المال والماء .. وجهان لِعُملة واحدة

  • 8/14/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المال والماء .. وجهان لِعُملة واحدة عبدالمحسن محمّد الحارثي تتصارعُ العُمْلات ، ويتوه الخُبراء ، ويضيع الفِكْر، وتتقزَّم الدُّول ، عندما تهيج رِياح المُؤشِّرات ، فتبدأُ قيمة العُمْلة في الهبوط ، فيكثُرُ الصُراخ ، وتعلو الصيحات والتوسلات ..إنّه المال .. الذي يجلبُ المال .. فلا التحالفات المشبوهة تُجدي ، ولا صديق اللاش يُنْجي ، ولا يَحُك جلدك مثل ظفرك ، فقد تُدمي جسدك أو تداويه بأظافرك لا بأظافر غيرك ، وقد يكون مع المعتوه زلل ، أو مع المدفوع ملل! إنها ريشة العدل والمساواة الإلهيّة التي باتت تضرب إسفينات العظمة والزعامة ؛ لِتقتلع جُذور المتآمرين ، وترمي بهم في دهاليز الظلام ، فالمال هو القُوَّة الوحيدة التي تضعُفُ أمامها سلاطين الشَّر . الضمأُ إلى المالِ أشدُّ من الضمأِ إلى الماء ، فالمال حاسّة سادسة ، قال عنه شكسبير : يتقدّم المال فتتفتّحُ الأبواب ! وكما هو معروف ، فإنَّ قِلةَ المال تجلبُ الشرور ، فهو مصدر لِقُوّة الحرب، وهذا ما علّق عليه نبليون ثلاثاً عندما قال: قِوام الحربِ ثلاثة : المال ، والمال، والمال. وعلى مستوى الدُّول ، يُمثِّلُ المال عصب الحياة كما هو الماء عصبٌ للحياة ، وهو لُغة تفهمها كُل الأمم.وعلى مستوى الأفراد ، فما أكثر حُبّ الناس للمال ، وما أكثر احتقارهم لمن يُحبّه! وعندما يتكلّم المال ويحضر ، يسقُط الحق ، وينهار العدل ، وينتصر الباطل! وتلك طبيعة الرأسماليين.فهو أعمى لا يُبْصر ، وأصم لا يسمع، وجامد لا يرحم! المال كالنساء ، ينبغي إيلاؤهُ الاهتمام ، والمحافظة عليه، وإلّا مضى لِيُسْعِدَ الآخرين.. فثروةُ الإنسان كالأسنان ، إنْ لم يعتنِ بها فقدها! وعلى مستوى المكانة التي يُمكن أنْ يرسمها المال في الإنسان الثري ، فقد يُصبحُ الأحمق بالمالِ عِمْلاقاً ، وفي الوقت ذاته يخلق الرجال ، فمن حفظ ماله، فقد حفِظَ الأَكْرَمَيْن: الدين والعِرْض، كما قال ذلك حافظ إبراهيم. . ولا فائدة من مساعدة رجُلٍ مثقوب الجيوب.

مشاركة :