة تأتي في إطار محاولات هز الاستقرار، والنيل من النجاح الأمني في مواجهة الإرهاب، سواء مع استمرار العملية الشاملة في سيناء ومحاصرة الإرهاب فيها، أو النجاحات في العمق بالقبض على عشرات الإرهابيين وتفكيك الكثير من خلاياهم". في غضون ذلك، قررت نيابة استئناف الإسكندرية، أمس، حبس الراهب المشلوح، اشعياء المقاري، 4 أيام على ذمة التحقيقات في واقعة قتله لأسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون، الأنبا إبيفانيوس. وقالت مصادر أمنية إن المتهم اعترف بارتكاب الجريمة، باستخدام عمود حديدي مستطيل يزن 12 كيلوغراما، وقام بإعادة تمثيل الجريمة. إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية حالة الاستنفار الأمني، تزامنا مع حلول الذكرى الخامسة لفض الاعتصامين المسلحين لجماعة "الإخوان" في ميداني رابعة العدوية، ونهضة مصر بالقاهرة والجيزة، 14 أغسطس 2013، والذي شهد سقوط عشرات القتلى بين صفوف المعتصمين ورجال الشرطة، والذي تحل ذكراه الثلاثاء المقبل. وتشمل الخطة الأمنية الوجود الميداني لكبار قيادات الشرطة في الشارع، للإشراف على التمركزات الأمنية المختصة بتأمين المنشآت الحيوية، فضلا عن الدفع بمزيد من قوات الأمن المركزي، وقوات مكافحة الشغب للتمركز في الميادين الرئيسية بالقاهرة والمدن الكبرى بالمحافظات، مع التنبيه على ضرورة اتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر. وعلمت "الجريدة" أن وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، وجه القوات باتخاذ أقصى درجات اليقظة لتفويت الفرصة على أي محاولة للنيل من استقرار البلاد، وتشمل الخطة الأمنية تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المناطق السياحية ودور العبادة المسيحية، وكذا تكثيف وجود القوات في محيط السجون المصرية. في الأثناء، يفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم قناطر أسيوط الجديدة، والتي تعد أكبر المنشآت المائية على نيل مصر في القرن الواحد والعشرين، إذ تفقد وزير الموارد المائية والري، محمد عبدالعاطي، القناطر أمس، للوقوف على استعدادات افتتاحها وبدء التشغيل الرسمي. وتهدف القناطر الجديدة إلى تحسين الري في زمام إقليم مصر الوسطى (نحو 1.6 مليون فدان)، وتحسين الملاحة النهرية، عبر إنشاء هويسين ملاحيين، فضلا عن إنتاج طاقة كهربائية بقيمة 32 ميغاواط من المحطة الملحقة بالقناطر. وصرح وزير الري أن مشروع القناطر الجديدة، تم بتكلفة إجمالية 6.5 مليارات جنيه، ويمثل نقطة تحول في تاريخ إنشاء المنشآت الكبرى على مجرى النيل الرئيسي، كما يمثل آخر مشروع في سلسلة من المشروعات التي تمت على مجرى النيل على مدار الأعوام القليلة الماضية، وشملت قناطر نجع حمادي الجديدة، وقناطر إسنا الجديدة، وإحلال وتجديد منشآت الرياح المنوفي بمنطقة القناطر الخيرية، لافتا إلى أن مشروع قناطر أسيوط يخدم 5 محافظات، بما يعادل نحو 20 في المئة من المساحة المزروعة في مصر.
مشاركة :