المرأة هى أول من أنجبت وخدمت، وهى أول من ربت وعلمت وهى أول من بنت وأكملت وهى أول من تعبت وتحملت وهى أول من صبرت واحتسبت وهى أول من ضحت وأكرمت وهى أول من بكت حبا وعطفا وحنانا، وهى أول من كانت سندا وأمانا للأسرة والمجتمع من غدر الزمن ودواهى القدر، وهى أول من ائتمن على النفس والمال والولد، المرأة هى مصنع الرجال وهى مربية الأمم ومدرسة المجتمعات عبر التاريخ القديم والمعاصر، المرأة هى أول من آمن وهاجر، واستشهد وقاوم الظلم والفساد والاستبداد وساند الثائر الحق، المرأة هى الأم والأخت والابنة والزوجة، وهى نصف المجتمع وهى التى تنجب، إذا هى المجتمع كله. فما بالنا بسيدة نساء العالمين على الإطلاق، نعم إنها العذراء مريم والدة المسيح عيسى عليه السلام روح الله وكلمته التى ألقاها إلى مريم التى ذكرها الله فى الإنجيل والقرآن وخصها بسورة باسمها، وهى سورة مريم كما ذكر الله أيضا عائلتها فى القرآن الكريم بسورة باسمها فى القرآن تكريم لها وهى سورة «آل عمران» ثالث سورة فى القرآن الكريم، كما كرمت أيضا أمنا مريم فى الإنجيل وكرم الله كل من أكرمها من البشر، وهل هناك تكريم بعد تكريم الله لها وأهلها وابنها المعجزة فى كل شيء والذى هو حى فى أعالى السماء، وأنه سوف يعود ثانية إلى الأرض فيراه كل البشر ويعرفه حق المعرفة كما ورد عنه فى الإنجيل والقرآن الكريم وعندها تتوالى المعجزات، فسلام لك يا مريم الطاهرة العذراء البتول جوهرة السماء مريم التى كانت ومازالت عبر التاريخ فخرا لكل الأديان السماوية وذخرا لكل البشرية وأما لكل البرية، حتى أنها مفضلة عند الله عن أمنا حواء أول نساء العالمين على الإطلاق، ذلك لنعلم أن لله فى خلقه شئون، وكل ميسر لما خلق له، وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة، ومع كل هذا، لم تسلم أمى وحبيبة قلبى مريم من ألسنة الجهلاء الحاقدين أعداء الحب والسلام وهذا يا سادة من السنن الكونية تماما مثل ما قالوا على كل الرسل والأنبياء والعظماء، سواء كانوا رجالا أو نساءً بما فيهم محمد، والمسيح عليهما السلام، ذلك لأن اللص لا يحوم حول البيت الخرب وأن الشجرة المثمرة هى التى ترمى بالحجارة وكما قالوا فى الأمثال، إن لم يكن لك حاقد وحاسد فأنت إنسان فاشل، وذلك أيضا لكى نتعلم من ماضينا لحاضرنا ومن ثم نستعد لمستقبلنا ومع ذلك لم توجه أمى مريم لأى من هؤلاء الحاقدين الجهلاء أى كلمة، لأن واثق الخطوة يمشى ملكا، وأن الله يدافع عن الذين آمنوا لقد صمتت أمى مريم عن الكلام، فكان صمتها أبلغ من أى كلام، فأنطق الله المسيح عليه السلام وهو فى المهد مدافعا عنها ومبينا للعالم كله من يكون هو؟ كما حكى الله فى الإنجيل والقرآن، فكم أنت عظيمة يا أمى مريم، وضربت يا غالية، للعالم كله أروع الأمثال فى كل ما هو طيب وجميل فسلام عليك يا أمى مريم إلى يوم الدين أمين يارب العالمين.
مشاركة :