أكد وزير الدفاع الأفغاني طارق شاه بهرامي مقتل حوالى 100 من أفراد قوات الأمن، في معارك متواصلة منذ 4 أيام لطرد مسلحي حركة «طالبان» من مدينة غزنة الاستراتيجية جنوب شرقي البلاد. وأشار إلى «مقتل حوالى 30 مدنياً، وجرح أكثر من 400» في غزنة، إضافة إلى «مقتل 194 من مسلحي العدو، بينهم 12 من أبرز قيادييهم، وجرح 147». ولفت إلى نشر تعزيزات في عاصمة الولاية، وإلى ضربات جوية تستهدف مسلحي الحركة. وبعد 72 ساعة لم يصدر خلالها تعليق علني من الرئاسة الأفغانية، كتب الرئيس أشرف غني على «تويتر»: «ستُرسل تعزيزات إلى المدينة سريعاً». وأفيد بأن «طالبان» سيطرت على منطقتَي خواجة عمري شمال غزنة وأجريستان غربها، لكن وزير الداخلية ويس بارماك قال إن الوضع تحسّن مع وصول تعزيزات إلى آخر جيب لـ «طالبان» في المدينة. وأكد أن «القوات الأفغانية فرضت سيطرة كاملة عليها». وذكر ديبلوماسيون في كابول أن الحكومة أقرّت بأن الهجوم فاجأها، فيما أكد مسؤولون أفغان أن قوات أميركية خاصة تنسق الضربات الجوية والعمليات البرية. وأعلن الجيش الأميركي أن مقاتلاته نفذت 24 غارة منذ الجمعة الماضي. وقال ناطق باسم القوات الأميركية في أفغانستان: «يقدّم مستشارون أميركيون المساعدة للقوات الأفغانية، كما وجّهت قوة جوية أميركية ضربات قاصمة لطالبان». واشار إلى مقتل أكثر من 140 من مسلحي الحركة منذ اندلاع المعارك، مؤكداً أن الحكومة تسيطر على غزنة، ومستبعداً سقوطها في يد مسلحي «طالبان المعزولين واليائسين». وتحدث عن «عمليات تطهير» على الطريق السريع الرئيس الذي يربط المنطقة بكابول، مستدركاً أن هناك «اشتباكات متفرقة مع طالبان، لا سيّما خارج المدينة». وأضاف: «واضح أن طالبان لم تلتفت إلى دعوات الشعب الأفغاني بالمصالحة والانضمام إلى عملية السلام». وتحدّث سكان فرّوا من المدينة عن دمار واسع، وعن جثث قتلى من الجنود والمسلحين في الشوارع، وإحراق «طالبان» مقار حكومية. ولفت ريك بيبركورن، القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، إلى «تقارير عن نقص الأدوية في المستشفى الرئيس (في غزنة)، وعجز السكان عن نقل المصابين لتلقي العلاج». وحضّت المنظمة الدولية جميع الأطراف على احترام حقوق المدنيين المحاصرين في المعارك. لكن مسؤولاً في كابول قال إن «المتشددين يعلمون أن قواتنا لن تهاجم المدنيين، لذلك يستخدمون الشبان دروعاً بشرية للتجوّل في المدينة وإحراق مبان». إلى ذلك، أعلن مسؤولون أفغان أن انتحارياً فجّر نفسه قرب مكتب مفوضية الانتخابات الأفغانية في كابول، حيث احتشد عشرات المتظاهرين احتجاجاً على حرمان مرشح من خوض الانتخابات النيابية المقبلة، للاشتباه في صلاته بجماعات مسلحة، ما أدى إلى مقتل مسؤول في الشرطة وجرح آخر.
مشاركة :