أكد حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» صعوبة تشكيل حكومة عراقية جديدة وفق خيار «الغالبية»، نتيجة تشظي الخارطة السياسية العراقية بسبب نتائج الانتخابات، فيما أعلن إقليم كردستان العراق، عن موعد انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية المحلّية، وسط انقسام القوى الكردية حول الموقف من دعوات إلى تأجيلها. وأتى موقف الحزب، الذي تقوده عائلة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني، خلال محادثات أجراها قياديون منه مع القنصل الأميركي الجديد في الإقليم ستيفن فيكن، ضمن مساعٍ يبذلها مسؤولون أميركيون للتقريب بين القوى الكردية المنقسمة قبل انطلاق مفاوضات تشكيل الحكومة الاتحادية، والبحث في مصير الانتخابات البرلمانية الكردية المقررة نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال القيادي البارز في الحزب ملا بختيار في اجتماع مع فيكن إن «حزبنا، والحزب الديموقراطي (بزعامة مسعود بارزاني) ليس لديهما فيتو على طرف أو شخص في شأن تشكيل الحكومة»، إلا أنه أشار إلى أن «الانتخابات أحدثت تغيراً في الخارطة السياسية، وقسمت الشيعة إلى قطبين، والسنّة إلى ثلاثة، أما في الإقليم، فثمّة قطب يحظى بالغالبية (الحزبين الحاكمين) وآخر عبارة عن أقلية معارضة، على رغم أن بإمكان الإقليم خوض المفاوضات عبر غالبية مريحة». وشدد على أن «الحكومة الجديدة يجب أن تكون توافقية بين القطبين الشيعيين، والقوى السنية والكردية الرئيسة، كون أي من الأطراف لا يملك تأثيراً كبيراً، كما حصل في الانتخابات السابقة». وعقد فيكين اجتماعين منفصلين مع نائب زعيم «الوطني الكردستاني» كوسرت رسول والقيادي بافل طالباني، وأكد «أهمية أن يتمحور عمل الحكومة المقبلة حول حلّ الخلافات بين حكومتي أربيل وبغداد، وأن يشارك الأكراد فيها بقوة»، فيما شدد طالباني على أن حزبه «يؤمن بتوحيد الخطاب الكردي كضمانة لترسيخ حقوق شعب الإقليم في إطار حكومة اتحادية وطنية موسعة». وأعلن مسؤولون في الحزبين الرئيسين أمس، أن «وفداً مشتركاً منهما سيتوجه إلى بغداد مباشرة للمشاركة في مفاوضات، بعد إعلان المحكمة الاتحادية المصادقة على نتائج الانتخابات»، في حين لمّح مسؤولون في المعارضة إلى «إبداء مرونة لإنهاء القطيعة مع الحزبين، وإجراء مشاورات تهدف إلى تشكيل تكتل كردي موحّد في بغداد، تحت تأثير ضغط أميركي متواصل». يأتي ذلك، في وقت حددت فيه مفوضية الانتخابات في الإقليم، يوم الخامس من الشهر المقبل، موعداً لانطلاق الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية، فيما تستمر السجالات والتصريحات المتضاربة إزاء رغبة بعض القوى بتأجيلها على خلفية أزمة تشكيل الحكومة الاتحادية. وتساءل ملا بختيار عما إذا كانت الأزمة ستنتهي قبل موعد انتخابات الإقليم، وعما سيكون عليه الوضع في حال عدم حل مشاكل العراق، وما إذا كان يصحّ تنظيم انتخابات في وضع كهذا؟، وقال: «لسنا مع تأجيل الانتخابات، لكن يجب أخذ الأخطار والاحتمالات كافة في الاعتبار».
مشاركة :