هل حان الوقت لتركيا لتغيير جلدها السياسي ؟

  • 8/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في علوم السياسة، الهروب إلى الأمام من الوسائل المتهورة التي يلجأ إليها المسؤول عندما تصبح فرص خروجه من المأزق المحيط به صعبة. تركيا أردوغان مثال حي على الهروب إلى الأمام، يندفع الرئيس التركي نحو الهيمنة التامة على مقاليد الحكم في البلاد ووأد كافة أشكال الديمقراطية بها، فيما تزداد فيه حدة الأزمات العاصفة بتركيا داخليا وخارجيا. أما خارجيا فمنذ عام 2011 باتت تركيا أكثر انغماسا في مشاكل الشرق الأوسط والمنطقة العربية، الأمر الذي أفقد التجربة التركية بريقها في أعين العرب، مع إظهار حزب العدالة والتنمية الحاكم ميولا استبدادية وتهميشا للقوى الأخرى من الحكم، إلى جانب عدم رضا القوى الأوروبية والغربية عن الميول الأصولية المتطرفة في بعض الأحيان للحكومة التركية، ودعمها في كثير من الأحيان الجماعات المتشددة. وكذلك كان الحال مع أقوى أطراف حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الولايات المتحد الأمريكية، حيث رأى محللون أمريكيون أن العلاقة بين تركيا وأمريكا هي الأسوأ منذ عقود بسبب دعم أمريكا للجماعات الكردية الانفصالية في سوريا والعراق بحسب الرواية التركية، وهو ما يزعج أنقرة، وتقارب تركيا من روسيا، على حساب علاقاتها بأمريكا. أما ما فجر العلاقة بين الطرفين فكان قضية اعتقال تركيا لقس أمريكي بتهمة ارتباطه بجماعة فتح الله غولن المحظورة من أنقرة، الأمر الذي استوجب من الرئيس الأمريكي دوونالد ترامب فرض عقوبات مؤخرا على الواردات التركية لأمريكا . وداخليا، تعرضت تركيا خلال الأعوام الماضية لهزات سياسية وعسكرية عنيفة أثرت في وضعها الاقتصادي. محاولة الانقلاب العسكري الفاشل، وقبله الهجمات الإرهابية المتكررة للجماعات الإرهابية كداعش، إلى جانب هجمات الجماعات الكردية أثر بالسلب على تدفق السياحة والاستثمارات لتركيا. تراجع تزامن مع مخاوف غربية على مستقبل الاقتصاد التركي، وعقوبات ترامب الأخيرة، والتي أسمهت في انهيار العملة التركية خلال يوم واحد لأكثر من 20 % من قيمتها أمام الدولار الأمريكي. وسجل التضخم التركي ارتفاعا بلغ نحو 12% بحسب بعض التقارير الاقتصادية فيما ينتظر أن يواصل الارتفاع في الفترة المقبلة، متأثرا بالأزمة الاقتصادية، والخلافات بين الرئيس التركي ورئيس البنك المركزي بسبب السياسات الاقتصادية التي يدعو إليها أردوغان، ويخشى رئيس البنك المركزي من تأثير تلك السياسات على المستثمرين الأجانب. كل تلك الأزمات الداخلية والمقاطعة الخارجية لتركيا في محيطها، جعل التساؤلات تتردد حول إذا ما كان الوقت قد حان لأن تغير تركيا جلدها السياسي لحل تلك المشكلات التي صنعها الرئيس التركي بنفسه من الدرجة الأولى من عدمه.http://almnatiq.net/wp-content/uploads/2018/08/WhatsApp-Video-2018-08-15-at-2.46.13-PM.mp4

مشاركة :