لا الوقت متاحًا للحديث مجددًا عن ظاهرة "العزب" التي كانت متفشية بمؤسسات كثيرة خلال السنوات السابقة.. ولا الزمان مناسبًا لأن ينتشر الفساد والمحسوبية مرة أخرى في قطاعات الدولة خاصة بالجامعات المصرية، في ظل الضربات الاستباقية والنجاحات المتكررة التي يحققها رجال الرقابة الإدارية وتطالعنا بها وسائل الإعلام بشكل مستمر، وفي ظل أيضًا ثورات التغيير التي قام بها أبناء هذا الشعب من أجل العدالة الاجتماعية، واقتلاع الفساد من جذوره.ضحية اليوم "شاب" في مقتبل العمر تخرج العام الماضي بتقدير 88.5 % من قسم الإعلام بكلية آداب جامعة سوهاج «شعبة صحافة»، الشاب «عبد السلام مبارك» تصدر المرتبة الثانية علي المتفوقين بدفعته، حيث حصل الأول علي 89% وتم تعيينه معيدًا، وحصل الثالث علي 86% «شعبة علاقات عامة» وتم تعيينه أيضًا معيدًا بالقسم، إلا أنه الشاب الذي تصدر المرتبة الثانية لم يكن له نصيبًا في اختياره للمنصب الذي كان يحلم به كباقي رفاقه من المتفوقين، وذلك لأن هناك لائحة – وفقًا لما أكده مسئولين بالكلية - تنص علي أن التعيين يكون بموجب الشعب وليس الأقسام، وأن اختيار المعيدين يكون بنظام الأول من كل شعبة سنويًا.المثير للجدل أن «الشاب» تقدم بتظلم مكتوب للدكتور أحمد عزيز رئيس الجامعة، ينص علي أن «عبد السلام» حصل علي المركز الثاني من بين المتفوقين علي دفعته، ولم يحق له التعيين، وبالفعل حصل علي تأشيرة دعم منه كان نصها: "تعيين المعيدين يكون من الأقسام وليس الشعب وفقًا للقانون»، طالبًا الإفادة من عميد الكلية، كما أن مجلس قسم الإعلام وقّع في محضر اجتماع له بالموافقة علي تعيين الطالب، وقد كان نص التوقيع: "أن القسم ليس لديه مانع في ضوء اللوائح والقوانين المنظمة"، إلا أن الشاب فوجئ برفض مجلس الكلية برئاسة عميدها الدكتور فتوح خليل، دون إبداء أي أسباب.الرئيس السيسي نفسه ينادي دائمًا بدعم الشباب واختيار أصحاب الكفاءات منهم لقيادة المستقبل، بل والتوجية بتأهيلهم مستقبلًا لإدارة المؤسسات.. وكان ذلك واضحًا خلال سلسلة «مؤتمرات الشباب» التي تنعقد من حين لآخر بحضور الرئيس والذي يترجم خلالها توجيهاته علي شكل قرارات ومناقشات وحوارات قائمة بين المسئولين والمشاركين، مفادها الاستفادة بقدر الإمكان من الطاقات الإيجابية والخبرات غير المستغلة بين هذه الفئة، وكذلك الاستماع إلى مشكلات الشباب والتوجية بسرعة حلها. وأخيرًا يبقي السؤال .. لماذا منحتم هذا «الشاب» الأمل؟.. وإن كان تعيينه مخالفًا للوائح والقوانين.. ألم يكن رئيس الجامعة ملمًا بهذه اللوائح والقوانين المنظمة لأقسام المؤسسة التي يديرها أم أن التعنت في تنفيذ التوصيات مقصودًا لإقصائه من التعيين؟ .. وللحديث بقية ..
مشاركة :