شهدت القاهرة خلال الأيام القليلة الماضية انتعاشة واضحة في فعاليات الفنون التشكيلية، إذ أقيمت معارض عدة تنوَّعت في موضوعاتها والمدارس التي انطلقت منها بين التأثيرية والواقعية والتعبيرية، أبرزها «العرض الأول» و«الواعدون». وتراوحت الأعمال الفنية بين التصوير والرسم والغرافيك والنحت والتصوير الجداري. وتُرجم نجاحها بإقبال كبير من الجمهور ونقاد الفن التشكيلي. احتضن «غاليري بيكاسو إيست» في شرق القاهرة معرضاً بعنوان «العرض الأول»، شارك فيه 20 فناناً وفنانة من الشباب خريجي كلية الفنون الجميلة في القاهرة. حضرت الافتتاح نخبة من كبار التشكيليين والفنانين والشخصيات العامة والجمهور المتذوق للفن التشكيلي. التشكيليون الشباب قدَّموا في المعرض الذي يعتبر أول مشاركة لهم في الحركة الفنية المصرية، أعمالهم الفنية الكلاسيكية من الفنون التأثيرية والواقعية والتعبيرية، متشبعين بدراساتهم الأكاديمية. وقال أستاذ الفنون الجميلة أشرف رضا، إن هؤلاء الشباب يسيرون على خطى أجدادهم الأساتذة من رواد الفن الحديث أمثال يوسف كامل، وراغب عياد، ومحمد حسن، وأحمد صبري، وحسني البناني، وعبد الهادي الجزار، وحامد ندا، وكامل مصطفى، ويقدمون أعمال التصوير الزيتي من المدارس الكلاسيكية المختلفة، دمجاً مع زملائهم من فناني التصوير الجداري الذين يبدعون في الموزاييك والزجاج المعشق وغيرهما من خامات. بدوره ذكر مدير الغاليري رضا بيكاسو أن المعرض مبادرة جديدة من الغاليري لتشجيع الفنانين الشباب، فضلاً عن دوره المتميز في عرض أعمال كبار الفنانين المصريين، تعزيزاً لتتابع الأجيال ودعماً للحركة التشكيلية المصرية، لافتاً إلى أن المعرض مستمر حتى 11 سبتمبر المقبل. «غاليري ضي» جاء المعرض الثاني بعنوان «الواعدون»، واستضافه «غاليري ضي» في منطقة حدائق القبة. ضمّ أكثر من مئة عمل تنوعت بين فنون التصوير والرسم والغرافيك والنحت والتصوير الجداري، وهو المعرض الأول لخريجي كلية الفنون الجميلة (دفعة 2018). افتتح المعرض رئيس «أتيليه العرب للثقافة والفنون» الفنان هشام قنديل، بحضور نخبة من الفنانين والنقاد، من بينهم رئيس جمعية أصالة للفنون عز الدين نجيب، ومدير مكتبة الإسكندرية مصطفي الفقي ونقيب التشكيليين حمدي أبو المعاطي، وعدد من الفنانين العرب أبرزهم سمير الدهام وعمر بادغيش وجيهان فايز ورندا فخري وأماني موسي وحسن شبط. وقال قنديل إن المعرض استهلال رائع لمعارض الغاليري لهذا الموسم، لافتاً إلى أن التجربة ستشمل في العام المقبل خريجي كليات الفنون الجميلة والتربية الفنية والتربية النوعية، كذلك سيسمح الغاليري بمشاركة الموهوبين حتى الذين لم يلتحقوا بكليات الفنون الجميلة. واعتبر نقيب التشكيليين حمدي أبو المعاطي، أن المعرض جاء متميزاً بالمقاييس كافة، مشيداً بخطوة «غاليري ضي» الرائدة في إخراج المعرض، وتمنى أن يقام بصفة دورية سنوياً. وتابع في تصريحات إعلامية: «أهم ما يلفت الانتباه إلى هذا المعرض خروج الأعمال من الكلية إلى قاعة العرض لأول مرة، واحتكاك الفنانين الناشئين بالفنانين الكبار والاستفادة من خبراتهم».