تميم يضخ 15 مليار دولار من أموال شعبه لإنقاذ أردوغان

  • 8/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أثمرت الضغوط التركية على «نظام الحمدين» الحاكم في قطر، عن انسلاخ هذا النظام عن النسيج الخليجي والعربي، وارتمائه بالكامل في أحضان الأتراك والإيرانيين، وأفلحت تلك الضغوط في حمل أمير قطر تميم بن حمد، بالهرولة في زيارة عاجلة إلى أنقرة للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتقديم فروض الولاء والطاعة له والإعلان بأن أموال الشعب القطري مبذولة لإنقاذ اقتصاده المنهار، حيث أعلنت الرئاسة التركية في بيان أن تميم وعد باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار خلال اجتماع عقده مع أردوغان استمر 220 دقيقة.وغداة مهاجمة صحيفة تركية موالية للحكومة موقف الدوحة من أزمة الليرة، ونكرانها لأفضال أنقرة الكثيرة عليها بعد مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، بسبب دعمها للإرهاب، هرول تميم، أمس الأربعاء، إلى أنقرة، لإجراء محادثات مع أردوغان. واعتبر مراقبون الزيارة استجداء قطرياً للجانب التركي، حيث جاءت بعد يوم واحد من هجوم الإعلام الموالي لأردوغان على الدوحة، بسبب التخلي عن أنقرة في أزمتها الحالية مع واشنطن، مذكرة إياها بما قدمته أنقرة للدوحة من أفضال خلال المقاطعة العربية.وتواجه تركيا أخطر تحدياتها الاقتصادية منذ الأزمة المالية في 2001 في أعقاب تسجيل عملتها تدهوراً حاداً لتتخطى حاجز ال7 مقابل الدولار، بعد تغريدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن فيها مضاعفة الرسوم الجمركية على الألمنيوم والصلب المستورد من تركيا. واعتبر محمد حامد، الخبير في الشؤون التركية والباحث في العلاقات الدولية، أن زيارة أمير قطر لأنقرة هدفها الأول استجداء النظام التركي بعد الحملة الإعلامية التي هاجمت موقف الدوحة من الأزمة التركية الأمريكية. وأضاف حامد ل«العين الإخبارية»، أن النظام القطري لا يستطيع إغضاب حليفه أردوغان لأن الوجود التركي مهم وحيوي «لنظام الحمدين». وأشار حامد إلى أن الوجود التركي سوف يستمر فترة طويلة في الدوحة، وبالأخص عقب عمليات تعليم اللغة العربية للجنود الأتراك؛ ما يعني أن «نظام الحمدين» يسعى إلى إدماج الأتراك في المجتمع القطري لحماية النظام. وتابع قائلاً: «الزيارة القطرية بعد الهجمة الإعلامية التركية تؤكد تخوف الدوحة من تخلي أنقرة عنها». ويوم الأحد الماضي، قالت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، إن الرئيس التركي سيلجأ إلى قطر من أجل إنقاذ الليرة من الانهيار بعد القرارات الأمريكية.غير أن الصحيفة شككت في قدرة قطر على إنقاذ حليفها التركي، بسبب المقاطعة العربية للدوحة التي خلقت أمامها تحديات مالية كبيرة، كما قد يكون الانحياز إلى جانب تركيا في نزاع مع الولايات المتحدة، أمراً صعباً بالنسبة للدوحة التي تسعى بكل قوة إلى تحسين صورتها أمام واشنطن بعد كشف دعمها للتنظيمات الإرهابية. وعقب تقرير الصحيفة البريطانية بيوم واحد، أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع تميم، وبحسب الرئاسة التركية أكدت عزم أردوغان تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات مع قطر، ولم يذكر تفاصيل أخرى. وعقب المكالمة الهاتفية بساعات انكشفت التفاصيل التي أخفتها الرئاسة التركية، حيث وجهت صحيفة «تقويم» التركية الموالية لأردوغان انتقادات لاذعة لقطر بعد تخليها عن تركيا في أزمتها الاقتصادية. وقالت الصحيفة إن قطر التي وقفت تركيا بجانبها خلال المقاطعة «ظلت صامتة» تجاه الأزمة الطاحنة التي تمر بها البلاد عقب تهاوي الاقتصاد إثر الانهيار التاريخي لسعر الليرة أمام الدولار.وذكّرت الصحيفة الدوحة ب«الدعم الإنساني والسياسي» الذي قدمته أنقرة لها خلال المقاطعة العربية، حينما أقامت جسراً جوياً من طائرات الشحن لنقل السلع الغذائية وغيرها.وقامت الصحيفة، يوم أمس، وبعد أن أدى أمير قطر فروض الولاء والطاعة وقام بزيارة أنقرة، أصدر أردوغان أوامره وحذفت الصحيفة الخبر الذي نشرته سابقاً وحمل سخرية واتهاماً لقطر بالتخلي عن حليفتها تركيا في أزمتها مع الولايات المتحدة.وأكدت قطر على لسان سفيرها في أنقرة أن الأخيرة حليف استراتيجي للدوحة، وأن قطر لن تتوانى في دعم تركيا في أزمتها الاقتصادية الحالية.وقال السفير سالم بن مبارك آل شافي، إن «تركيا حليف استراتيجي لنا، ولن نتردد في تقديم الدعم اللازم للجمهورية التركية»، مؤكدا أن أن قطر «دائما سباقة في نصرة إخوانهم الأتراك».وفي لهجة استفزازية لأشقائه العرب، اختتم السفير القطري تصريحاته قائلاً: «نجدد وقوفنا الثابت مع الشعب التركي الشقيق في محنته الراهنة، ونؤكد على أن علاقاتنا المتينة مع الجمهورية التركية لديها مكانة مميزة لدى شعبنا». (وكالات)

مشاركة :