أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين د.عبدالله بن عبدالملك آل الشيخ أن هناك تنسيقًا وتعاونًا مع وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية البحرينية «اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة» لتسهيل إجراءات الحجاج البحرينيين والمقيمين، وتقديم الخدمات لهم خاصة فيما يتعلق بإصدار تأشيرات الحج وفقًا للنسبة المخصصة لمملكة البحرين، إذ أصدرت السفارة هذا العام 6336 تأشيرة حج حتى الآن «وقت إجراء الحوار». وقال في حوار حصري لـ«الأيام» إن المملكة العربية السعودية تأتي في مقدمة الشركاء التجاريين للبحرين من بين الدول العربية والخليجية، والأولى عربيًا من حيث التدفقات والاستثمارات المباشرة في البحرين، إذ يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 10 مليارات دولار سنويًا، وإن الاستثمارات السعودية في البحرين زادت خلال الأعوام الماضية بنسبة من 5 إلى 7%، في جميع الاتجاهات والقطاعات.وكشف آل الشيخ عن أن الميزانية المتوقعة لجسر الملك حمد حوالي 3 مليارات دولار، ومدة التنفيذ ستتراوح بين 36 و48 شهرًا، مؤكدًا أن مشروع جسر الملك حمد يسير ضمن الخطط والبرامج المرسومة له، إذ تعقد اللجان المختصة في البلدين الشقيقين الاجتماعات من أجل التنسيق والتشاور حيال اختيار الشركة المناسبة لتنفيذ المشروع. وبيّن أن العمل جارٍ على استكمال مشروع النقطة الواحدة بجسر الملك فهد؛ بهدف تسهيل التنقل بين البلدين، وستسهم في اختصار 50% من الإجراءات والجهد. وشدّد السفير السعودي على أن بلاده تحرص على خلو الحج من كل ما يعكر «الصفو»، وقد جندت الإمكانات والاستعدادات البشرية والمادية كافة للتصدي لأي عمل أو سلوك يمكن أن يسبب الفوضى أو يهدد سلامة الحج. واعتبر أن اعتداءات المليشيات الحوثية الإرهابية المتكررة على ناقلات النفط في مضيق باب المندب على البحر الاحمر خرقًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية كافة، وتهديدًا خطيرًا للملاحة الدولية ويحمل ضررًا بالغًا على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر. وأوضح أن قرارات بلاده الأخيرة تجاه العلاقات مع كندا كانت نتيجة لتصريحات كندية تمس الشأن الداخلي للمملكة، وهذه التصريحات الكندية غير صحيحة جملة وتفصيلاً ومجافية للحقيقة، وهي لم تبنَ على أي معلومات أو وقائع صحيحة، واصفًا هذا الأمر بأنه خرق لمبدأ السيادة وانتهاك لقضاء وقوانين المملكة. وقال: «نحن لسنا ضد الشعب القطري، بل ضد سياسات قطر التي تدعم وتأوي الإرهاب وتتدخل في شؤون الدول العربية، ومرحبًا بقدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام، عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة»، كاشفًا عن وصول عدد من الحجاج القطريين إلى المشاعر المقدسة، وأن هناك أعدادًا أخرى ستصل إلى تباعًا خلال الأيام المقبلة. وأكد أن المملكة العربية السعودية أبوابها مفتوحة لكل مسلم، وتستقبل جميع الحجاج المسلمين من أي مكان ما داموا ملتزمين بالأنظمة والتعليمات الصادرة وحصص الحج المخصصة لكل دولة. واعتبر أن قيادة المرأة السعودية للسيارة، وقبل ذلك مشاركتها في الانتخابات البلدية، وتولي المرأة مناصب قيادية، كله يسهم في تعزيز وتفعيل دور المرأة وتلبية احتياجاتها ورفع نسبة مشاركتها في المجالات كافة. وقد تمحور الحوار حول عدة ملفات تشهدها العلاقات بين البلدين والساحة ودول المنطقة والعالم، وإليكم نص الحوار: في مستهل الحوار، ما قراءتكم لموسم الحج لهذا العام؟ وماذا عن استعدادات المملكة لموسم حج هذا العام 1439؟ وما توقعاتكم لعدد الحجاج، وحجاج البحرين بصفة خاصة؟ - وهب الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون من جميع دول العالم كل عام لأداء مناسك الحج وزيارة الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي تستشعر في ذلك عظم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقها وشرف الرسالة في خدمة وتطوير الحرمين الشريفين. وفقًا للتوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وبمتابعتهما المستمرة، تعمل المملكة بمختلف قطاعاتها وطاقاتها وإمكاناتها بشكل دؤوب، وتسخر كل الإمكانات والموارد وتقدم أفضل الخدمات إلى ضيوف الرحمن منذ وصولهم إلى الأماكن المقدسة حتى مغادرتهم إلى ديارهم سالمين غانمين. بالنسبة إلى عدد الحجاج الموسم الحج، أتوقع أن يكون العدد مماثلاً للعام الماضي، والاستعدادات قائمة على قدم وساق لتوفير الراحة والأمان لحجاج بيت الله الحرام، وهو أمر ليس بجديد، فالمملكة العربية السعودية لها باع طويل وخبرة سنين في تنظيم مواسم الحج بكل احترافية واقتدار.وماذا عن حجاج البحرين؟ - بالنسبة إلى حجاج مملكة البحرين الشقيقة بعد الانتهاء من إجراءات تسجيل بيانات الحجاج البحرينيين عبر المسار الإلكتروني لوزارة الحج بالمملكة العربية السعودية، ووفقًا للأنظمة والإجراءات المتبعة لترتيبات الحج، تقوم سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة البحرين بالتنسيق مع وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية البحرينية «اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة» لتسهيل إجراءات الحجاج البحرينيين والمقيمين وتقديم الخدمات إليهم، خاصة فيما يتعلق بإصدار تأشيرات الحج وفقًا للنسبة المخصصة لمملكة البحرين، إذ أصدرت السفارة هذا العام 6336 تأشيرة حج حتى الآن (وقت إجراء الحوار)، والمملكة العربية السعودية تقدم الخدمات كافة التي توفر سبل الراحة للحجاج؛ لتمكينهم من أداء مناسك الحج بكل راحة وطمأنينة حتى عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين، متمنيًا لحجاج بيت الله الحرام كافة حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا.ماذا عن تدابير المملكة تجاه حجاج إيران وقطر؟ وما توقعاتكم لأعدادهم هذا الموسم؟ - المملكة العربية السعودية أبوابها مفتوحة لكل مسلم، وتستقبل جميع الحجاج المسلمين من أي مكان ما داموا ملتزمين بالأنظمة والتعليمات الصادرة وحصص الحج المخصصة لكل دولة، وهذه التنظيمات والأنظمة تصب في تيسير الحج للحجاج القادمين من جميع أنحاء العالم، وتقدم المملكة أفضل الخدمات والتسهيلات والإجراءات إلى حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر؛ وذلك لكي يؤدوا مناسكهم براحة وطمأنينة. وتابع: أما بالنسبة إلى الحجاج القطريين، فقد أنهت وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية كل الترتيبات اللازمة لخدمة الحجاج القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج 2018، إذ خصصت الوزارة رابطًا إلكترونيًا لتمكين المواطنين القطريين من تسجيل بياناتهم واختيار الخدمات التي تتناسب مع احتياجاتهم، وذلك بعد عدم تجاوب وتعاون وزارة الأوقاف القطرية مع الجهات المعنية في السعودية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين. وزاد: وترحب المملكة بقدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام، عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة. وبالفعل تم وصول عدد من الحجاج القطريين إلى المشاعر المقدسة، وهناك أعداد أخرى من الحجاج القطريين ستصل تباعًا خلال الأيام المقبلة.ما الإجراءات والتدابير التي اتخذتها المملكة لمواجهة أي ممارسات من البعض من شأنها تعكير صفو موسم الحج؟- الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ينبغي أن يتجرد فيه الحجاج من كل ما ينقض حجهم ويعرض سلامتهم للخطر، وأن يراعوا حرمة المكان والزمان، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وفرصة سانحة ليُقبِل العبد على ربه بروحه ووجدانه، فيرجع إلى دياره وقد غُفرت ذنوبه، والمملكة العربية السعودية تحرص على خلو الحج من كل ما يعكر «الصفو»، وقد جندت الإمكانات والاستعدادات البشرية والمادية كافة للتصدي لأي عمل أو سلوك يمكن أن يسبب الفوضى أو يهدد سلامة الحج، والعمل على توفير كل ما يعين ضيوف الرحمن على أداء مناسكهم بأمن وطمأنينة وأمان، وتحقيق الغاية الأساسية من الحج وهي عبادة الله وحده لا شريك له، بعيدًا عن أي شعارات طائفية أو فكرية.بعد منح خادم الحرمين الشريفين المرأة السعودية قيادة السيارة، هل هناك في الطريق قرارات أخرى لصالح المرأة السعودية؟ - المملكة العربية السعودية تعيش مسيرة إصلاح وتنمية كبيرة الآن على مختلف الأصعدة، وترتكز على مزيد من الإصلاحات والتطور في مجالات الحياة كافة، وتهدف إلى تفعيل دور المرأة في عملية البناء والتطوير بما يعود بالنفع على المجتمع بأكمله، والمرأة السعودية تلقى الاهتمام الكبير من قبل القيادة في المملكة لتحقيق الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التنموية التي حددتها رؤية المملكة 2030 بأن تكون المرأة السعودية عنصرًا فعالاً في المجتمع وتتمتع بكامل حقوقها وفقًا للأنظمة والضوابط الشرعية، وقيادة المرأة السعودية للسيارة وقبل ذلك مشاركتها في الانتخابات البلدية، وتولي المرأة مناصب قيادية، هذا كله يسهم في تعزيز وتفعيل دور المرأة وتلبية احتياجاتها ورفع نسبة مشاركتها في المجالات كافة والاستمرار في تنمية واستثمار طاقاتها. داعيًا الله عز وجل أن يوفق ولاة الأمر لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والاستقرار والازدهار.كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين المملكتين الشقيقتين؟ وهل ستشهد المرحلة المقبلة مشروعات مشتركة؟ - إن حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البحرين والسعودية تعكس عمق وقوة العلاقة الخاصة بينهما والراسخة جذورها عبر التاريخ، فالمملكة العربية السعودية تأتي في مقدمة الشركاء التجاريين للبحرين من بين الدول العربية والخليجية، والأولى عربيًا من حيث التدفقات والاستثمارات المباشرة في البحرين. العلاقات السعودية والبحرينية في ازدهار دائمًا، فقد زادت الاستثمارات السعودية في البحرين خلال الأعوام الماضية بنسبة من 5 إلى 7%، والتعاون في جميع الاتجاهات والقطاعات وعلى جميع الأصعدة ينمو بصورة متسارعة بين البلدين، وحجم التبادل التجاري بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية يتعدى 10 مليارات دولار سنويًا، ومن المتوقع أن يبقى الرقم ثابتًا في السنة الجديدة القادمة، كما أن غرف التجارية في المملكة العربية السعودية وغرفة تجارة وصناعة البحرين على تواصل دائم وفعال؛ من أجل المضي قدمًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة.ما آخر المستجدات في مشروع جسر الملك حمد بين البلدين الشقيقين؟ وماذا عن تطور الحركة على جسر الملك فهد؟ - مشروع جسر الملك حمد يسير ضمن الخطط والبرامج المرسومة له، إذ تعقد اللجان المختصة في البلدين الشقيقين الاجتماعات من اجل التنسيق والتشاور حيال اختيار الشركة المناسبة لتنفيذ المشروع. على أن مشروع خط السكك الحديدية الخليجية «القطار الخليجي» بين السعودية والبحرين يُعد جزءًا من جسر الملك حمد الجديد، وأن خط السكك الحديدية بين البلدين الشقيقة سوف يعزز التبادل الاقتصادي والحركة التجارية بين البلدين، والميزانية المتوقعة لجسر الملك حمد حوالي 3 مليارات دولار، ومدته -حسب توقعاتي- تتراوح بين 36 و48 شهرًا. وتابع: أما بالنسبة إلى