(كونا) – دعت جامعة الدول العربية اليوم الأحد الى تبني وسائل الإعلام خطابًا إعلاميًا، يشجع على الحوار والتفاهم وقبول الآخر، ويردم الهوة بين الحضارات. وطالبت مدير إدارة الحوارات بالجامعة سامية بيبرس في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي، «جامعة الدول العربية وتحالف الحضارات.. رسالة الإعلاميين» بضرورة تخلي وسائل الاعلام عن المبالغة في إظهار الفوارق بين الحضارات. وقالت بيبرس إن الإعلام سلاح ذو حدين، فهو وسيلة للتواصل والمعرفة بين الشعوب، مضيفة «ولكن إذا لم يتمتع بالموضوعية والحيادية، فقد يؤدي لخلق المشكلات بين الشعوب، وقد يلعب دورًا في وقوع العنف». وحذرت من دور «الإعلام التحريضي» في الحشد الطائفي والمذهبي، والترويج لإقصاء الآخر وليس قبوله، منبهة إلى أن بعض وسائل الإعلام لاسيما مواقع التواصل تؤدي لزيادة في العداء للمسلمين والعرب، ووصم الشخصية العربية بالعنف والإرهاب. من جانبه أكد مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو» بالقاهرة غيث فريز، أكد دور الإعلام في تعزيز الحوار بين الثقافات، لافتًا إلى أن المنظمة تقوم بأنشطة لدعم الصحفيين؛ لتعزيز الحوار ومكافحة خطاب الكراهية والعنف. وأشار فريز إلى قيام «يونسكو» بمبادرات لبناء قدرات الصحفيين، ونجحت في إنشاء منصات إعلامية لصحفيين ذوي مصداقية، وإطلاق مبادرات لدعم الدراية الإعلامية. ولفت إلى تحديات تواجه المنطقة، منها «الفجوة التقنية»، معتبرا أن نشر الثقافة التنويرية من أهم السبل لمواجهة هذه التحديات. بدورها أوضحت المتحدث الرسمي للممثل الأعلى لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات نهال سعد، أن مشاركة المنظمة في هذا المؤتمر تأتي في إطار التعاون مع الجامعة العربية؛ لتنفيذ الاستراتيجية العربية لتحالف الحضارات (2016- 2019)، والقائمة على أربع ركائز، هي الإعلام، الثقافة، الشباب، والهجرة. ويهدف المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين إلى حث الإعلاميين المشاركين، على تقديم رسالة إعلامية محايدة وموضوعية عن ثقافة الاخر، من خلال إلقاء الضوء على التجارب الناجحة للمؤسسات الإعلامية في هذا الشأن. كما يهدف إلى إبراز صور إيجابية عن العرب والمسلمين وعن الحضارة العربية الاسلامية، في التفاعل الحضاري وقبول الإخر، إضافة إلى دراسة سبل مواجهة خطاب الكراهية، المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال وسائط الثقافة الإعلامية.
مشاركة :