أكد فضيلة الداعية عبدالله محمد الحمادي أن الأيام العشر من ذي الحجة من أعظم الأيام عند الله فضلاً، وأكثرها أجراً، وأضاف في خطبة الجمعة بجامع الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني أن في هذه الأيام يوم عرفة الذي قال عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» رواه مسلم.ذكر فضيلة الداعية عبدالله محمد الحمادي في هذا السياق ما روي عند الترمذي بسند حسن أنه صلى الله عليه وسلم قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير». وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يأتي ذلك في غيره. وأشار إلى أن هذه الأيام هي صفوة أيام العام فضلاً ومكانة، وهي أفضل من الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، على ما فيها من فضائل وبركات. ولفت إلى أنه لأجل هذا فقد ذهب المحققون من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره إلى أن أيام عشر ذي الحجة أفضل أيام العام مطلقاً، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي. وفي الصحيحين والسنن بألفاظ متقاربة، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله أعظم من هذه الأيام العشر، قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء»، وعند البيهقي بسند حسن: «ما عمل أزكى عند الله، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى». وأوضح أن أعظم ما تستقبل به مواسم الخيرات التوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام، والعزم على العمل الصالح المقبول، والبعد عن الآثام والذنوب، فإن نية المؤمن خير من عمله. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشراً إلى سبع مئة ضعف، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب، وإن عملها كتبت وإن تركها من أجل الله كتبت له حسنة». وأوضح الحمادي أن من الأعمال الفاضلة المشروعة في هذه العشر: صيام التسعة الأولى منها، فهو مستحب استحباباً شديداً. كما قال النووي وغيره من المحدثين، لما روى أبو داود وأحمد بسند صحيح عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان يصوم تسع ذي الحجة»، وقال: «إن صيام يوم عرفة لغير الحاج يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».;
مشاركة :