مشروع النقطة الواحدة على جسر الملك فهد، فهو من المشاريع المهمة التي تسهم في انسيابية الحركة وتسهيل عملية التنقل المسافرين والبضائع ويختصر الإجراءات والوقت والجهد. وبعد تطوير وزيادة عدد الكبائن في منفذ الجسر أصبحت حركة تنقل المسافرين انسيابية واختصرت الوقت، كما أن آليات التخليص الجمركي الجديدة أسهمت باختصار الوقت، إذ كان التخليص الجمركي في السابق يستغرق أيامًا، أما الأن فيستغرق تفويج الشاحنات عدة ساعات، والعمل جارٍ على استكمال هذا المشروع بهدف تسهيل التنقل بين البلدين ما سيسهم في اختصار 50% من الإجراءات والجهد.ماذا بعد دخول المقاطعة الخليجية لدولة قطر عامها الثاني؟ - الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب تؤكد دائمًا أهمية تنفيذ قطر للمبادئ الستة والاستعداد للتفاوض حول تنفيذها، وأن الحوار حول تنفيذ المبادئ أو المطالب الثلاثة عشر يجب ألا يسبقه أي شروط. هذا موقف الدول الداعية لمكافحة الارهاب المبدئي والثابت، وحكومة قطر وقيادتها تعلم ما يجب عليها أن تفعله للعودة إلى أحضان جيرانها الأشقاء، فنحن لسنا ضد الشعب القطري بل ضد سياسات قطر التي تدعم وتأوي الإرهاب وتتدخل في شؤون الدول العربية، وهناك مستجدات وقضايا على الساحة الإقليمية والدولية، كما تقدّر الدول الأربع لدولة الكويت جهود الوساطة الكويتية التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل هذه الأزمة.بعد اعتداء الحوثيين على ناقلتي نفط سعوديتين في باب المندب، وتوقف المملكة من نقل النفط عبر باب المندب، وأعقبتها الكويت، ما منظوركم للمشهد في باب المندب وتهديدات الحوثيين للملاحة الدولية؟ - إن اعتداءات المليشيات الحوثية الإرهابية المتكررة على ناقلات النفط في مضيق باب المندب على البحر الاحمر يُعد خرقًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية كافة، وتهديدًا خطيرًا للملاحة الدولية ويحمل ضررًا بالغًا على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهذا العمل الخطير يثبت مدى خطورة الحوثيين ومن يقف خلفهم على الأمن الإقليمي والدولي، وقد قامت المملكة باستئناف تصدير النفط عبر باب المندب بعد تأمينه، كما أن هذا العمل الإرهابي الجبان يؤكد أهمية العمل على تسليم مدينة الحُديدة الاستراتيجية للحكومة اليمنية؛ من أجل ضمان حماية الملاحة والتجارة العالمية من الهجمات «الإرهابية» للحوثيين، وكذلك ضرورة تحرك المجتمع الدولي للتصدي لهذه الأعمال الإرهابية الخطيرة التي تقوم بها المليشيات الانقلابية في الجمهورية اليمنية وكل من يدعمها ويمولها؛ لضمان توفير الحماية اللازمة للملاحة الدولية وللملاحة في مضيق باب المندب.أخيرًا، ما منظوركم للأزمة الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وكندا، وقرار الرياض سحب سفيرها للتشاور وطرد السفير الكندي، ووقف التعاملات مع كندا في عدة مجالات؟ - قرارات المملكة العربية السعودية الأخيرة تجاه العلاقات مع كندا كان نتيجة لتصريحات كندية تمس الشأن الداخلي للمملكة، وهذه التصريحات الكندية غير صحيحة جملة وتفصيلاً ومجافية للحقيقة، وهي لم تبنَ على أي معلومات أو وقائع صحيحة، وإن هذا الأمر يُعد خرقًا لمبدأ السيادة وانتهاكًا لقضاء وقوانين المملكة، كما يُعد مخالفًا لأبسط الأعراف الدولية وجميع المواثيق التي تحكم العلاقات بين الدول، والمملكة العربية السعودية ترفض التدخل في الشأن الداخلي لها وفرض إملاءات عليها مهما كانت، والمساس بسيادتها، والإجراءات كافة التي تتخذها على أراضيها، كـما أن المملكة لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى. الجدير بالذكر أن هــذه القرارات لاقت تأييدًا وتضامنًا من الدول العربية والإسلامية والصديقة.
مشاركة :