كابول- دخلت المعارك للسيطرة على غزنة في شرق أفغانستان يومها الثالث مع اشتداد الاشتباكات الأحد بين طالبان والقوات الأمنية الأفغانية، بالرغم من زعم كابول ان المدينة تحت سيطرتها التامة. وقد هاجم مقاتلو حركة طالبان مقر الشرطة ومباني حكومية أخرى في غزنة الأحد وهددوا بالسيطرة على المدينة بعد نشر الألغام بكثافة في الطريق السريع الرئيسي. ونفذت طائرات أميركية أربع ضربات على الأقل لكن تفاصيل الاشتباكات لم تتضح بعد تدمير أغلب أبراج الاتصالات أثناء قتال في الأيام القليلة الماضية. وقال رئيس أركان الجيش الأفغاني محمد شريف يفتالي إن المدينة ليست مهددة بالسقوط والقتال العنيف مستمر لطرد مقاتلي طالبان بعيدا عن حدود المدينة. وقال في مؤتمر صحافي في كابول "المواقع الاستراتيجية والمراكز في المدينة تحت سيطرة القوات الأفغانية ومقاتلو طالبان يختبئون في منازل السكان ومتاجرهم ويقاومون". لكن نواب البرلمان عن غزنة الذين تمكنوا من الاتصال مع بعض السكان قالوا إن طالبان سيطرت على أغلب أرجاء المدينة بعد شن هجومها الأول في الساعات الأولى من صباح الجمعة. استمرار القتال لطرد مقاتلي طالبان من مدينة غزنة استمرار القتال لطرد مقاتلي طالبان من مدينة غزنة وقال شامان شاه اعتمادي النائب عن غزنة "لم يتبق في قبضة الحكومة سوى مكتب الحاكم ومقر للشرطة ومجمع المخابرات وطالبان تتقدم للسيطرة عليها". وبقيت شبكات الهاتف الجوال معطلة بعد تخريب المقاتلين أبراج البث، كما تم استهداف مراكز إعلامية في المدينة الامر الذي يعرقل عملية التحقق من المعلومات. ويتباين ما يصفه الشهود بشكل صارخ مع بيانات القوات الافغانية والأميركية السبت التي أكدت ان القوات الحكومية تسيطر بشكل قوي على المدينة، وتعهدت بأن غزنة لن تواجه خطر استيلاء طالبان عليها. ويمثل الهجوم على غزنة، وهي مدينة استراتيجية تقع على الطريق السريع الذي يربط كابول بجنوب البلاد، أقوى صفعة للحكومة منذ أن أوشك المتشددون على السيطرة على مدينة فراه الغربية في مايو. وقال محمد رحيم حسنيار عضو المجلس المحلي إن قتالا عنيفا مستمر في عدة مناطق في المدينة والقوات الأفغانية في وضع دفاعي. وأضاف "لا أحد يعرف الوضع بدقة بسبب غياب الاتصالات". ولم ترد تقارير مؤكدة عن سقوط قتلى أو جرحى. وذكرت القناة الأولى بتلفزيون أفغانستان نقلا عن مسؤول بمستشفى إن أكثر من 90 من أفراد قوات الأمن و13 مدنيا قتلوا وأصيب أكثر من مئة. وقالت إن طالبان تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح كذلك. ومع تلغيم الطريق السريع لمنع وصول تعزيزات، أصبح السكان محاصرين بدرجة كبيرة داخل المدينة لكن بعض الذين تمكنوا من الفرار عبر الحقول على أطراف المدينة قالوا إن العديد من مباني الحكومة أحرقت. وقال عبدالوكيل أحد السكان الفارين عند نقطة تفتيش على مدخل كابول "هناك حرائق ونيران وجثث في كل مكان بالمدينة". غراف وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ويفترض أنها من غزنة عددا من مقاتلي طالبان المدججين بالسلاح يقومون بدورية في المدينة بينما تتصاعد أعمدة دخان وألسنة لهب. وقال مقر القوات الأميركية في كابول إن اشتباكات متفرقة تقع وإن الطائرات الأميركية نفذت خمس ضربات السبت وأربع ضربات الأحد. وقال اللفتنانت كولونيل مارتن أودونيل المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "الدفاع الوطني الأفغاني وقوات الأمن ما زالت متمسكة بمواقعها وتحكم السيطرة على جميع المراكز الحكومية". ويزيد الهجوم على غزنة حالة عدم اليقين المتعلقة بمستقبل محادثات السلام مع طالبان. وكانت الحكومة تدرس وقفا لإطلاق النار في عطلة عيد الأضحى هذا الشهر مثلما حدث في هدنة عيد الفطر في يونيو. وترزح المدينة التي تبعد ساعتين عن كابول تحت خطر متزايد مع احتشاد مقاتلي طالبان هناك منذ أشهر، إضافة إلى التقارير عن إمكانية تسللهم إلى المدينة متى أرادوا. وتعتبر الحرب هناك آخر محاولات طالبان للسيطرة على إحدى المدن، وتأتي مع تزايد الضغوط على المتمردين للبدء بمفاوضات سلام مع الحكومة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما. الهجوم كان العملية الأكبر التي أطلقتها طالبان منذ إبرام معاهدة غير مسبوقة في يونيو حول هدنة مؤقتة بين طالبان والقوات الحكومية، ما أعطى فسحة للأفغان المتعبين من الحرب.
مشاركة :