لعبت المعارض الدولية للكتاب دورا مهما في السنوات الأخيرة على طريق جسر الهوة الثقافية بين الحضارات المختلفة. وفتحت أبواب المعرفة مشرعة أمام ثقافات متباينة لتقدم نفسها في أفضل ثوب، ضمن محفل ثقافي عالمي يزوره الآلاف من البشر متعددي الجنسيات والثقافات. وشاركت السعودية في عديد من معارض المكتب الدولية كضيف شرف، حيث تمكنت من إبراز الثقافة والحضارة السعودية العربية الإسلامية في عديد من دول العالم. وقدمت عبر تلك المشاركات المهمة صورة مشرقة عن الإنسان السعودي وحضارته الضاربة في عمق التاريخ، ورسمت ملامح مضيئة من حياته وتراثه. ومثال على ذلك، مشاركة السعودية في معرض بكين الدولي للكتاب الذي استمر خمسة أيام، واختتمت فعالياته أخيراً في أرض المعارض في بكين. وشهد الجناح السعودي إقبالا كثيفًا من الزوار الصينيين وعديد من الجنسيات الأخرى، حتى أن إدارة المعرض أعلنت أن الجناح زاره أكثر من 80 في المائة من زوار المعرض. ولعل الخصوصية التي تتمتع بها الثقافة والحضارة السعودية، بجانب الرغبة عند كثير من الثقافات والجنسيات المختلفة، لا وسيما الصينيين في التعرف عن قرب على تلك الثقافة كانت العامل الأكبر في جذب الزوار. حيث تضمن الجناح معرضاً للتصوير الضوئي، احتوى على كثير من الصور عن السعودية وقسم الملبوسات وقسم دارة الملك عبد العزيز والإصدارت والمكتبة والخيمة الشعبية، التي تم فيها تقديم الفولكلور الشعبي، واشتمل على عزف الربابة ونقش الحناء والخط العربي. والمجسمات للحرمين الشريفين وما طرأ عليهما من توسعة حديثة ومجسمات أخرى تجسد واقع السعودية قديماً وحديثاً. ولتعريف الزائر الصيني على الثقافة السعودية في قالب فني، وقدم معرض الفن التشكيلي أفضل 50 لوحة منتقاة لأشهر الفنانين السعوديين المبدعين في هذا المجال. فيما كانت العرضة السعودية وألوان مختلفة من جميع مناطق المملكة الأبرز في المظاهر الثقافية التي تم تقديمها في المعرض ونالت استحسان مرتادي الجناح. بينما لفتت انتباه كثير من الزائرات الملابس التراثية ذات الألوان المبهرة، ونقش الحناء. كما أقيم عدد من الفعاليات الثقافية المصاحبة لجناح السعودية في المعرض، وتضمنت عددا من الندوات العلمية. وعكس جناح السعودية الأنشطة الثقافية السعودية باختلاف قنواتها في مجالات النشر والفنون والتراث والحرف، حيث خصصت لمجال النشر مساحة واسعة معنية بالإصدارات في الأدب، العلوم، اللغة العربية، التاريخ، الجغرافيا، والكتب العلمية، إضافة إلى إصدارات المناسبة التي تشكل مجموعة من الكتب المنتقاة التي تمت ترجمتها إلى اللغة الصينية، وتركز على الموضوعات التي تهم القارئ في الصين، وتبرز القواسم المشتركة بين الثقافتين السعودية والصينية.
مشاركة :